أكثر السيد رئيس الحكومة من خرجاته الخطابية باصطلاحاته المثيرة والقافزة من النقيض إلى النقيض، إلى درجة ينتقل فيها السيد بنكيران من خطاب التهديد بالنزول إلى الشارع وفق مفهوم "غزوة الصناديق" للممارسة الديمقراطية إلى تقمص خطاب الضحية التي تعلن استعدادها بأن تموت شهيدة، وعلى يمينه يجلس السيد بووانو صاحب الحروب الدونكيخوتية و الانفجارية الصوتية، وفي ذلك آيات للناظرين يريد السيد بنكيران تمريرها، إلى درجة جعلتنا نقول له ولإخوانه: إن هذه الاصطلاحات قد تشابهت علينا، فهلا وضحت لنا مفاصلها ودوائرها وزواياها الحادة والمنفرجة؟ وإنا إن شاء الله لمهتدون، وإنها في معظمها صفراء فاقع لونها لم تعد تسر الناظرين لأن انزلاقاتها وزئبقيتها قد انكشفت ولم تعد منقبة أو مستترة، ونقسم بالله صادقين بأن مقصد أسئلتنا هذه هو المعرفة وليس التشويش كما تدمغونها في تسمياتكم و في خرجاتكم، كما أن بعض استخلاصاتنا هذه هي حقائق مدعومة بمعطيات ملموسة وليست مجرد خزعبلات كما قلتم في حواركم مع التلفزة الأردنية، وهنا لن نحسم في تحديد جواب عن أسئلة تتفرع عن السؤال المركزي ومنها: هل السيد بنكيران في خرجاته الصوتية والكلامية لا يدري ما يقول، وبناء عليه تكون خرجاته الإعلامية والخطابية تخبط عشواء ومن تصب تمته ومن تخطئ يعمر في فساده فيهرم؟ أم أن خرجات السيد بنكيران مدروسة ومخططة لها مقاصد سياسية معلومة منها في الثمار المرجوة ما هي آنية، ومنها المرحلي ومنها الاستراتيجي، ومنها في مراميها الداخلية ما هو موجه للشركاء السياسيين، ولمن يعتبرونهم أعداء، ومنها الخارجي الموجه للإخوان وتنظيماتهم الموازية، ومنها الموجه للممولين الخليجيين، وللأبواق الإعلامية المتخمة بالمال وعلى رأسها القطرية بالأساس، ومها الموجه للأوربيين والأمريكيين، ومن هؤلاء بالخصوص من يتتبعون ويشجعون تجارب إصعاد المتأسلمين للحكم فيما يسمى ب " الربيع العربي"؟ وما يشجعنا أكثر على السير في هذا الدرب رفقة السيد بنكيران هو أننا ننحو معه ما يسمى ب "النماذج" كأدوات تحليل الظواهر المحيطة به، ومن بين هذه الظواهر "الظاهرة السياسية"، والعمل على تقديم تحليلات عميقة تربط الظاهرة السياسية بجذورها الوجودية والمعرفية في مشروع السيد بنكيران، وإذا لم يتسن لنا ذلك فعلى الأقل، المراد بهذه الأسئلة اكتساب المعرفة وليس التشويش، وما يشجع على ذلك أكثر هو خروج السيد بنكيران نفسه و في آن واحد، بخطابين فاقع لونهما يختلفان جوهريا ويتناقضان اصطلاحيا ودلاليا في موضوع واحد، أولهما عبر عنه السيد بنكيران في "خلوة شرعية" لمدة قاربت الساعة أمام برلمانيي حزبه البالغ عددهم 107 أعضاء قرب الخميسات وأهم ما قاله السيد بنكيران : " ...الإصلاح لا يمكن أن يتم إلا بالتوافق والتعاون والتنسيق مع جلالة الملك." هذا هو الخطاب الأول للسيد بنكيران، أما الخطاب الثاني فهو ما عبر عنه هو نفسه في حواره مع التلفزة الأردنية في قوله : " بأني ملكي أكثر من الملك إذا قبل بهذا النعت جلالة الملك....