الحزب الثوري المؤسساتي المكسيكي يدعو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى الانضمام للمؤتمر الدائم للأحزاب السياسية في أمريكا اللاتينية والكاريبي    تراجع الصادرات ب 886 مليون درهم.. وتفاقم العجز التجاري ب 24.5 مليار درهم    كأس العرش 2023-2024 (قرعة).. مواجهات قوية وأخرى متكافئة في دور سدس العشر    ترامب يعلق جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد أيام من مشادته مع زيلينسكي    القاهرة.. انطلاق أعمال القمة العربية غير العادية بمشاركة المغرب    التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف بالجزائر أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف    بالفيديو.. نائب وكيل الملك يكشف تفاصيل ملف "اليوتوبر" جيراندو.. تحدث عن علاقة القاصر بخالها وعن أحد المتهمين يشتبه في تلقيه حوالات مالية مقابل توضيب الفيديوهات    وكالة بيت مال القدس تشرع في توزيع المساعدات الغذائية على مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالقدس    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على أداء سلبي    أسعار اللحوم في المغرب.. انخفاض بنحو 30 درهما والناظور خارج التغطية    حادث سير مروع يتسبب في وفاة شخصين بعد اصطدام شاحنتين    إطلاق برنامج طلبات عروض مشاريع دعم الجمعيات والهيئات الثقافية والنقابات الفنية والمهرجانات برسم سنة 2025    الضفة «الجائزة الكبرى» لنتنياهو    بنك المغرب يحذر من أخبار مضللة ويعلن عن اتخاذ إجراءات قانونية    أمن فاس يوقف 6 أشخاص متورطون في الخطف والإحتجاز    استئنافية مراكش ترفع عقوبة رئيس تنسيقية زلزال الحوز    مجلس جهة الشمال يصادق على مشروع لإعادة استعمال المياه العادمة لسقي المساحات الخضراء بالحسيمة    مقاييس الأمطار بالمغرب في 24 ساعة    انتخاب المغرب نائبا لرئيس مجلس الوزارء الأفارقة المكلفين بالماء بشمال إفريقيا    التفوق الأمريكي وفرضية التخلي على الأوروبيين .. هل المغرب محقا في تفضيله الحليف الأمريكي؟    