"" وفي هذا السياق فإن استعدادات مكثفة تشهدها اليوم كلية علوم التربية ومعهد التعريب بمدينة العرفان وكلية العلوم اكدال بالرباط، لاستقبال الزوار الذين بدأوا التوافد على هذه المؤسسات قصد الاستفادة من دروس تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، والجدير بالذكر بأن عددا من المعاهد الخاصة هي الأخرى قد نحت نفس النحو، حينما سجلت الإحصائيات ارتفاعا متزايدا في عدد طلبات تعلم اللغة العربية بالمغرب، وتتمركز هذه المعاهد بكل من مقاطعة حسان وأكدال بالعاصمة الرباط. وحسب بعض المهتمين فإن تزايد المؤسسات المهتمة بتعليم اللغة العربية يرجع إلى ارتفاع الراغبين في تعلم اللغة العربية، وإلى العملة الأجنبية التي تجنيها هاته المؤسسات كمصاريف الإقامة وأعباء الدروس. وبحسب إفادة بعض من أساتذة كلية علوم التربية فإن جنسيات السياح الأجانب الراغبين في تعلم اللغة العربية على التوالي من الجارة إسبانيا ويليهم الفرنسيون ثم البلجيكيون فالولايات المتحدةالأمريكية... وقد أفاد المصدر ذاته بأن جودة برنامج تعليم اللغة العربية المقدم بكلية علوم التربية دفع بعدد كبير منهم إلى العودة من جديد لمواصلة تعميق قدارتهم اللغوية، وأرجئ حالة العود هاته إلى التقنيات البيداغوجيا والوسائل الدياكتيكية المعتمدة، وكفاءة الأساتذة المشرفين على دروس تعليم اللغة العربية، وإلى أجواء الراحة التي توفرها لهم فضاءات الكلية. وحسب شهادة الأساتذة فإن المتعلمين الأجانب يتميزون باستعداد قوي في الإقبال وبلهفة على دروس تعلم اللغة العربية، استعداد تبرز نتائجه في اكتسابهم السريع لمقدرة تواصلية هائلة حين الحديث الشفاهي باللغة العربية. وتتأكد مهاراتهم اللغوية وخاصة التواصلية منها عند العائدين من جديد لمواصلة تعميق تعليمهم بالكلية، مما يعني بأن المتعلمين قد تعلموا اللغة العربية ليطلعوا بها على كنوز الثقافة العربية والإسلامية. ولقد بات المغرب في عشر سنوات الأخيرة قبلة سياحية وخاصة بالنسبة للراغبين في تعلم اللغة العربية، حيث داومت كلية علوم التربية، ومند أواسط التسعينيات تنظم دروس صيفية لتعليم اللغة العربية للأجانب، وتمكنت خلالها من جلب المئات من السياح إلى المغرب قصد تعلم اللغة العربية، وقد أشارت إحصائيات بأن عددا كبيرا منهم فضلوا العودة إلى المغرب لقضاء عطلتهم الصيفية ولمواصلة تطوير مهاراتهم اللغوية. [email protected]