اهتمت الصحف الأوربية الصادرة ٬ اليوم الثلاثاء٬ بعدد من المواضيع أبرزها الخطة المالية الاوربية لانقاذ قبرص٬ وإحداث هيئة لتنظيم الصحافة البريطانية ثم النقاش الدائر في ألمانيا حول حظر نشاط الحزب القومي الديمقراطي اليميني المتطرف. واعتبرت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية أن الخطة المالية الاوربية لانقاذ قبرص تثير الكثير من النقاش يومين بعد إعلان الاتحاد الاوربي لاتفاق مع السلطات المحلية وصندوق النقد الدولي لتقديم مساعدات بقيمة عشرة ملايير أورو مشروطة بتطبيق قبرص لضريبة على الودائع البنكية في البلاد. أما صحيفة "لي زيكو" فكتبت أن هناك انتقادات قوية للخطة لدرجة انه قد يتم تعديلها من خلال إعفاء الحسابات البنكية الصغيرة من فرض الرسوم٬ كما ان هذا القرار غير المسبوق للاتحاد الاوربي يجعل المدخرين يساهمون في انقاذ الأبناك القبرصية يجعل عالم البنوك في دهشة لان مهمة الانقاذ يجب ان تتحملها المصارف والمساهون في رأسمالها وليس اصحاب الودائع البنكية. أما صحيفة "لوموند" فلاحظت من جهتها ان فرض رسوم استثنائية على الودائع البنكية القبرصية مثيرة وجاءت لتعصف بمبدأ مضمون في كامل منطقة الاورو وهو ان الحسابات البنكية مضمونة في حدود 100 الف اورو. ومن جهتها تناولت الصحف البلجيكية القرار الاوربي بفرض ضرائب على الحسابات البنكية لدعم ميزانية الدولة٬ وقالت "لوسوار" إن القرار الاوربي يتعارض مع مبادئ الاتحاد البنكي لمنطقة الاورو واعتبرت أن الامر يشكل خطأ فادحا في مسار حلحلة ازمة الديون السيادية والتي لا يتبين افقها ويظهر أن الأسوء مايزال في الانتظار. وقالت صحيفة "لاليبير بيلجيك" ان القبارصة يدركون انه لا خيار لهم ولا مفر من الضريبة التي ستفرض على ودائعهم البنكية لانهم يدركون أن بلدهم ارتكب اخطاء كبيرة في التسيير وتم تضخيم اقتصادهم والنفخ فيه خصوصا بعد قدوم رؤوس أموال روسية وبريطانية وانه يتعين عليهم دفع قروضهم. وفي سويسرا تطرقت الصحف بدورها للازمة المالية القبرصية وكتبت صحيفة "لوتون" أنه في الوقت الذي من المفترض ان يعمل الاتحاد البنكي على حماية اموال المودعين والمدخرين قرر مسؤولو الاتحاد الاوربي إضعاف مختلف مالكي الحسابات البنكية في قبرص وسيتم بطريقة تعسفية فرض ضرائب على حساباتهم واموالهم في مقابل وعود بمنحهم اسهما مقابل ذلك في البنوك المفلسة٬ مضيفة انه من خلال هذه العملية التي يمكن وصفها بالحجز على اموال المودعين ضاعفت موجات القلق والغضب تجاه الاتحاد الاوربي. وفي هولندا كتبت صحيفة "ثروا" تحت عنوان "المدخرون القبارصة لايمكنهم استرجاع اموالهم في البنوك" ان جوا من الشك والريبة والتذمر اصبح مخيما على الاسواق المالية ولدى الاقتصاديين من القرار الاوربي الرامي الى حماية البنوك القبرصية مضيفة انه اذا كان المخطط الاوربي للانقاذ يبدو بسيطا فانه قد يجلب نتائج وخيمة وغير متوقعة لكل منطقة الاورو . وقالت ان الأبناك القبرصية ستظل مقفلة يومي الثلاثاء والاربعاء لتفادي توجه المواطنين الى البنوك لسحب اموالهم جراء هذه الضريبة غير المتوقعة مشيرة الى ان خطة الانقاذ كان يجب ان تؤمن السلم والاستقرار في منطقة الاورو وقبرص لكن خلاف ذلك تسببت في خلق مناخ من عدم اليقين. وتناولت الصحف البريطانية الاتفاق المتوصل