الوكالة القضائية للمملكة تعلن استصدار 360 حكما ضد المحتلين للمساكن الوظيفية    "مرحبا يا رمضان" أنشودة دينية لحفيظ الدوزي    مسلسل معاوية التاريخي يترنح بين المنع والانتقاد خلال العرض الرمضاني    الركراكي يوجه دعوة إلى لاعب دينامو زغرب سامي مايي للانضمام إلى منتخب المغرب قبيل مباراتي النيجر وتنزانيا    ألباريس: العلاقات الجيدة بين المغرب وترامب لن تؤثر على وضعية سبتة ومليلية    أسعار الأكباش تنخفض 50%.. الكسابة يحذرون من انهيار القطاع في جهة الشرق    القناة الثانية (2M) تتصدر نسب المشاهدة في أول أيام رمضان    توقعات أحوال الطقس اليوم الثلاثاء    الصين تكشف عن إجراءات مضادة ردا على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على منتجاتها    مبادرة تشريعية تهدف إلى تعزيز حقوق المستهلك وتمكينه من حق التراجع عن الشراء    فنربخشه يقرر تفعيل خيار شراء سفيان أمرابط    جمع عام استثنائي لنادي مولودية وجدة في 20 مارس    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء    ‬ما ‬دلالة ‬رئاسة ‬المغرب ‬لمجلس ‬الأمن ‬والسلم ‬في ‬الاتحاد ‬الأفريقي ‬للمرة ‬الرابعة ‬؟    الصين: افتتاح الدورتين، الحدث السياسي الأبرز في السنة    فينيسيوس: "مستقبلي رهن إشارة ريال مدريد.. وأحلم بالكرة الذهبية"    الزلزولي يعود إلى تدريبات ريال بيتيس    تصعيد نقابي في قطاع الصحة بجهة الداخلة وادي الذهب.. وقفة احتجاجية واعتصام إنذاري ومطالب بصرف التعويضات    الإفراط في تناول السكر والملح يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان    دوري أبطال أوروبا .. برنامج ذهاب ثمن النهاية والقنوات الناقلة    فرنسا تفرض إجراءات غير مسبوقة لتعقب وترحيل المئات من الجزائريين    بطولة إسبانيا.. تأجيل مباراة فياريال وإسبانيول بسبب الأحوال الجوية    الفيدرالية المغربية لتسويق التمور تنفي استيراد منتجات من إسرائيل    مباحثات بين ولد الرشيد ووزير خارجية ألبانيا للارتقاء بالتعاون الاقتصادي والسياسي    سينما.. فيلم "أنا ما زلت هنا" يمنح البرازيل أول جائزة أوسكار    القنوات الوطنية تهيمن على وقت الذروة خلال اليوم الأول من رمضان    عمرو خالد: هذه أضلاع "المثلث الذهبي" لسعة الأرزاق ورحابة الآفاق    3 مغاربة في جائزة الشيخ زايد للكتاب    المغرب يستمر في حملة التلقيح ضد الحصبة لرفع نسبة التغطية إلى 90%‬    أحمد زينون    كرنفال حكومي مستفز    وزارة الصحة تكشف حصيلة وفيات وإصابات بوحمرون بجهة طنجة    حوار مع صديقي الغاضب.. 2/1    فيروس كورونا جديد في الخفافيش يثير القلق العالمي..    بريسول ينبه لشروط الصيام الصحيح ويستعرض أنشطة المجلس في رمضان    هذا هو موضوع خطبة الجمعة    الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين يستغرب فرض ثلاث وكالات للأسفار بأداء مناسك الحج    المياه الراكدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جامعة الكرة .. مختبر التجارب الفاشلة
