خصصت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس حيزا هاما من صفحاتها لانتخاب البابا الجديد في شخص الكاردينال الأرجنتيني خورخي ماريو برجيليو٬ التي يعد اول أمريكي جنوبي يبلغ هذه المرتبة العالية في الكنسية الكاثوليكية. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة ( لا ريبوبليكا) الايطالية ان هذا "التعيين- المفاجأة" لبابا قادم "من أقصى العالم" يبدو وكأنه إشارة يراد عبرها القول "كفى من المكائد والابتزاز (...) وشلل السلطة٬ الذي دفع البابا السابق الى الاستسلام" . فتحت عنوان "الثورة في سانت بيير"٬ أشارت الصحيفة إلى أن البابا الجديد الذي سيحمل اسم فرانسوا الاول٬ "يحظى بتقدير قوي وثابت في الكنيسة بالعالم " مضيفة أن "الفضائح في الفاتيكان هي التي رجحت كفته " من جانبها٬ أكدت صحيفة (ليبراسيون) الفرنسية أن "الكرادلة خلقوا المفاجأة٬ واختتموا الاجتماع السري في ظرف يومين" مضيفة "أنهم لم يتصفوا بالجرأة لانتخاب البابا من أصول أفريقية أو آسيوية٬ أو حتى أمريكا الشمالية ففرانسوا الاول ارجنتيني لكن والديه يحملون الجنسية الإيطالية ". وتحت عنوان "بداية الطريق"٬ كتبت صحيفة (لاكروا) الكاثوليكية في هذا الصدد أن البابا الجديد مدعو الى تأمين "خلافة ثقيلة" ويبصم "علامته الخاصة" مقارنة مع سلفه بنديكتوس السادس عشر. بدورها سلطت الصحف البريطانية الضوء على حدث انتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية٬ مبرزة في هذا السياق التحديات الكبيرة التي تواجهه. وأشارت صحيفة (الديلي تلغراف) في مقال بعنوان "البابا فرانسوا المتواضع"٬ إلى أن البابا الجديد يعد أول بابا من خارج أوروبا منذ 1300 سنة٬ مبرزة أنه "تفاجئ هو نفسه باختياره لهذا المنصب". وتابعت بالقول إن البابا فرنسوا الأول مشهود له بالتواضع والزهد والابتعاد عن كل ما يمت لرغد الحياة بصلة. ومن جانبها٬ كتبت صحيفة (الاندبندنت) أن اختيار الكرادلة ال 115 للبابا الجديد كان موفقا تماما٬ ويعد مؤشرا على التغييرات التي ستشهدها الكنيسة الكاثوليكية في عهده. أما صحيفة (الصن) فأبرزت أنه بالرغم من أن البابا فرنسوا الأول يبلغ 76 سنة من العمر إلا أنه يتمتع بطاقة وحيوية وروح قيادية قادرة على تمكينه من قيادة حاضرة الفاتيكان. واعتبرت صحيفة (الغارديان) أن انتخاب البابا الجديد شكل "قفزة استثنائية" وتوجها نحو تكريس التغيير على مستوى المواقف "المحافظة" التي طالما طبعت عهده أسلافه. نفس الموضوغ طغى على الصحف الإسبانية٬ حيث كتبت يومية (إلباييس) في هذا الصدد أن "انتخاب الأسقف الأرجنتيني برغوليو يعد منعطفا جديدا داخل الكنيسة الكاتوليكية"٬ مشيرة إلى أن البابا الجديد اختار لنفسه إسم فرانسوا الأول٬ وهو اسم جديد ضمن البابوية في تاريخ الفاتيكان. وأضافت اليومية أن البابا الجديد٬ الشخصية المتواضعة٬ سيعطي نفسا جديدا للكنيسة الكاثوليكية٬ على المستوى الاجتماعي٬ مما سيسمح بتجديدها والارتقاء بها٬ خاصة في ظل الصعوبات التي تعيشها. ومن جهتها ذكرت يومية (أ بي سي) أن البابا الجديد يجسد عالمية الكاثوليكية٬ التي نجحت في تجاوز المسيحية الأوروبية وإعطاء دفعة جديدة للمسيحية عموما٬ مشيرة إلى أن فرانسوا الأول سبق له أن اتخذ قرارات هامة داخل الفاتكان. أما صحيفة (إلموندو) فأكدت على أن البابا الجديد يتوفر على القوة والعزيمة الضروريتين لمواجهة الكثير من المشاكل٬ وكذا لرفع التحديات التي تواجه الكنيسة الكاثوليكية. وأشارت إلى أن من بين التحديات التي تنتظر ماريو برغوليو إعادة الحيوية إلى الكنيسة٬ وإعادة تنظيم الفاتيكان من الداخل٬ وترسيخ الشفافية داخل هذه المؤسسة التي هزتها مؤخرا فضائح فساد عدة. وفي روسيا تناولت صحيفة "كوميرسانت" موضوع خلاف موسكو ولندن حول تسليح المعارضة السورية ٬حيث أشارت الى أن اللقاء الرباعي ٬الذي ضم وزراء خارجية ودفاع روسيا وبريطانيا في لندن٬ ركز على الشأن السوري٬ موضحة أن مصدرا إعلاميا بريطانيا حدد مهمة الوزيرين البريطانيين في استدراج روسيا لتقف مع بريطانيا في التعاطي مع الأزمة السورية . في