كذّب أحمد عصيد، الفاعل العلماني، خبر تعرضه لمحاولة "اغتيال" بإطلاق نار من بندقية مجهول، وذلك أثناء حفل زفاف أُقيم مؤخرا بأقا بإقليم طاطا، مشيرا أن الطلقات النارية في الهواء هي عادة أمازيغية تعبر عن فرح بعض القبائل في مناسبات الزفاف، والتي تعرف تنظيم مجموعات أحواش وبترخيص من السلطات العمومية. وفي رده على اعتزام شخصيات مدنية وسلفية رفع دعاوي قضائية في حقه بسبب "ازدراء الدين الإسلامي وسب الرسول محمد (ص)"، قال عصيد في اتصال هاتفي مع هسبريس، إن لتلك الأطراف الحق في مقاضاته وفي أن "يسارعوا إلى أقرب محكمة"، مضيفا أن أفكاره تهدف إلى تكريس المواطنة وحقوق الانسان "وسأدافع عنها حتى آخر رمق في حياتي". وأوضح عصيد أنه لم يمس الرسول في شخصه، وإنما تحدث على مضمون رسائله إلى رؤساء الدول في ذلك العصر التي كانت تحمل عنوان "اسلم تسلم"، موضحا أن تلك الرسائل بمعايير العصر الحاضر "إرهابية". وزاد الناشط الحقوقي أن الإسلام دين التسامح ولم ينتشر بالعنف "بل بالسلم والعقل والحضارة"، معتبرا حديث الرسول (ص) "أسلم تسلم" يتضمن تهديدا في سياق تاريخي خاص. وكان أحمد عصيد، قد دعا خلال ندوة حقوقية نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الانسان، على هامش انعقاد مؤتمرها الوطني العاشر الأسبوع المنصرم، إلى ضرورة إعادة النظر في الإيديولوجية المؤطرة للمنظومة التربوية، موضحا أن التلاميذ يدرسون حاليا في المقررات الدراسية أمورا تتعارض مع قيم حقوق الإنسان، ضاربا المثال بكون مقرر الجذع المشترك يحتوي على رسالة "أسلِمْ تَسلَم" للنبي محمد (ص) معتبرا إياها "رسالة تهديدية وإرهابية". واعتبر عصيد في مداخلته أن تلك الرسالة أمر "متناقض" لأنها ترتبط في رأيه "بسياق كان فيه الدين ينشر بالسيف وبالعنف"، معتبرا في المقابل أن المعتقد في الوقت الراهن "اختيار شخصي وحر للأفراد". تصريحات عصيد أثارت العديد من ردود الأفعال الغاضبة، دعت بعضها إلى مقاضاته بتهمة ازدراء الأديان والمس بالمقدسات وإثارة الفتنة بين مكونات المجتمع المغربي، كان آخرها دعوة الناشط السلفي حسن الكتاني، الذي دعا على حائطه الفيسبوكي إلى رفع دعاوي قضائية ضد عصيد وتنظيم الوقفات و"سلوك سائر السبل القانونية لإيقاف المجرم (..) عدو الله".