طالبت جمعية حقوقية من السلطات المغربية بحماية الكاتب والناشط الأمازيغي أحمد عصيد، وذلك على إثر هجوم شنه عليه حسن الكتاني، أحد شيوخ السلفية المفرج عنهم، والذي اعتبرته دعوة صريحة للمس بحياة وسلامة عصيد البدنية. وكان أحمد عصيد، قد دعا خلال ندوة حقوقية نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الانسان، على هامش انعقاد مؤتمرها الوطني العاشر الأسبوع المنصرم، إلى ضرورة إعادة النظر في الإيديولوجية المؤطرة للمنظومة التربوية، موضحا أن التلاميذ يدرسون حاليا في المقررات الدراسية أمورا تتعارض مع قيم حقوق الإنسان، ضاربا المثال بكون مقرر الجذع المشترك يحتوي على رسالة «أسلِمْ تَسلَم» للرسول (ص). وقد اعتبر حسن الكتاني، أن عصيد «عدو الله» و«مجرم» وأنه «ينبغي أن لا تمر هذه الفعلة مرور الكرام كما مرت سابقاتها» ومما جاء في رسالته «أما بعد، فان عدو الله عصيد قد تجاوز جميع الحدود في استفزاز المغاربة خاصة و امة الإسلام عامة فما ترك مقدسا من مقدساتهم إلا وتعمد اهانته وانتهاك حرمته، فقد تكلم في المجاهدين الذين فتحوا المغرب فأخرجوه من الظلمات الى النور ثم قذف الإمام ادريس بن ادريس رحمه الله في نسبه، حقدا وحسدا إذ نشر التوحيد وكلمة الله في ربوع هذا الغرب الإسلامي، وبلغت به الوقاحة وصفاقة الوجه، إن زعم أن القرآن الكريم لا فصاحة ولا بلاغة فيه، واحتقر لغة القرآن واستهان بها، وآخر خرجاته، لعنه الله، إن اتهم رسولنا وإمامنا وسيدنا ومن نفديه بأرواحنا وأرواح آبائنا وأمهاتنا وأبنائنا، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بان رسائله رسائل إرهابية. ونحن نقول لهذا المجرم: نعم هي مرهبة لأمثالك ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، وممن شرق بهذا الدين وعادى سيد المرسلين. وإما من فتح قلبه لها فهي النور و الهدى المبين». كما دعا عددا من السلفيين إلى رفع قضايا أمام المحاكم بتهمة ازدراء الدين الاسلامي. أحمد عصيد، وفي رده على ذلك و ذكر في حوار مع موقع « لكم» أنه هذا غير صحيح بتاتا، أنا لم يقل مطلقا أي كلام يتعلق بشخص النبي أو بالعقيدة الإسلامية وإنما «يتعلق كلامي بمضامين المقررات الدراسية وبضرورة انسجامها بيداغوجيا وقيميا مع حقوق الإنسان، وأعطيت مثالا برسالة وجهها النبي إلى بعض ملوك عصره، يدعوهم فيها إلى الإسلام بصيغة «اسلم تسلم» التي تتضمن التهديد بالحرب، وقلت هذه الرسالة لها سياقها التاريخي الخاص، لأن العبارة كما هي واردة في المقررات الدراسية تتعارض كليا مع فكرة أن الإسلام انتشر سلميا، وأنه دين عقل وحوار بالحسنى وباللاتي هي أحسن.» كما اعتبر أن كل طرف له الحق في التوجه إلى العدالة لمقاضاته، طالبا من هذه الأطراف «الإسراع إلى أقرب محكمة» معتبرا أن أفكاره تهدف إلى تكريس المواطنة وحقوق الانسان قائلا« سأدافع عنها حتى آخر رمق في حياتي».