، منذ 30 عاما كنت من أشد الرافضين للنظام الملكي قبل أن أراجع موقفي بعدما اقتنعت بدور الملكية وأهميتها...، وأنا أدافع عنها ولن أغير جلدتي." وقد ركز السيد بنكيران في حواره التلفزي الخارجي هذا بمصطلحات ومواقف يضرب بعضها بعضا وهو يتحدث عن علاقته بجلالة الملك، فهو يقول بأنه يتفق مع الملك ولكنه في بعض الأحايين لا يوافقه، وأن الجانب الديني من اختصاصات الملك، لكنه يعود ليقول:" لا يمكن أن أحرم نفسي من أن يكون لي فيه رأي..."، ولذلك قلنا إن حواره هذا يطيح بعضه بعضا، وهو مقصود المرامي في ذلك لأنه يراعي فيها مواقف المتلقين من الفرقاء السياسيين والعمل على إرضائهم حتى وإن كانوا متضادين في مواقفهم وهم يلتقطونه، هذا باختصار شديد عن الخطاب الثاني، أما الخطاب الأول فقبل الخوض في مساءلته التفصيلية نتوقف سريعا مع المتلقين الذين يلتقطونه بالمباشر في " الخلوة الشرعية" للسيد بنكيران مع برلمانييه ووزرائه قرب الخميسات، والسيد بنكيران هو أدرى منا بجيوش الخفاء والعلن في هؤلاء، كل حسب الدور المنوط به والموكل له. لكننا سنتوقف مع الأسماء التي أوكل لها "التصعيد والتسخين"، ونذكر على رأسها هنا البرلماني أفتاتي الذي أصبح بصوته وصراخه وصياحه شائعا ذائعا غنيا عن كل تعريف، والذي نذكر من إنجازاته ومنجزاته ما أطلقه رفقة زميله في الصراخ والصياح السيد بووانو من داخل الطائرة، وهو عائد من غزة، حتى كاد يسقط الطائرة، ولم يصمت إلا بعد أن هدد ربان الطائرة بالهبوط الاضطراري بالجزائر، ولا يخفى عليكم سبب هذا الصراخ في السماء بين الهواء والتراب، إنها قبلة في فيلم تلفزيوني على شاشة الطائرة، ولا شك أن هذا يعد إنجازا ضخما في معجم تغيير المناكر وفق قاموس "الإخوان المسلمين العالميين"، ومن إنجازاته الضخمة أيضا إمضاء السيد أفتاتي أيضا بصفته البرلمانية على ما سمي حينها ب " بيان الكرامة" إلى جانب توقيع شيخه في الدعوة والحركة السيد الريسوني، وإلى جانب أخيهم في الحزب والحركة والدعوة السيد " عبد العلي حمي الدين" الموقع أيضا على " بيان الكرامة" ولا ندري لماذا غاب عن التوقيع أخوهم في الله السيد بووانو صاحب الصراخ العظيم الذي بدا إلى جانب السيد بنكيران وهو ينطق بالاستعداد للسقوط بالشهادة في سبيل الله، وهو ما يؤكد بأن حضور السيد بووانو وغيابه تتعلق بتكليفات من "دولة الرئيس" السيد بنكيران الذي ربما كان قد كلفه بإملاء جغرافية سياسية وصوتية معينة، والغياب مرحليا من التوقيع عن ذلك البيان، ولا شك في أن ظهور وخفاء السيد بووانو قد أصبح مسألة معلومة ومشهورة لا تخفيه خافية، ومن إنجازاته الأخيرة خرجاته في مهاجمة السيد الباكوري إبان إدارته لصندوق التدبير والإيداع، مع العلم السيد الباكوري le fils du pauvre حسب تعبير المفكر الراحل " مولود فرعون" والذي عرفت عنه نزاهته في تدبير الصنوق، إذا ما قورنت بتدبير المدراء الآخرين، وكان ذلك حتى قبل انخراطه في حزب البام، وما زلنا نتساءل عن إزاحته من مديرية الصندوق ؟؟ فالسيد بنكيران إذن كان يخاطب هؤلاء المعروفين بصراخهم المدوي، ونتساءل مجددا هل ذلك الصراخ من تصريح بنكيران؟ أم أنه بتمرد عنه؟ وهل يمكن لخطاب برلمانيي السيد بنكيران المتزعمين للخطاب الشعاراتي الذي يظهر ويختفي في جغرافياته السياسية والصوتية المتعددة أنه في مواجهة جلالة الملك، إما بصورة مباشرة، مثلما هو التوقيع على ما سمي ب " بيان الكرامة" إلى جانب شيخهم الريسوني الذي يوجه سهامه لأمير المؤمنين وللأمازيغيية من عاصمة قطر إلى جانب شيخه العالمي " القرضاوي"، وإما بشكل غير مباشر، كما عبر عن ذلك السيد بنكيران نفسه حينما هدد من داخل البرلمان- وهو نفسه رئيس الحكومة- بالنزول مجددا إلى الشارع، ولربما يكون هذا الشكل الغير المباشر الذي شارك فيه السيد بنكيران جوابا عن السؤال ومفاده: أن الخطاب الشعاراتي الصارخ لبرلمانييه عبارة السيد بنكيران القائلة : "الإصلاح لا يمكن أن يتم إلا بتوافق وتعاون وتنسيق مع جلالة الملك." إنه ليس موجها إلى برلمانيي الحزب الإسلاموي الذين حفظوا هذه الأدوار جيدا، عن ظهر قلب وفعل، ولا يحتاجون إلى تذكير بهذا الخطاب، إنما هو موجه إلى جلالة الملك بالأساس، وهو ما يمكن إدراجه في التهديد الغير المباشر للسيد بنكيران، وهذا ما يعزز قراءاتنا الذاهبة إلى أن خطابات السيد بنكيران منتقاة بدقة، وليست "خبط عشواء" ، فإذا ما أخذنا دلالة اصطلاح " التوافق" فإنه لا يكون إلا بين "جانبين متعارضين"، وعلى كل منهما أن يقدم تنازلا للآخر حتى يتم " التعاون والتنسيق للوصول إلى" نوع من التراضي"، ولذلك فإن السيد بنكيران مازال يصر على إرسال خطابات التهديد المباشرة والمبطنة، لأنه يعتبر نفسه في موقع قوة يخاطب من خلالها من يعتبرهم" أعداء له"، ولا يمكن مطلقا القبول بالرأي الذي ذهب إلى القول: إن خطاب التوافق هذا موجه لذوي الخطاب الشعاراتي الصراخي، هؤلاء الذين مهما علت أصواتهم فلا يمكن أن تعلو على أصوات الحزب، ولا على خطته ولا على هيئته التنفيذية واستراتيجياته، وهو ما يتأكد عمليا وحركيا، وهو ما قد ظهر بجلاء في المعركة الشرسة التي خاضها الحزب المتأسلم وحركته الموازية من أجل السيطرة على" نقابة التعليم العالي"، كما ظهر جليا أيضا في معركة الاستحواذ على رئاسات وقيدومية الجامعات المغربية، وكانت البداية بتعيين السيد بنحمزة على رأس اللجنة للحسم في عمادة كليات جامعة القرويين وهو ما تم فعلا بتعيين السيد التمسماني عميدا في تطاوين والسيد البلاوي عميدا في كلية أكادير... فهذه المعارك الشرسة إلى جانب معركة الشوباني الذي وضع في الواجهة السيد إسماعيل العلوي لابتلاع لجان التنسيق مع المجتمع المدني، وهو الأمر نفسه الذي فعلته السيدة الحقاوي حينما