في مثل هذا الوقت من الليل وبهذا الشكل من السكون، يخيل إلي أن أرق الحب هو أجمل سهاد يمكن أن يعيشه عاشق. نتعرف على أناس يأتي الحب معهم ويذهب معهم. وعندما نحب شخصا حتى دون أن نتعرف عليه، فهو حب صادق يحتل مكانا عميقا في قلوبنا ويظل هناك. الثانية صباحا وبضع أفكار لتغريدة مفترضة. من يا ترى سيهتم لما أكتب في هذا الوقت؟ أخيرا قررت. هذه تغريدة عشق لمن في بالي. أحبك... لأنني عاشق، عندي من الدوافع ما يكفي لأغرد كل دقيقة عشر تغريدات. كل تغريدة تغزل وهيام بالحبيب. لكني أخاف أن أحب تويتر وأنسى الحبيب. لا أذكر أين قرأت أن حلاوة الحب في مرارته، لكني أعرف ذلك عن حق كلما غردت عشقا مشفرا لمن في خاطري ولا أتلقى جوابا. حبك حلو ومرير. سأتعلم الإنجليزية والألمانية وكل لغة لا أجيدها حتى ينقل مغردو التويتر باختلاف جنسياتهم تغريدات بوحي ويشهدوا على حبي الكبير لك. بعض الصباحات كئيبة وحزينة ولو كانت صباحات يوم جمعة يباركها لك كل شخص تصادفه في طريقك. عندما يغيب الحب تغيب السعادة عن أيامنا. اعتذرت اليوم بأدب عن تلبية دعوتين لتناول الغذاء. أتساءل اللحظة بيني وبين نفسي، لماذا حينما نحب نفقد شهيتنا للطعام؟ لا جواب. سأستمر في التغريد لأجل عينيك. فربما في يوم ما.. في مكان ما.. في وقت ما.. سأطلعك على تغريدات اعترافاتي بحبي لك ونحن تحت سقف واحد. يغالبني النعاس وفي نفسي شيء من تغريدة لم تكتمل حروفها. تخليت عنها ودندنت لنفسي: ينام الحبيب وأسهر.. ليتني كنت بقربه لأحرس أحلامه. كيف أصف حالة حب أعيشها في تغريدة من 140 حرفا؟ تغيرت عاداتي كثيرا. تخليت عن هواياتي ولم أعد أتابع الأخبار ولا أهتم لشيء. عاشق أنا. هناك مشاعر لا تنفع تغريدة لوصفها. وهناك مكالمات هاتفية تبدو معها اللغة عاجزة عن التعبير والبوح. هو الشوق لا يعرفه إلا من يكابده. لأن الحديث إليك يفضحني ويفضح مشاعري... ترددت اليوم في الاتصال بك. ولكن تويتر ألهمني وها أنا الآن أغرد لك عبر "تويتوما" لأقول لك: إشتقت إليك. عندما يتعلق الأمر بالحب، فأصدق البوح هو ما لا نبوح به وأجمل الرسائل هي التي نمزقها. ومع تويتر، أحلى تغريدات الحب هي التي لا نغردها. *كاتب وصحافي ([email protected])