نشر في هسبريس يوم 03 - 04 - 2013

منذ ‬أربع ‬سنوات ‬وأغنى ‬جامعة ‬رياضية ‬في ‬البلاد ‬تجرب ‬خيارات ‬‮"فاسدة‮"‬ ‬في ‬المنتخب ‬الوطني ‬الأول، ‬إمعانا ‬في ‬الهروب ‬إلى ‬الأمام ‬كل ‬مرة ‬تقترب ‬فيها ‬العاصفة ‬من ‬رأسها ‬عقب ‬كل ‬خيبة ‬أو ‬فشل ‬ذريع، ‬وفي ‬كل ‬مرة ‬كان ‬علي ‬الفاسي ‬الفهري ‬ومن ‬معه ‬يجدون ‬وصفة ‬جديدة ‬لتبديد ‬كل ‬الغضب ‬الموجه ‬ضدهم، ‬كان ‬اختيار ‬رشيد ‬الطاوسي ‬ورقة ‬أخرى ‬يتم ‬حرقها ‬من ‬بين ‬أوراق ‬كثيرة ‬في ‬سبيل ‬البقاء، ‬والقادم ‬قد ‬يكون ‬أسوأ.‬
بدا ‬الأمر ‬كإفلاس ‬حقيقي ‬لا ‬يمكن ‬تفادي ‬الإعلان ‬الرسمي ‬عنه ‬هذه ‬المرة، ‬خسارة ‬منتخب ‬كرة ‬القدم ‬الأول ‬الأخيرة ‬في ‬تنزانيا ‬في ‬إقصائيات ‬كأس ‬العالم ‬حطمت ‬أسطورة ‬خطابات ‬التفاؤل ‬والأمل ‬الزائف، ‬الذي ‬غذاه ‬طرح ‬رسمي ‬يحترف ‬تحويل ‬الهزائم ‬إلى ‬انتصارات ‬وهمية، ‬سقط ‬كل ‬شيء ‬في ‬الوحل، ‬مسؤولو ‬جامعة ‬كرة ‬القدم ‬سيكونون ‬في ‬حاجة ‬إلى ‬صنع ‬أعذار ‬أكثر ‬إقناعا ‬لجمهور ‬كرة ‬القدم ‬في ‬هذا ‬البلد ‬المتعطش ‬لأي ‬فرحة ‬صغيرة، ‬واتضح ‬بشكل ‬جلي ‬أن ‬الأمر ‬أبعد ‬ما ‬يكون ‬عن ‬كبوات ‬عابرة ‬أو ‬أزمة ‬مدربين ‬أو ‬لاعبين، ‬ولم ‬يعد ‬ممكنا ‬أن ‬تفصل ‬النتائج ‬الأخيرة ‬المذلة ‬للمنتخب ‬الأول ‬والمنتخبات ‬الوطنية ‬عن ‬قيادة ‬جامعة ‬كروية ‬ظلت ‬لوقت ‬طويل ‬شأنا ‬سياديا ‬يحظر ‬الاقتراب ‬منه، ‬هنا ‬تحديدا ‬يختلط ‬الرياضي ‬بالسياسي، ‬ويتجدد ‬السؤال ‬عن ‬جامعة ‬راكمت ‬مسلسلا ‬طويلا ‬من ‬الأخطاء ‬والقرارات ‬العابثة ‬وغير ‬المفهومة، ‬والتي ‬أفضت ‬إلى ‬نتائج ‬مدمرة ‬وكارثية ‬دون ‬أن ‬يسائلها ‬أحد، ‬أو ‬يكون ‬مصيرها ‬موضع ‬شك؟ ‬إخفاقان ‬في ‬الوصول ‬إلى ‬كأسين ‬عالميين، ‬وخروج ‬من ‬الدور ‬الأول ‬في ‬كأسين ‬قاريتين، ‬ليست ‬هناك ‬محصلة ‬تؤشر ‬على ‬الإفلاس ‬المطلق ‬أكثر ‬من ‬هذه.‬
المسرحية
