ممرضو مستشفى الرازي بسلا والمركز الإستشفائي الجامعي ينددون بمقتل زميلهم الحكومة فشلت في تحسين ظروف العاملين بمستشفى الأمراض العقلية وفي توفير الرعاية الاجتماعية لضحاياها من المرضى ندد ممرضو مستشفى الرازي بسلا والمركز الإستشفائي الجامعي بن سينا بالرباط أمس ، بحادث مقتل زميلهم الذي تعرض لاعتداء من طرف مريض مختل عقليا، أودى بحياته. وأكد المحتجون الذين سيطر عليهم التوتر والحزن ، منذ الحادث الذي ذهب ضحيته الممرض (عبد الله فجري)، (54 عاما)،وأب لطفلين ، على ضرورة تدخل الحكومة، وخاصة وزارة الصحة لحمايتهم بتوفير أدنى الشروط السليمة لممارسة عملهم ، مضيفين أنهم يعملون في ظروف خطيرة خاصة وأن بعض المختلين عقليا والمدمنين ، كثيرا ما تنتابهم حالات هيجان يصعب السيطرة عليها ، موضحين أن الحادث كشف عن ظروف العمل الصعبة، للمشتغلين بهذا المستشفى، الذي يستقطب المصابين بالأمراض العقلية من مختلف ربوع المملكة، مشيرين إلى أنهم سبق وان نبهوا الجهات المعنية بضرورة تحسين عملهم لكن هذه الأخيرة لم تبدي أية جدية في الموضوع، قائلين إن مستشفى الرازي الذي يقدم العلاج لأكثر من 30 ألف شخص سنويا، ويؤوي آلاف المعالجين ، ويتوفر على جناح للمستعجلات، يشتغل ليل نهار، ويشهد حركة واكتظاظا كبيرين، يعاني نقصا مهولا في الموارد البشرية، حيث هناك 24 مريضا لكل ممرض. يشار إلى أن ملابسات الحادث تعود حسب شهود عيان إلى مساء السبت الأخير، حين قدمت عائلة رفقة ابنها مكتوف الأيدي، بعد ان انتابته حالة هيجان ، لتودعه المستشفى، إلا أنه، وبعد أن فحصته الطبيبة الوحيدة الموجودة آنذاك بقسم المستعجلات وتأكد لها أنه لا يعاني أي مرض عقلي، بل إن حالة الهيجان التي انتابته ناتجة عن تناوله أقراصا مهلوسة، حقنته بمهدئ، الشيء الذي جعل المدمن يعود لهدوئه ، ويشجع مرافقيه على فك وثاق يديه، لكنه عاد إلى حالة الهيجان، وبدأ يكسر كل ما وجد بقاعة المستعجلات، واتجه إلى الطبيبة، إلا أن الضحية، الذي كان يرافق الطبيبة ، قفز أمامه ليتلقى لكمتين، واحدة في الرأس، والثانية في الصدر، أردته قتيلا، حيث روي جثمانه الثرى بعد ظهر أول أمس ومن جهتهم أجمع العديد من المختصين على استفحال الأمراض العقلية جراء القهر و البطالة والفقر والفساد، وبالتالي تفشي ظاهرة انتشار المرضي العقليين في شوارع المدن المغربية، حيث تشير تقديرات أولية لباحثين في الميدان ،إلى أن أزيد من2 مليون مريض عقلياً يوجدون بالمغرب، أي ما يعادل 10% من السكان، ومع التحفظ على دقة هذه التقديرات وعدم شموليتها فإنه لا جدال في حقيقة تفشي الأمراض العقلية بين المغاربة وفشل الحكومة في توفير الرعاية الاجتماعية لهم. ""