الشأن الروسي قالت صحيفة "روسيسكايا غازيتا"ان المهام التي ستواجه المحافظ الجديد للبنك المركزي الروسي٬ الذي سيستلم المنصب في يونيو المقبل٬ هي المحافظة على قيمة العملة الوطنية ونسبة التضخم وخلق ظروف لرسملة البنوك والتخلص من الموازنات "القذرة"٬أي المحافظة على استمرار السياسة المالية الاقتراضية. من جانبها٬ اشارت صحيفة لوسوار البلجيكية الى ان انتخاب فرانسوا الاول٬ بابا جديدا شكل "مفاجأة"٬ فيما رأت (لالبير بلجيك) أن "البساطة الكبيرة في كلمته العلنية الأولى ستظل راسخة في الاذهان" . وفي ألمانيا٬ اهتمت الصحف أيضا بانتخاب الباب الجديد٬ وبالقبض على أربعة إسلاميين متطرفين يشتبه في تخطيطهم اغتيال زعيم اليمين المتطرف٬ وب"أجندة 2010" التي كان قد وضعها المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر لإصلاح الاقتصاد. وقد شكل اختيار الأرجنتيني خورخي برغوليو على رأس الكنيسة الكاثوليكية خلفا للبابا بنديكت أبرز عناوين الصحافة الألمانية التي اعتبرت أن هذا الاسم لم يكن ضمن الأسماء الأكثر تداولا في وسائل الإعلام. وكتبت "برلينغ مورغنبوست" بعنوان "البابا فرانسوا الجديد المتواضع"٬ أن انتخابه من قبل الكرادلة 115 ٬ شكل مفاجأة لمتتبعي الشأن البابوي لكنه يتمتع بشعبية لدى باقي كرادلة الفاتيكان٬ مشيرة إلى أن رئيس الأساقفة في بوينوس أيريس يعتبر أول بابا يتم اختياره من الأمريكيتين. وأبرزت الصحف٬ برلينغ تسايتونغ" و"دي فيلت" و"فرانكفوتر أليغماينه" شخصية البابا اليسوعي الجديد على رأس الكنيسة ٬ والذي اعتبرته نقطة تحول في تاريخ الفاتيكان مبرزة مواقفه اتجاه عدد من القضايا كالإجهاض وزواج المثليين الذي دافع عنه بشدة ومن إضفاء الشرعية عليه في بلاده. ومن جهة أخرى تطرقت الصحف إلى قضية توقيف أربعة إسلاميين متطرفين مشتبه فيهم بالتخطيط لاغتيال ماركوس بايزيشت٬ زعيم حركة "برو إن ار دبليو"اليمينية المتطرفة المعروفة بعدائها الشديد للأجانب والإسلام. وكتبت"برلينغ تسايتونغ" في تعليقها بعنوان "إحباط عملية اغتيال زعيم اليمين إثر توقيف أربعة سفليين" أن شرطة مدينة إيسن داهمت الأشخاص الأربعة المنتمين للتيار السلفي في منازلهم بمدن ليفركوزن وإيسن وبون حيث ألقت القبض عيهم بعد أن توصلت بمعلومات مفادها أنهم يخططون لاغتيال بايزيشت. وأشارت إلى أن الشرطة كانت قد قامت بتفتيش نحو 21 بيتا لعناصر تنتمي للتيار السلفي في هيسن والراين - ويستفايا غرب ألمانيا ٬ وصادرت كل الوثائق الهواتف المحمولة ٬ وأجهزة الكمبيوتر المحمولة٬ وعددا من الأقراص الصلبة والوسائل الدعائية. كما تناولت الصحف الجدل الحالي بين الأحزاب السياسية الألمانية حول "أجندة 2010" الإصلاحية بين مؤيد وعارض بعد مرور عشر سنوات على وضعها من طرف المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر٬ عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي المعارض حاليا٬ والتي تضمنت إجراءات تروم تشجيع سوق العمل عبر تخفيض ضرائب الشركات والضرائب على الدخل فضلا عن تحسين ظروف الاستثمار. وفي تحليلها للموضوع٬ أشارت "فرنكفوتر أليغماينه" تحت عنوان "الاستمرار بروح أجندة 210 " إلى أن حكومة ميركل أعربت عن شكوكها حول نجاح الخطة حيث ذكرت وزير العمل أن العقد الأخير رغم أنه سجل إحداث العديد من مناصب شغل وأن ساعات العمل سجلت السنة الماضية 1ر58 مليون ساعة إلا أنها سجلت ارتفاعا نسبته 3ر0 في المائة مقارنة بسنة 2000 فيما دعا الحزب اليساري إلى وضع "أجندة اجتماعية". وفي تركيا٬ شكلت القضية الكردية وعملية السلام التي بدأت بين السلطات التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني لوضع حد للصراع الذي أودى بحياة أكثر من 45 الف شخص منذ عام 1984٬ أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحافة المحلية. من جانبها٬ توقفت صحيفة + تركيا+ عند الإفراج أمس الاربعاء عن ثمانية أتراك الذين كانوا في أيدي المتمردين الاكراد في شمال العراق٬ مشددة على أن حزب العمال الكردستاني أدرك أنه لن يجني نتائج جراء استخدامه السلاح .