نصبت وجوها نسائية بشعر مطلوق لأسماء ملتحية في الواجهة لابتلاع اللجنة العلمية للحسم في ملف المساواة للمرأة المغربية. فهذه الأمثلة العملية التي قدمناها في المعارك الشرسة التي تخوضها أذرعة السيد بنكيران الوزارية والتنفيذية التي تلتقي في الزوايا القائمة للمثلثات الخطابية الشعاراتية في الأزقة المظلمة، كما أن هذه القراءة تنسف بعض القراءات التي تم التسويق لها والتي تظهر أن السيد بنكيران شخص يتهرب من مسؤولياته الدستورية، ليتركها لجلالة الملك، وأنه مجرد متعاون، فهذا خطاب لا يعدو أن يكون "وصلة إشهارية" تخالف النهج العملي والحركي لوزراء السيد بنكيران، ولأذرعه النقابية والحزبية والجمعوية والدعوية والوعظية الذكورية والأنثوية، وفيما يخص البرلمانية فإنما يظهر أن صراخ السيد بووانو وأخوه في الله السيد أفتاتي ليس عفويا إنما حركيته تتم بالريموت كونترول الذي يمسك به السيد بنكيران والسيد معتصم والسيد باها. فلو أراد البرلمانيان المحترمان حقا مواجهة الفساد، فاليتقدم السيد أفتاتي لمواجهته في الجهة التي يدعي تمثيلها في البرلمان، والتي عرفت إبان نيابته أكبر عملية فساد ونهب في الجهة الشرقية بقيادة الوالي السابق السيد الإبراهيمي الذي استقدمه السيد جطو من وزارة الداخلية مؤخرا وعينه مستشارا له في المجلس الأعلى للحسابات لتهريبه من المساءلة والمحاسبة، ولماذا انخرس صوت السيد أفتاتي، وابتلعته الأرض في ظل حديث فعاليات المجتمع المدني بوجدة عن تكوين "لجنة افتحاص"، في إطار المطالبة بالكشف عن عمليات تفويت الصفقات، وما سمي بالدراسات على عهد الإبراهيمي- الذي أغرقه السيد بنجمزة بالتزكيات والمديح إبان مزاولته الولاية الشرقية- لجهة معينة استفادت منها دون غيرها، فهذا السكوت الأفتاتي إذن ليس صدفة، بل إنه يعري ذلك الاستئساد الأفتاتي الذي عبر عنه في القنيطرة إبان حديثه عن الذين لا يستطيعون إغلاق قمصانهم من التخمة الملتبسة، فلماذا السكوت عن هؤلاء الذين لا يستطيعون إغلاق أقمصتهم في الجهة الشرقية؟ أم أنه خدمة لأجندة حزبية في ظل التزكيات والمصالح المتبادلة التي كانت تتم بين السيد بنحمزة الذي أعلنتم بأنكم اقترحتموه لوزارة الأوقاف، وبين أرباب العقار في الجهة... وإذا كان السيد أفتاتي المعروف بصراخه ومزايداته يريد محاربة الفساد حقا فاليبدأ بالمؤسسة الجامعية التي ينتمي إليها ويرتزق وأهله منها، والتي يعلم علم اليقين قبل غيره بأن إخوانه في الحركة والحزب قد أدخلوا أبناءهم إلى المدرسة الوطنية للمهندسين بوجدة وبمعدلات أقل من الطلبة- من أبناء الشعب الأبرياء- الذين تم إقصاؤهم، ونحن ما فتئنا نذكر بهذا التزوير، ليكون دعوة صريحة للسيد بنكيران والسيد الوزير والسيد رئيس الجامعة، والسيد بنحمزة والسيد الوكيل العام إذا كانوا نزهاء ويخافون الله ويجهلون هذه الأمور، بأن يفتحوا تحقيقا في الأمر، وهي دعوة أيضا للسيدين بووانو وأفتاتي