اهتمت صحف أمريكا الشمالية الصادرة اليوم السبت بمشروع الميزانية الفيدرالية الذي سيقدمه الرئيس باراك أوباما إلى الكونغرس خلال الأسبوع المقبل٬ وبالتهديدات الكورية الشمالية وانعكاساتها على الاستقرار بشبه الجزيرة الكورية٬ وكذا بالاتفاق الاقتصادي والتجاري الشامل للتبادل الحر بين كندا والاتحاد الأوربي. وهكذا٬ كتبت صحيفة (واشنطن بوست) أن الرئيس أوباما سيقدم خلال الأسبوع المقبل مشروع ميزانية يتضمن تنازلات لدفع الجمهوريين إلى قبول اتفاق بشأن تقليص العجز الفيدرالي٬ مشيرة إلى أن هذا الأمر قد يثير غضب الديمقراطيين بالكونغرس بسبب التخفيضات التي يحملها هذا المشروع خصوصا على مستوى الميزانيات المخصصة للضمان الاجتماعي٬ وبعض القطاعات الاجتماعية الحساسة. وأبرزت الصحيفة٬ في هذا الصدد٬ أن العديد من الديمقراطيين الليبراليين عبروا عن استيائهم من هذه المبادرة٬ معتبرين أن رئيسا تم انتخابه للتو لا ينبغي أن يقدم تنازلات من هذا القبيل. وأشارت (واشنطن بوست) إلى أن بعض المصادر أكدت أن بعض مناصري الرئيس ذهبوا إلى وصف هذا القرار بíœ"الخطأ الاستراتيجي"٬ مشددة على أن البيت الأبيض أشار إلى أن أوباما لا يريد التخلي عن مشروع الاتفاق الذي كان قد قدمه إلى الجمهوريين خلال نهاية السنة المنصرمة. وفي الشأن الاقتصادي٬ علقت صحيفة (بوليتيكو) على الأرقام غير المشجعة التي نشرتها وزارة العمل الأمريكية حول وضعية سوق الشغل بالولاياتالمتحدة٬ مشيرة إلى أن الاقتصاد الأمريكي نجح في خلق 88 ألف منصب شغل جديد خلال مارس الماضي خارج قطاع الفلاحة٬ مقابل 236 ألف خلال الشهر ما قبله. وأضافت أن هذه المؤشرات الجديدة تمثل٬ برأي المحللين٬ تحذيرا من بداية تراجع الانتعاش الاقتصادي في الولاياتالمتحدة. أما على الصعيد الدولي٬ فقد اهتمت صحيفة (نيويورك تايمز) بتنامي التوتر بشبه الجزيرة الكورية على خلفية التهديدات الكورية الشمالية بتوجيه ضربات لجارتها الجنوبية والولاياتالمتحدة. وأكدت اليومية٬ في هذا السياق٬ أن إدارة أوباما٬ التي اكتشفت تراجعا في الدعم الصيني لكوريا الشمالية بسبب سلوك زعيمها٬ تريد الضغط على بكين من أجل تضغط بدورها على كوريا الشمالية لتفادي أي مواجهات عسكرية بالمنطقة. وتحت عنوان " كوريا الشمالية : نملة نووية " كتبت صحيفة ( لوسولاي) الكندية أن بيونغ يانغ تتوعد العالم منذ بضعة أيام بحرب نووية٬ مؤكدة أن هذا البلد "يهدد الولاياتالمتحدة بضربة نووية استباقية من شأنها أن تشعل بحرا من النيران". وقالت الصحيفة " يبدو أن الزعيم الجديد لكوريا الشمالية كيم جونغ له نوايا يجب أخذها على محمل الجد٬ ذلك انه أقدم في شهر فبراير الماضي على تجربة نووية تحت الأرض توازي قوتها نصف القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما٬ كما أجرى تجربة لصاروخ في مارس الماضي يصل مداه إلى 120 كلم في بحر كوريا٬ ثم وضع مؤخرا ترسانته الحربية في حالة استنفار قصوى". وبعد أن تساءل كاتب المقال عمن يخاف من كوريا الشمالية٬ ذلك انه بالرغم من أسابيع من التوتر فان البورصات الآسيوية لم تعر الأمر اهتماما٬ كما أن سيول عاصمة كوريا الجنوبية التي يبلغ تعداد سكانها عشرة ملايين نسمة والواقعة على بعد 40 كلم من الحدود مع جارتها الشمالية لم يتملكها الخوف أبدا حتى ليعتقد المرء أنها تعودت على الآلاف من قطع الأسلحة الثقيلة الموجهة إليها. من جهة أخرى٬ ما تزال الصحف الكندية تبدي اهتمامها بالتحقيق المطول حول موضوع الضرائب الذي أنجزته شبكة تتكون من حوالي 40 وسيلة إعلامية دولية من بينها شبكة راديو كندا الانجليزية المنضوية تحت لواء الاتحاد الدولي للتحقيقات الصحفية. فتحت عنوان " الجنات الضريبية .. أوتاوا تدافع عن هجومها "٬ قالت صحيفة " لودفوار" إن لوكالة العائدات في كندا مخططا وأدوات إضافية لمتابعة البحث عن الملايين التي لم تشملها الضرائب ٬ مشيرة في هذا الصدد إلى الوزير توني كليمون المسؤول عن مجلس الخزينة. من جهتها٬ أكدت الحكومة الفدرالية التي وجهت لها انتقادات بسبب ملايين الدولارات التي وضعها الكنديون في " جنات الضرائب " ٬ انها اتخدت جميع الاجراءات لاسترجاع الضريبة على هذه الثروات الخفية وطالبت أوتاوا من الاتحاد الدولي للتحقيقات الصحفية بتزويدها بلائحة ال 450 كنديا الذين اخفوا الملايين من الدولارات بعيدا عن الضرائب في حسابات في المناطق الحرة. وعادت الصحف الكندية للحديث عن الاتفاق الاقتصادي والتجاري الشامل للتبادل الحر بين كندا والاتحاد الاوربي ٬ حيث أكدت صحيفة ( لابريس ) ان العد العكسي بدأ بالنسبة للمفاوضات بين الجانبين وانه إذا لم يتم التوقيع على أي اتفاق بحلول متم شهر ماي المقبل فان مصادر تخشى من أن تؤدي انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة السنة المقبلة إلى تأجيل التوقيع عليه. وتتخوف كندا أيضا٬ تضيف الصحيفة٬ من أن يبدأ الاتحاد الأوروبي في يونيو المقبل مفاوضات مع الولاياتالمتحدة من أجل التوقيع على اتفاق للتبادل الحر٬ معتبرة أن الاتحاد لا يخفي طموحه في التوقيع على هذا الاتفاق مع أكبر قوة اقتصادية في العالم.