اليه اليوم الاثنين بين الاحزاب السياسية الثلاث الكبرى في البلاد بخصوص اقامة هيئة جديدة لتنظيم قطاع الصحافة في البلاد. وتلقت صحف مثل "التايمز" إحداث الهيئة بكثير من الحذر ملاحظة أن رئيس الوزراء ديفيد كامرون الذي كان يبدي مواقف متشددة بخصوص احترام حرية الصحافة٬ يبدو أنه رضخ لضغوطات الحزبين العمالي والليبيرالي الديموقراطي. أما صحيفة "الديلي ميرور" فانتقدت بدورها الاتفاق أما صحيفة "ديلي تيليغراف" فلاحظت أن الاتفاق المتوصل اليه يبين حجم المهمة المناطة بالصحافة من اجل استرجاع الثقة في المهنة بعد فضيحة التصنت الهاتفي والتي كانت السبب وراء إحداث الهيئة. أما صحيفة "ذي اندباندانت" فكتبت أن كبريات المجموعات الصحافية في بريطانيا رفضت الاتفاق المحدث بموجبه هيئة للرقابة الصحافية. وواصلت الصحف الألمانية اهتمامها بالنقاش الدائر حول حظر نشاط الحزب القومي الديمقراطي اليميني المتطرف. وأبرزت صحف "برلينغ تسياتغ" و"فرانكفوتر أليغماينه" و"زود دويتشه" و"دير شبيغل" أن التراجع عن القرار جاء بعد رفض شريك حزب ميركل في الائتلاف الحكومي الحزب الديمقراطي الحر بزعامة فليب روسلر٬ دعم هذه الخطوة. وكتبت "دير شبيغل" أن موقف الحزب الديمقراطي الحر خلف استياء لدى عدد من الأحزاب خاصة الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض الذي اعتبر أن روسلر قلل من مخاطر الحزب اليميني المتطرف فيما وصف وزير الداخلية البافاري يواخيم هيرمان موقف الحزب ب"الإشارة الخاطئة تماما" معربا عن أسفه الشديد لهذا الموقف الذي يأتي في وقت يشهد توافقا واسعا حول هذه القضية. ومن جهة أخرى اهتمت الصحف بتشكيل الائتلاف الوطني السوري المعارض لحكومة انتقالية٬ واختيار رجل الأعمال السابق وخبير الاتصالات غسان هيتو رئيسا لها للتعامل مع القضايا الإنسانية والسياسية بالمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين في سورية. وتحت عنوان "المعارضة السورية تختار غسان هيتو رئيسا للحكومة الانتقالية" كتبت "فرانكفوتر أليغماينة" أن المعارضة السورية تتفق بعد عامين على انطلاق الثورة على اختيار غسان هيتو رئيسا لحكومة انتقالية بعد تصويت في اجتماع باسطنبول أمس مشيرة إلى أن هيتو المزداد سنة 1963 بدمشق ويحمل الجنسيتين الأمريكية والسورية انتقل مؤخرا إلى تركيا ليكرس نفسه لمساعدة اللاجئين السوريين. وفي سياق متصل أبرزت الصحف الاتهامات المتبادلة بين نظام الرئيس بشار الأسد والمقاتلين المعارضين للنظام السوري حول استخدام الأسلحة الكيماوية في استهداف منطقة خان العسل شمال البلاد. وكتبت "برلينغ تسايتونغ" تحت عنوان "المتمردون السوريون ينفون استخدام الأسلحة الكيماوية" أن تقارير الإعلام السوري ذكرت أن المتمردين استخدموا لأول مرة الأسلحة الكيميائية٬ في محافظة حلب مما أسفر عن مصرع 15 شخصا فيما رفض المعارضون هذا الاتهام جملة وتفصيلا. وأبرزت الصحيفة أن المقاتلين المعارضين أكدوا أن جيش النظام أطلق صاروخ "سكود" مزودا بسلاح كيماوي على بلدة خان العسل وفوجئوا عندما نسب لهم النظام مسؤولية هذا الهجوم. وفي اسبانيا وتحت عنوان "الاتحاد الأوروبي يعدل شروطه ويطلب من قبرص انقاذ المدخرين الصغار" كتبت يومية (إلباييس) أن أوروبا أوصت السلطات القبرصية بعدم فرض رسوم على المدخرين الذين