اتهمت أربع تلميذات يدرُسن بالثانوية الإعدادية ابن سينا بطنجة، مديرهُنّ بالإقدام على منعهن من الدخول إلى المؤسسة طيلة الأسبوع الحالي، بسبب شكل غطاء الرأس الحجاب الذي يرتدينه، (الخمار)، وهو ما دفع بفعاليات من ساكنة بني مكادة وآباء وألياء التلاميذ إلى رفع شكاية لدى النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية تضمنت عريضة استنكارية ضد مدير المؤسسة. الشكاية التي اطلعت عليها هسبريس تقول إن مدير "ابن سينا" وحارس البوابة أقدما على طرد التلميذات وسبّهم وخلع "خمارهن"، وهو ما تسبب حسب الشكاية في حرمان التلميذات من الدراسة، "خاصة حرمان التلميذة يسرى ميمون منذ شهرين"، بسبب ما أسمته الشكاية بالمضايقات المتكررة للمدير. وأوضحت التلميذات المتضررات (الفيديو)، وهُنّ فاطمة الزهراء أعبيد ونسرين عمران وأسماء القزايمي وفردوس نميري، أنه تم توقيفهن وطردهن من طرف مدير الثانوية الإعدادية ابن سينا بطنجة، منذ الاثنين الماضي بداعي شكل الحجاب الذي يرتدِينَه، إضافة إلى نعتهِنّ بالإرهابيات ومثيرات الفوضى، وهو ما تسبب لهن في ضياع حصص دراسية مهمة وامتحانات دورية، حسب روايتهن. وأكدت إحدى التلميذات أن مطلبهن يتمثل حاليا في استرجاع حقهن في الدخول إلى المؤسسة لمتابعة الدراسة، "من حقنا أن ندرس ونحن نمتلك حرية اللباس"، فيما قالت أخرى إن رجل الحراسة لم يدع لهن المجال للدخول من باب المؤسسة بداعي أوامر الإدارة. رفض انصياع الفتيات لمطلب حارس بوابة المؤسسة دفع الأخير إلى تعنيف إحدى التلميذات ونزع حجابها، وفقا لرواية التلميذات. من جهته، قال عزيز البقالي، حارس بوابة المؤسسة، إن تهمة نزع الحجاب وتعنيف التلميذات "غير صحيح"، موردا أن أوامر إدارة المؤسسة هي الدافع وراء منعهن الدخول إلى الإعدادية. أما مدير الثانوية الإعدادية ابن سينا بطنجة، نور الدين المنصوري، فنفى في تصريح صحفي (الفيديو) إقدامه على توقيف التلميذات، موضحا أن الأمر يتعلق بتطبيق قرار مجلس تدبير المؤسسة "بشكل صارم"، والذي يدعو في إحدى بنوده إلى التزام الإناث باللباس الموحد المستند على مذكرة وزارية. وأضاف المنصوري أن التلميذات أخلَلْنَ الالتزام بالنظام الداخلي المذكور، الذي يفيد أن من بين مواصفات زيّ الإناث "ألا ينزل غطاء الرأس على الكتف أو الصدر"، وهو قرار، يقول المدير، تمّ اتخاذه خلال انعقاد مجلس تدبير المؤسسة بحضور مُمثلِين عن الإدارة والأستاذة وكذا جمعية آباء وأولياء التلاميذ. وترُدّ فاطمة الزهراء أعبيد، إحدى التلميذات المتضررات من المنع، بالقول إن النظام الداخلي الجديد والمُعمّم على أرجاء المؤسسة لم يذكر بالحرف طول أو عرض أو شكل غطاء الرأس، "بل توقف فقط عند لونه الأزرق أو الأبيض". وكان مجلس تدبير المؤسسة أصدر بلاغا إثر اجتماعه يوم 29 مارس المنصرم، اطلعت عليه هسبريس، يقضي بضرورة احترام التلاميذ والتلميذات للباس المدرسي الموحّد، حيث ورد في نص البيان فيما يخص الإناث "ارتداء الفالدا، أي التنورة، الزرقاء الداكنة والقميص الأبيض أو ارتداء السروال الفضفاض والقميص الأبيض، وبالنسبة لغطاء الرأس فيجب أن يكون لونه إما أبيضا أو أرزقا فقط". وحسب مصدر مطلع، فقد أقدمت إحدى الجمعيات الحقوقية بمدينة طنجة على تبنّي ملف التلميذات المطرودات من مؤسسة ابن سينا، في أفق تنظيم وقفة احتجاجية مساء يومه السبت في حالة عدم الاتفاق على حل يرضي الطرفين ويعيد التلميذات إلى أقسامهن.