كلما اجتّر المغاربة طعم هزيمة مُذلة لمنتخب كرة القدم، إلاّ وعادت المُطالبة بالمدرب السابق للمنتخب الوطني بادو الزاكي بأن يتولى ترتيب البيت الداخلي ل"أسود الاطلس" وترقيع هيبتهم المفقودة. دموع مدرب مُنتخب 2004 التي انهمرت في ملعب "رادس" بعد ضياع الكأس الإفريقية أمام المنتخب التونسي المستضيف للبطولة، مازالت عالقة في أذهان المغاربة. واقعيته في التدريب وصرامته في تدبير محيط المُنتخب وتصريحاته النارية ضد أعضاء من الجامعة، كلها عوامل جعلت من الزاكي "محبوب" الجماهير المغربية التي تنادي به كلما توالت نكسات المُنتخب الوطني. الزاكي الذي كان من المدربين القلائل الذي قدموا استقالتهم من تدريب المُنتخب سنة 2005، ولم يقالوا، خرج قبل أيام من هزيمة المُنتخب المغربي أمام تانزانيا بثلاثة أهداف لواحد ليؤكد أن اختيارات الناخب الوطني رشيد الطاوسي غير صائبة، لأن أغلب اللاعبين الذين تمت المناداة عليهم "غير ناضجين وغير مؤهلين تقنيا وبدنيا للمشاركة في مباراة مصيرية مثل هذه". كلام الزاكي اعتبر حينها انتقاد للناخب الوطني في وقت غير مناسب، غير أن الهزيمة بثلاثة أهداف لواحد أمام منتخب مغمور مثل المُنتخب التانزاني جعلت الكل يعود لتصريحات الزاكي التي اعتبرها الكثيرون فيما بعد ب"الناضجة" لمدرب له تجار مع المنتخبات الإفريقية ولديه خبرة في الاقصائيات المؤهلة لكأس العالم التي خاضها حينما كان مدربا لرفاق الشماخ وخرجة ووادو.. الزاكي الحاصل على جائزة أحسن لاعب إفريقي سنة 1986، يقود اليوم نادي الوداد البيضاوي بنجاح وبكاريزمة مُدرب يعرف متى يقول "لا" في الوقت الذي يجيد فيه الآخرون قول نعم. لكل هذا صعدت أسهم بادو الزاكي في الشارع المغربي بعد أن أصبح مطلبا شعبيا للعودة لتدريب "عرين الأسود".