يتوفرون على أقل من 100 ألف أورو في حساباتهم٬ تاركة القرار النهائي بهذا الخصوص لسلطات هذه الجزيرة. وأضافت أن "أوروبا تراجعت في الوقت الراهن بخصوص هذا الموضوع٬ بإعلانها أن المدخرين الصغار لن يتحملوا عبء خطة الإنقاذ" التي تنص على فرض ضرائب على الودائع المصرفية. ومن جهتها قالت صحيفة (إلموندو) إن الاتحاد الأوروبي اقترح على قبرص "فرض رسوم على الأغنياء فقط"٬ مشيرة إلى أنه بعد الانتقادات التي وجهت إليها طلبت أوروبا أمس الاثنين من الحكومة القبرصية "تعديل" ذلك بإعفاء القبارصة الذين تقل ودائعهم البنكية عن 100 ألف أورو من اقتطاع بنسبة 6,7 في المائة لتمويل جزء من خطت الانقاذ التي طلبتها الجزيرة. وبدورها كتبت (لاراثون) تحت عنوان "الاتحاد الأوروبي يعفي٬ في آخر لحظة٬ المدخرين الصغار" أنه "سيتعين على الحكومة القبرصية تحديد الرسم الذي ستفرضه على الرساميل الكبرى". كما عادت الصحف الإسبانية من جهرة أخرى٬ إلى الزيارة التفقدية التي بدأتها لجنة تقييم طلبات الترشيح لاحتضان الألعاب الأولمبية ل2020 برئاسة البريطاني السير كريج ريدي أمس الاثنين إلى العاصمة الإسبانية مدريد. وفي هذا السياق كتبت يومية (أب ي سي) تحت عنوان "ترشيح مدريد حظى باهتمام اللجنة الأولمبية الدولية" مشيرة إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي أكد خلال لقائه بأعضاء اللجنة أمس أن المدينة "على أتم الاستعداد لتنظيم الألعاب الأولمبية لسنة 2020". وتحت عنوان "أوروبا تحل مشاكلها بأموال روسيا" قالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إن القيادة الروسية عبرت عن امتعاضها من إقدام قبرص على فرض ضريبة على الودائع البنكية استجابة لضغط الاتحاد الأوروبي٬ مشيرة إلى أن ما أغضب القيادة الروسية هو أن الأوروبيين يحلون مشاكلهم بأموال روسيا. واضافت الصحيفة ٬انه حسب تقديرات خبراء صحيفة "فاينانشل تايمز" فإن الروس أودعوا مابين 8 و35 مليار أورو في البنوك القبرصية. أما صحيفة" فيدوموستي" فتطرقت لنفس الموضوع ٬موضحة أنه ليس من المستبعد أن يكون الاتحاد الأوروبي قد شعر عند إقدامه على المغامرة القبرصية بالحساسية السياسية لبعض الودائع الروسية٬ مضيفة أنه بين رد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء دميتري مدفيديف يوضح أن قرار قبرص كان مفاجئا ومحزنا لهما٬ مثلما كان لآلاف من المودعين حيث لم ينذر بذلك أحد ويكاد الجميع يعتبر قبرص إقليما روسيا. وتساءلت الصحيفة ٬ إلى أين كان ينظر رجال الاستخبارات مبرزة أنه كان يجب أن تعمل المخابرات الروسية بدقة في الجزيرة التي تحتضن أكبر المستثمرين الروس ومصدرا ل 40 بالمائة من مجموع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في روسيا٬ وتتدفق رؤوس الأموال الروسية إلى هناك. من جهتها اهتمت صحيفة "كوميرسانت" بموضوع انعقاد القمة الخامسة لمجموعة دول "بريكس" في جنوب إفريقيا في نهاية مارس الجاري ٬حيث من المقرر أن يكتسب نشاط مجموعة دول "بريكس" خلال قمتها الخامسة بعدا عالميا. وستعلن دول مجموعة "بريكس" عن هدفها الجديد المتمثل في مراجعة النظام العالمي وحرمان الغرب من مواقف الهيمنة. وأوضحت الصحيفة أن زعماء الدول الخمس سيبحثون خلال القمة إقامة منظومة خاصة بها للحسابات والإقراض بالعملات المحلية.