نفى المغرب أن يكون غياب الملك محمد السادس عن قمة باريس التأسيسية للاتحاد من أجل المتوسط تعكس موقفا غاضبا من المغرب حول السياسات الفرنسية تجاه المغرب، أو حول رغبة المغرب في استضافة الأمانة العامة للاتحاد، ووصفت هذه القراءات بأنها تأويلات إعلامية لا علاقة لها بحقيقة الموقف المغربي. "" وأوضح وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن المغرب يحضر قمة الاتحاد من أجل المتوسط رسميا، وقال: "المغرب ممثل في قمة الاتحاد من أجل المتوسط بشخص الأمير مولاي رشيد، وهو أمر معتاد في السياسة المغربية، أما الحديث عن أن المغرب غاضب من عدم منحه مقر الأمانة العام للاتحاد من أجل المتوسط فهذه تأويلات صحفية، أما الواقع فإن حضور الأمير مولاي رشيد ليس فيه أي مجال للتأويل عن موقف مغربي سلبي من الاتحاد". وعما إذا كان غياب الملك محمد السادس يشكل ردة فعل سياسية حول احتضان الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) لندوة حول مستقبل الصحراء المغربية حضرها ممثلون عن البوليساريو، قال الناصري: "هذا كذلك موضوع غير دقيق على الإطلاق، فاستقبال الجمعية الفرنسية لندوة حول الصحراء لم يكن موقفا من البرلمان الفرنسي وإنما لفريق برلماني له رأي خاطئ، وذلك لا يمس جوهر العلاقات القائمة بين المغرب وفرنسا التي هي علاقات قوية، ومعلوم أن فرنسا تتفهم موقف المغرب، وليس بين باريس والرباط خلاف في هذا الموضوع، فمن المعروف أن فرنسا تساند مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، وقد عبرت عن ذلك في العديد من المرات"، على حد تعبيره. من جهة أخرى أكد مصدر من الإليزي لوكالة المغرب العربي للأنباء أن العلاقات بين فرنسا والمغرب "ممتازة " وفي " أحسن حال "، موضحا أن الرئيس نيكولا ساركوزي " تباحث مطولا عبر الهاتف أمس السبت مع الملك محمد السادس ".
وأكد المصدر ذاته أن " الرئيس تربطه علاقات أكثر من ودية، بل وشخصية مع ملك المغرب "، مضيفا أنه خلال آخر مقام للملك محمد السادس بباريس، "أمضى الرئيس وعقيلته أمسية مع الملك محمد السادس". وأوضح المصدر أن الملك محمد السادس " كان، منذ البداية ، من ضمن أكبر المتحمسين للاتحاد من أجل المتوسط ".