تبدو ‬نتيجة ‬مباراة ‬تنزانيا ‬والوجه ‬المهين ‬الذي ‬ظهر ‬به ‬الفريق ‬الممثل ‬للكرة ‬المغربية ‬في ‬مباراة ‬الأحد ‬الأخيرة ‬مجرد ‬تحصيل ‬حاصل ‬في ‬قصة ‬أكبر، ‬فلم ‬تكن ‬المهزلة ‬ممكنة ‬لو ‬لم ‬تمر ‬نتائج ‬مشابهة ‬ومتكررة ‬منذ ‬وصول ‬علي ‬الفاسي ‬الفهري ‬إلى ‬قيادتها ‬مرور ‬الكرام، ‬دون ‬تحديد ‬المسؤوليات ‬ووضع ‬الأصبع ‬على ‬الجرح ‬دون ‬وجل، ‬كان ‬يفترض ‬أن ‬يشكل ‬الخروج ‬من ‬نهائيات ‬بطولة ‬قارية ‬مهمة ‬بحجم ‬كأس ‬إفريقيا ‬فرصة ‬للاعتراف ‬بفشل ‬الجامعة ‬في ‬تدبير ‬شؤون ‬الرياضة ‬الأكثر ‬شعبية ‬في ‬البلاد، ‬لكن ‬لا ‬شيء ‬من ‬ذلك ‬حصل، ‬واستمر ‬التطبيع ‬مع ‬الفشل ‬بشكل ‬غريب، ‬باستخدام ‬آلة ‬بروبغندا ‬تسوق ‬للأمر ‬بشكل ‬موفق ‬وخادع، ‬الإعلامي ‬الرياضي ‬يونس ‬الخراشي ‬يتحدث ‬هنا ‬عن ‬جهات ‬تتحالف ‬مع ‬طغيان ‬مشاعر ‬الرغبة ‬في ‬الفوز ‬لدى ‬الناس، ‬وتركب ‬عليها، ‬ضمنها ‬المدرب، ‬واللاعبون ‬أنفسهم، ‬والطاقم ‬بشكل ‬عام، ‬فضلا ‬عن ‬إدارة ‬الجامعة، ‬زيادة ‬على ‬جزء ‬عريض ‬من ‬الإعلام ‬الذي ‬يقدم ‬المنتخب ‬كما ‬لو ‬أنه ‬فائز ‬أصلا ‬في ‬كل ‬مرة، ‬كان ‬يحصل ‬ذلك ‬قبل ‬كل ‬مباراة ‬أو ‬استحقاق ‬يخوضه ‬المنتخب ‬المغربي.‬
بعد ‬إقصاء ‬المنتخب ‬المغربي ‬من ‬نهائيات ‬كأس ‬الأمم ‬الإفريقية ‬الأخيرة ‬في ‬جنوب ‬إفريقيا، ‬اشتغلت ‬هذه ‬الآلة ‬مجددا ‬لتصوير ‬الخروج ‬على ‬أنه ‬مؤشر ‬على ‬بداية ‬تشكيل ‬نواة ‬منتخب ‬جديد، ‬يكون ‬قادرا ‬على ‬المنافسة ‬في ‬الاستحقاقات ‬القادمة، ‬أغمضت ‬الأعين ‬عن ‬الخروج، ‬وتم ‬الانتصار ‬لترويج ‬خطاب ‬متفائل ‬عن ‬الأمل، ‬لم ‬يكن ‬أمام ‬رشيد ‬الطاوسي ‬سوى ‬الدفع ‬بنفس ‬الخطاب ‬بعد ‬الزج ‬به ‬في ‬معمعان ‬معقد ‬لا ‬يعرف ‬لا ‬بدايته ‬ولا ‬نهايته ‬ولا ‬يجد ‬أمامه ‬سوى ‬السقوط ‬في ‬فخ ‬مناقضة ‬نفسه ‬بانتقاد ‬اللاعبين ‬الذين ‬اختارهم ‬بنفسه، ‬كانت ‬النتيجة ‬في ‬كل ‬مرة ‬أفدح، ‬لكن ‬لنفهم ‬الصورة ‬بشكل ‬أكثر ‬دقة ‬علينا ‬أن ‬نعود ‬أشهرا ‬إلى ‬الوراء؟
‬بعد ‬الهزيمة ‬أمام ‬الموزمبيق ‬في ‬ذهاب ‬تصفيات ‬كأس ‬الأمم ‬الإفريقية ‬الأخيرة، ‬وجد ‬المسؤولون ‬أنفسهم ‬أمام ‬وضع ‬محرج ‬يغذيه ‬حنق ‬شعبي ‬عارم ‬على ‬سياسات ‬الجامعة ‬ومطالب ‬جدية ‬بإسقاطها ‬، ‬لم ‬يكن ‬من ‬حل ‬أمامها ‬آنذاك ‬سوى ‬التخلص ‬من ‬إريك ‬غيرتس ‬بفسخ ‬عقده،وتحميله ‬مسؤولية ‬الفشل ‬بخرجات ‬إعلامية ‬مدروسة ‬بانتقاء، ‬تتحدث ‬عن ‬توفير ‬جميع ‬الظروف ‬لغيرتس، ‬بعدها ‬أراد ‬علي ‬الفاسي ‬الفهري ‬أن ‬يبعث ‬مؤشرات ‬على ‬استجابة ‬مفترضة ‬لمطلب ‬شعبي ‬بتعيين ‬مدرب ‬وطني ‬محلي، ‬بالإعلان ‬عن ‬تشكيل ‬لجنة ‬لاختيار ‬مدرب ‬وطني ‬لقيادة ‬الفريق ‬الوطني ‬المغربي ‬في ‬تلك ‬اللحظات ‬العصيبة ‬والحرجة، ‬كان ‬المقصود ‬تصوير ‬الأمر ‬على ‬أن ‬الجامعة ‬أصبحت ‬واعية ‬بتغيير ‬طريقة ‬تعاملها ‬وتدبيرها ‬لملف ‬اختيار ‬الناخب ‬الوطني، ‬أرادت ‬جامعة ‬الفاسي ‬الفهري ‬من ‬خلال ‬حبكة ‬درامية ‬محكمة ‬الإخراج ‬تقديم ‬الأمر ‬على ‬أنها ‬تعيش ‬لحظة ‬تاريخية ‬فارقة ‬تحدث ‬لأول ‬مرة، ‬بأن ‬تختار ‬بين ‬أربعة ‬مدربين ‬وطنيين ‬حسب ‬البرامج ‬التي ‬سيقدمونها ‬أمام ‬لجنة ‬الاختبار، ‬في ‬الوقت ‬ذاته ‬كانت ‬تشتغل ‬فيه ‬الآلة ‬نفسها ‬لتحويل ‬مطلب ‬جماهيري ‬وشعبي ‬بتعيين ‬بادو ‬الزاكي ‬على ‬رأس ‬المنتخب ‬الوطني، ‬إلى ‬مطلب ‬‮"شعبوي‮"‬ ‬و‮"غير ‬واقعي‮"‬ ‬ولا ‬يستند ‬إلى ‬قراءات ‬صحيحة ‬للوضع ‬الحالي، ‬كان ‬العنوان ‬الأبرز ‬لهذا ‬الطرح ‬الذي ‬تم ‬تسويقه ‬على ‬نحو ‬واسع ‬على ‬المستوى ‬الإعلامي ‬أن ‬‮"الزاكي ‬لا ‬يصلح ‬ليكون ‬رجل ‬المرحلة‮"‬، ‬كان ‬هذا ‬الضغط ‬يصب ‬في ‬اتجاه ‬ترجيح ‬كفة ‬خيار ‬محسوم ‬سلفا، ‬وجعل ‬عمل ‬لجنة ‬اختير ‬أعضاؤها ‬بعناية ‬شكليا ‬فقط، ‬بعد ‬أن ‬تم ‬تسريب ‬اسم ‬رشيد ‬الطاوسي ‬كمدرب ‬للمنتخب ‬المغربي ‬قبل ‬يومين ‬من ‬الموعد ‬المفترض ‬للإعلان ‬الرسمي.
‬خرج ‬الخبر ‬مصحوبا ‬بنتائج ‬الاختبار ‬المزعوم ‬لاستباق ‬أي ‬رد ‬فعل ‬غاضب ‬على ‬عدم ‬اختيار ‬الزاكي، ‬كان ‬التفسير ‬المقدم ‬آنذاك ‬هو ‬أن ‬رشيد ‬الطاوسي ‬قدم ‬برنامجا ‬متكاملا، ‬في ‬حين ‬أن ‬عرض ‬الزاكي ‬لم ‬يكن ‬مقنعا ‬أمام ‬اللجنة ‬الرباعية ‬التي ‬عهدت ‬إليها ‬مهمة ‬الاختيار، ‬وفي ‬تلك ‬الأثناء ‬كان ‬وزير ‬الشباب ‬والرياضة ‬يؤكد ‬أن ‬المدرب ‬لن ‬يختار ‬لاسمه ‬ولكن ‬نظرا ‬لسيرته ‬الذاتية، ‬وهو ‬ما ‬كان ‬يشير ‬بشكل ‬واضح ‬إلى ‬أن ‬الأمور ‬كانت ‬تتجه ‬في ‬اتجاه ‬معين، ‬وجدت ‬الجامعة ‬هذه ‬المرة ‬سلاحا ‬فتاكا ‬اسمه ‬‮"البروفايل‮"‬ ‬للتغلب ‬على ‬فيض ‬المشاعر ‬والعواطف ‬الضاغطة ‬في ‬اتجاه ‬عودة ‬الزاكي، ‬ولتحقيق ‬ذلك، ‬فهي ‬كانت ‬تحتاج ‬فقط ‬إلى ‬سيناريو ‬ممتاز، ‬وقصة ‬جيدة، ‬وممثلين ‬بارعين، ‬وآلة ‬تسويق ‬إعلامية ‬ناجحة: ‬كل ‬مقومات ‬الوصفة ‬الكاملة ‬كانت ‬متوفرة ‬لتمرير ‬هذا ‬الاختيار ‬بأقل ‬الخسائر ‬والارتدادات، ‬وهي ‬لا ‬تمانع ‬في ‬سبيل ‬كل ‬ذلك ‬في ‬تقديم ‬كعكة ‬مسمومة ‬إلى ‬رجل ‬متعطش ‬لبناء ‬مجد ‬شخصي ‬وتقديمه ‬‮"كبش ‬محرقة‮"‬ ‬لأي ‬فشل ‬محتمل، ‬رجل ‬لا ‬يطرح ‬أية ‬شروط ‬ولا ‬يبدي ‬أية ‬ممانعة ‬في ‬اعتراض ‬طريق ‬أية ‬إملاءات.‬
