تأثرت الصحافة بالغ التأثر بمنافسة الفايسبوك والتويتر لها لدرجة أن قررت كل جريدة إنشاء حساب فيهما ثم اكتشفت أنها بذلك تخلت عن هويتها. لا يختلف صحافيو الإعلام الجديد عن بعضهم بعضا إلا في شيء واحد. طريقة الاستيلاء على الأخبار من الجرائد. حينما تكتشف عالم الفايسبوك والتويتر فإنك تتساءل بكل بساطة: كيف لمجتمع أن يتطور ويحيا دون رقابة على الأنترنت؟ عندما كان صحافي التويتر يغرد خبرا عاجلا فاجأته رسالة تحذر من قرب فراغ بطارية جهازه اللوحي، فأكمل يقول: وباقي التفاصيل بعد الشحن. لصحافيي الفايسبوك عرفهم في النشر. السطو بحرية تامة على ما تحمله الجرائد من أخبار والتقيد بعدم ذكر المصدر أبدا، حتى لو تعلق الأمر بقول مأثور أو حديث مشهور. شيء من الصعب فهمه. كلما تزايد عدد الحسابات المسجلة على الفايسبوك والتويتر كلما قل عدد توزيع الجرائد. عندما تحدث مصادمات ومخاصمات بين صحافيي الإعلام الجديد لا تتدخل نقابة الصحافة لحلها، بل يفرض حلها لهذه الجهة أو تلك عدد الأتباع على صفحات التواصل الاجتماعي ومدى استعدادهم لنشر الشائعات. كيف يمكن وصف صحافة الفايسبوك والتويتر؟ إنها مارد جامح قادر على ارتكاب كل موبيقات النشر. بوعي منهم أو بغير وعي، يعمل أغلب صحافيي الإعلام الجديد ببغاوات يرددون طوال الوقت بيانات وبلاغات المؤسسات الرسمية وغير الرسمية دون أن يتوقفوا لحظة للتساؤل هل هذه هي الحقيقة. تابلويد كلمة تعني في الأصل جريدة من حجم صغير، لكنها مع الوقت صارت تعني صحافة الإثارة والجنس والجرائم. ترى، ماذا ستعني صحافة التويتر مع الوقت؟ لوووول. لماذا لا يستخدم صحافيو الإعلام الجديد الصور الكاريكاتورية؟ سألت صحافيا مخضرما، فأجابني مندهشا: هل تريدهم أن ينشروا صورهم؟! لا بأس أن أشير هنا إلى موضوع خاص. ذلك أن بعض الإذاعات الخاصة لها خصوصية على عدة مستويات. عندما تستمع لمذيعيها تحس أنك في ملهى ليلي وعندما تقرأ لهم تفهم معنى كلمة "بوزوبال". ما هو خبر لصحافة التويتر ليس خبرا بالنسبة لصحافة الفايسبوك، وما هو خبر لصحافة الفايسبوك ليس خبرا بالنسبة لصحافة التويتر. تحديد معنى الخبر مهمة لا تضطلع بها إلا صحافة الجرائد. *كاتب وصحافي ([email protected])