المعروفان بصراخهما أن يحققا في الأمر إذا كانا يخافان الله حقا ويريدان محاربة الفساد حقا، وهذا ما عرى عنه زميلكم السيد نهاري المعروف بصراخه أيضا والذي كشف في لقاء حزبي" للعدالة والتنمية" إلى جانب زميلكم البرلماني في الجهة " العثماني" عن استفادة برلمانييكم من المال مسميا إياها ب "العاقة" باصطلاح السماسرة، وهو ما بين أن حزبكم ليس يكيل بمكيالين فحسب، بل يكيل بمكاييل و مكيالات شتى وملونة ومتحركة من داخل المساجد ومن خارجها، هذا فيض من غيض، وغيض من فيض، وإن شاء الإخوان والأخوات إطلاعهم على طواجين إخوانهم وأخواتهم قدمنا لهم المزيد من الأذواق. لكن أهم ما يستنبط من الصورة والمشهد، ويتأكد بالملموس، هو أن السيد بنكيران لا يتهرب من المسؤولية للملك، إنما يريد تسويق وإشهار هذا الخطاب في سوق الكلام المعاكس تماما لوقائع الأفعال الملموسة بالمباشر، في الوقت الذي يخوض فيه إلى جانب إخوانه وأخواته في الحزب وفي الوزارات حروبا شرسة من أجل الاستحواذ والاستفراد بمواقع المسؤولية والاستحواذ عليها بانفراد وبوحيد القرن، وبأي طريقة تأتى لهم ذلك، ما دامو يعتبرونها واجهة من واجهات الصراع المتعددة والغنية لتحصين المواقع وتحسينها، وعليه فإن قول بنكيران بأنه" ملكي أكثر من الملك" مجرد شكل من أشكال الخطاب الشعاراتي الفارغ من المضامين، أما ما تكشف عنه السلوكات العملية والميدانية المباشرة فهو غائر وعميق ويحتاج إلى وقفات خاصة دقيقة، ولعل ما كشفت عنه جريدة" الوطن الآن" في ملفها السالف عن "مخطط أصولي لعزل أمير المؤمنين عن الشعب وعن تدبير الشأن الديني" يبين صورا من ذلك، وهو ما عشنا أحد فصوله في الاستحواذ على قيدومية الكليات التابعة لجامعة القرويين( الروكي رئيسا للجامعة وبنحمزة رئيسا للجنة والتمسماني قيدوما لكلية أصول الدين بتطاوين، والأزهري عميد كلية العربية بمراكش، والزاهر عميدا بفاس بتوصية من المكتب النقابي لكلية الشريعة بفاس) وكل هؤلاء بنكيرانيون وإخوانيون وريسونيون وقرضاويون.... ومن المجلس العلمي الأعلى. وهم الآن يعيشون حالة من الغليان لإزاحة الأستاذ سيدي أحمد الخمليشي من مديرية دار الحديث الحسنية لأنه يمثل النهج المغربي الحداثي المضاد للأصولية الإخوانية، ولأنهم يعتبرون أن المواقع الدينية هي رهان المواقع السياسية وعمقها واستراتيجيتها، وهذا ما يمكن صياغته بتدقيق وتفصيل أكثر من خلال الإجابة عن سؤال مفاده: من الذي يريد نزع تدبير الشأن الديني من الملكية وإهدائه للأصولية بألوانها المختلفة؟ وهو ما سنكشف فيه لاحقا عن الجهات التي تعتبر نفسها نافذة وغير أصولية، لكنها تطل من النافذة الأصولية، ليمكنهما ذلك من تحالف متبادل، فيمنح الأصولية أسلحة نافذة، ويمنح الجهات النافذة صراخا وعويلا شعاراتيا ملتحيا ومنقبا، ينفجر من حلقوم السيد أفتاتي المحترم، ويتدفق من فم وشفتي السيد بووانو المبجلتين، وهكذا دواليك...