حقل ‬‮"تجارب ‬بائسة‮"‬
حققت ‬مباراة ‬العودة ‬الغريبة ‬أمام ‬الموزمبيق ‬نجاحا ‬مبهرا ‬لهذا ‬السيناريو، ‬الذي ‬لم ‬يخرج ‬عن ‬سياق ‬التجارب ‬البائسة ‬التي ‬كررتها ‬الجامعة ‬منذ ‬أربع ‬سنوات، ‬وتم ‬الاحتفاء ‬بهذا ‬الانتصار ‬بشكل ‬خرافي ‬مهول ‬كما ‬كان ‬الحال ‬في ‬مباراة ‬الجزائر ‬في ‬تصفيات ‬كأس ‬الأمم ‬الإفريقية ‬2012، ‬قدم ‬اختيار ‬الجامعة ‬الجديد ‬كضربة ‬معلم، ‬قبل ‬أن ‬تبين ‬المباريات ‬أن ‬جامعة ‬الكرة ‬لم ‬تكن ‬تفعل ‬سوى ‬نقل ‬الجمرة ‬الملتهبة ‬من ‬يد ‬إلى ‬أخرى، ‬من ‬التركيبة ‬الرباعية ‬العجيبة، ‬مرورا ‬بإريك ‬غيرتس، ‬ووصولا ‬إلى ‬رشيد ‬الطاوسي ‬بدا ‬المشهد ‬معادا، ‬أشخاص ‬‮"معينون‮"‬ ‬في ‬وضع ‬مريح ‬مستمد ‬من ‬القرب ‬من ‬الدوائر ‬العليا ‬للدولة ‬يتحملون ‬المسؤولية ‬ويحاولون ‬الهروب ‬إلى ‬الأمام ‬ما ‬أمكن، ‬ومسح ‬أخطائهم ‬في ‬الحكم ‬تارة ‬وفي ‬الطقس ‬حينا، ‬وفي ‬المدرب ‬الذي ‬اختاروه ‬حينما ‬تسوء ‬الأمور، ‬وهم ‬يعلمون ‬أن ‬لا ‬مانشيتات ‬الصحف ‬ولا ‬غضب ‬الشارع ‬قد ‬يهدد ‬مناصبهم، ‬الباحث ‬في ‬الرياضة ‬منصف ‬اليازغي ‬يتذكر ‬في ‬هذا ‬الإطار ‬تصريح ‬رئيس ‬الجامعة ‬علي ‬الفاسي ‬الفهري ‬الذي ‬نقل ‬عنه ‬تصريح ‬بعد ‬البطولة ‬الإفريقية ‬بأن ‬الملك ‬وحده ‬من ‬يملك ‬قرار ‬رحيله ‬عن ‬رئاسة ‬أغنى ‬جامعة ‬رياضية ‬في ‬البلاد، ‬‮" ‬لقد ‬تولد ‬الاقتناع ‬لدى ‬رئيس ‬الجامعة ‬المغربية ‬لكرة ‬القدم ‬أنه ‬وكما ‬هو ‬الحال ‬بالنسبة ‬لمن ‬سبقوه ‬يستمد ‬شرعيته ‬من ‬‮"تعيين ‬فوقي ‬‮" ‬بعد ‬إعلانه ‬رئيسا ‬في ‬الجمع ‬العام ‬الشهير ‬بتاريخ ‬السادس ‬عشر ‬من ‬أبريل ‬من ‬سنة ‬2009، ‬هذه ‬القناعة ‬استمدها ‬علي ‬الفاسي ‬الفهري ‬من ‬التجارب ‬السابقة ‬التي ‬ظل ‬خلالها ‬الرؤساء ‬المتعاقبون ‬على ‬جامعة ‬الكرة ‬في ‬مناصبهم ‬حتى ‬صدور ‬أمر ‬فوقي ‬يقضي ‬بعكس ‬ذلك، ‬وبالتالي ‬فالرئيس ‬الحالي ‬يعتقد ‬أنه ‬يسري ‬عليه ‬ما ‬سرى ‬على ‬الآخرين، ‬ويعتبر ‬نفسه ‬مرشحا ‬للسلطة‮"‬، ‬من ‬يحاسب ‬إذن ‬جامعة ‬احترفت ‬العبث، ‬رئيسها ‬غير ‬شرعي، ‬ولم ‬تعقد ‬جمعها ‬العام ‬منذ ‬أربع ‬سنوات؟ ‬الجواب ‬لدى ‬وزير ‬الشباب ‬والرياضة ‬في ‬موعد ‬الجمع ‬العام ‬القادم ‬الذي ‬مازال ‬في ‬علم ‬الغيب، ‬وفي ‬انتظار ‬ذلك ‬يستمر ‬تملص‬‮"الآباء ‬الشرعيين‮"‬ ‬لهزائمنا ‬الكروية ‬من ‬مسؤولياتهم ‬بشكل ‬مستفز.
