في زمن الفايسبوك والتويتر، سقطت الصحافة وصار تدجين الصحافيين أسهل. رئيس تحرير في افتتاحيته: يرافقني صحافيون عاليو الأخلاق يحملون أفكارا نيرة وهم شديدو الحرص على مهنتهم ومهنيتهم. بعد صدور الجريدة، أحس الصحافيون بتأنيب الضمير فاستقالوا من مناصبهم. وزير العدل على قناة "فرانس 24". أنا أتناول العشاء. انتهى برنامج الحوار مع الوزير. أنا أنام الآن. لقد تقلبت على جنبي الأيمن. التوقيع: صحافي فيسبوكي نشيط. صحافي علم أن أحد جيرانه يطلق إشارة واي فاي مفتوحة فسارع إلى شراء حاسوب محمول. صحافية تشرف على صفحة المطبخ وفن العيش. تقدم لها عريس فاعترفت له مرغمة أنها لا تجيد الطبخ ولم تدرس قط فنا من الفنون. صحافيو التويتر غاضبون. لا تذكر تغريداتهم إلا مرفوقة بالكثير من التشكيك. بادر أحدهم إلى تسويد صفحته احتجاجا، فغرد زميله على الفور: انقطع التيار الكهربائي والمدينة تسقط في الظلام. بعد أول درس له في الفوتوشوب، باع مصور صحافي مصورته وأوصى معارفه ألا يثقوا أبدا في صور الإعلام. جريدة أرادت توظيف رسام كاريكاتير فنشرت إعلانا تطلب فيه تقنيا في الفوتوشوب والبرامج المشابهة. صحافي أرسل طلبا للعمل في جريدة. الشواهد: تقني في الإعلام. المؤهلات: عضو نشيط.. مناقش مميز.. منظم تكريمات.. صاحب تعليقات مميزة.. بعد دقائق وصله جواب يقول: لا نفكر حاليا في إنشاء مدونة للدردشة والتعارف. "عشر ساعات للنوم. ساعة لارتداء الملابس وعمل الماكياج. نصف ساعة لركوب سيارة أجرة. نصف ساعة لتناول الفطور (غالبا بيمو ورايبي جميلة). ساعة للفايسبوك. ساعة لتحميل الأغاني (غالبا لفنانين توفوا حديثا). ساعة للحديث في الهاتف (غالبا مع أفراد الأسرة). نصف ساعة للغذاء (غالبا ساندويتش بالكبد). خمس ساعات لصياغة تقرير في خمس فقرات." من يوميات صحافية تحمل دبلوم دراسات عليا. "أربع ساعات للنوم. عشر ساعات لمدونة على النت. أربع ساعات للتويتر. ربع ساعة للأكل (فطور وغذاء وعشاء). خمس ساعات لتحرير خمسة أخبار." من يوميات صحافي إلكتروني. مسؤول رفيع المستوى أراد اختبار صحافيي التويتر فمرر خبرا لأحدهم يقول: قررت الوزارة رفع عدد رحلات القطار. في المساء، كانت آخر تغريدة تقول: الوزارة تؤكد ما جاء على لسان علي عبد الله صالح.. فاتكم القطار. "البساطة في الخبر.. سعداء غير سعداء (بالفايسبوك وبدونه).. صحيح غير صحيح.. الحياة بالنسبة لكم (يعني بدون تويتر).. أكاذيب لا أكاذيب.." من شعارات منظري الإعلام الجديد. *كاتب وصحافي [email protected]