غاب الملك محمد السادس عن قمة باريس يوم الأحد 13 يوليوز 2008 ، حيث أطلق رسميا مشروع مسار برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط بحضور نحو 34 من قادة الدول ورؤساء حكومات دول الاتحاد الأوربي والدول العربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى تركيا وإسرائيل، بينما رفضت ليبيا الحضور، وأعلنت معارضتها للمشروع الفرنسي. وينوب عن الملك محمد السادس، شقيقه الأمير مولاي رشيد، بينما أرجع بعض الجهات سبب غياب الملك إلى كثافة جدول الأعمال، حيث أن الملك سيدشن سلسلة من المشاريع والأوراش في المنطقة الشرقية، حسب تصريح نقلته وكالة رويترز عن مسؤول بالقصر الملكي. الذي نفى وجود أي خلاف مع فرنسا حول المشروع، الذي يدعمه المغرب بقوة ويدافع عنه. غير أن الباحث في العلاقات الدولية سعد الركراكي، اعتبر تلك التبريرات دبلوماسية لا أكثر، ورجح في تصريح لـالتجديد أن يكون غياب الملك محمد السادس بسبب حضور إسرائيل في القمة. واستبعد الركراكي في الوقت ذاته، أن يكون غياب الملك محمد السادس بسبب حضور الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بالنظر إلى العلاقات المتوترة بين البلدين، وأوضح المتحدث أنه ليس من مصلحة المغرب أو الجزائر أن لا يكون هناك اتصال بينهما. من جهة أخرى، وجه خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين رسالة إلى الوزير الأول عباس الفاسي بخصوص انخراط المغرب في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، ناشده فيها رفض الانخراط في المشروع إذا وقع الإصرار على إشراك الكيان الصهيوني في عضويته. وأكد في الرسالة أن الشعب المغربي لا يقبل أن يجلس المغرب إلى جانب جلادين، من قتلة الفلسطينيين والمعتدين على حرماتنا ومقدساتنا التي يتحمل المغرب مسؤولية جسيمة في حمايتها وتحريرها من خلال لجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس. هذا، وأعلنت الجزائر حضورها إلى القمة في آخر لحظة، بعدما كاتنت متحفظة، مثلها مثل سوريا وتركيا، بسبب غموض المشروع من جهة، وعضوية إسرائيل في الاتحاد، غير أنهم وافقوا جميعا على حضور القمة، وتشبثت ليبيا لوحدها بموقفها الرافض للاتحاد. وكان وزراء خارجية الدول العربية المتوسطية، قد عقدت اجتماعا تمهيديا للقمة، أول أمس السبت، من أجل تنسيق المواقف فيما بينهم، كما بحثوا مشروع الإعلان الختامي الذي يقع في 33 نقطة، خاصة المتعلقة منها بالوضع في فلسطين والموقف من الاحتلال الصهيوني.