الناخب ‬الوطني ‬رشيد ‬الطاوسي ‬ضحية ‬‮"الكعكة ‬المسمومة‮"‬
هل ‬كان ‬رشيد ‬الطاوسي ‬واعيا ‬فعلا ‬بما ‬ينتظره، ‬حينما ‬قبل ‬عرضا ‬ملغوما ‬لتدريب ‬المنتخب ‬الوطني ‬في ‬مرحلة ‬دقيقة ‬وحساسة؟ ‬هل ‬كان ‬الإطار ‬الوطني ‬يعرف ‬أنه ‬سيجد ‬نفسه ‬وحيدا ‬للدفاع ‬عن ‬نفسه ‬وعن ‬اختياراته ‬أمام ‬الرأي ‬العام، ‬بشكل ‬جعله ‬في ‬كثير ‬من ‬الأحيان ‬مثارا ‬لشيء ‬من ‬السخرية، ‬بدا ‬الرجل ‬ك"العاجز‮"‬ ‬وظهر ‬أن ‬أمورا ‬كثيرة ‬تجاوزته ‬فعلا، ‬ولم ‬يجد ‬في ‬دورة ‬جنوب ‬إفريقيا ‬سوى ‬الحديث ‬عن ‬خذلان ‬بعض ‬اللاعبين ‬الذين ‬كان ‬يعول ‬عليهم، ‬ثم ‬كرر ‬مباشرة ‬بعد ‬مباراة ‬تنزانيا ‬الخطاب ‬نفسه، ‬حينما ‬صرح ‬بالحرف ‬‮" ‬هل ‬علي ‬أن ‬أدخل ‬الكرة ‬بنفسي ‬إلى ‬الشباك ‬؟‮"‬ ‬واصفا ‬بعض ‬اللاعبين ‬الذين ‬اختارهم ‬بنفسه ‬بالسذاجة ‬وآخرين ‬بقلة ‬التجربة، ‬ليبدأ ‬بمناقضة ‬نفسه ‬وتصريحاته ‬السابقة ‬التي ‬كانت ‬تشيد ‬بنفس ‬اللاعبين ‬وتؤكد ‬أنهم ‬يشكلون ‬نواة ‬منتخب ‬تنافسي ‬جديد، ‬الحقيقة ‬أن ‬الرجل ‬استمر ‬في ‬بيع ‬الوهم ‬منذ ‬وصوله ‬إلى ‬تدريب ‬المنتخب ‬الوطني، ‬دون ‬أن ‬يعي ‬أنه ‬يحرق ‬نفسه ‬فقط ‬في ‬بورصة ‬المدربين ‬ويقدم ‬نفسه ‬ك"كومبارس" يستعمل ‬فقط ‬لتجاوز ‬عاصفة ‬هوجاء، ‬فهو ‬فشل ‬في ‬حشد ‬الدعم ‬الشعبي ‬الذي ‬كان ‬يمكن ‬أن ‬يحصل ‬عليه ‬لو ‬حصل ‬على ‬النتائج ‬المرجوة، ‬وترك ‬الآن ‬وحيدا ‬لمجابهة ‬مصيره.‬
* من العدد 13 ل "مجلّة هسبريس"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.