انتخب الكاردينال الارجنتيني خورخي ماريا برغوليو مساء الاربعاء 13 مارس الجاري بابا جديدا واختار اسم البابا فرنسيس الاول، ودعا في اول كملة له الى "السير على طريق الاخوة والمحبة". وفي اول كلمة له بعد اطلالته من على شرفة الفاتيكان، قال البابا الجديد فرنسيس الاول "الكرادلة استدعوني من آخر اصقاع الدنيا". ويعتبر هذا البابا اول حبر اعظم ينتخب من اميركا اللاتينية واول بابا يسوعي يتولى السدة البابوية. ودعا في كلمته الاولى الى الصلاة من اجل سلفه بنديكتوس السادس عشر. ودعا المؤمنين الى "السير على طريق الاخوة والمحبة" و"التبشير بالانجيل" وطلب من الحشود الوقوف دقيقة صمت وقال "صلوا من اجلي وامنحوني بركتكم". وقال البابا فرنسيس الاول "فلنصل للرب لكي يبارك وللسيدة العذراء لكي تحفظ". واضاف البابا الذي كان حتى هذا التاريخ اسقف بوينس ايرس "لنصل جميعا الواحد منا للاخر وللعالم لكي تكون هناك اخوة شاملة". وجاء اعلان توصل الكرادلة ال115 المجتمعين في جلسة سرية في مجمع داخل كنيسة السيستين، الى انتخاب البابا، عبر تصاعد الدخان الابيض من المدخنة في الفاتيكان وقرع اجراس كاتدرائية القديس بطرس. وكان الدخان الابيض تصاعد في الساعة 19,05 (18,05ت غ) الاربعاء من مدخنة كنيسة السيستين في الفاتيكان ما اشار الى توصل الكرادلة ال115 الى انتخاب بابا جديد لخلافة البابا المستقيل بنديكتوس السادس عشر. وبعد لحظات من التردد لان لون الدخان الابيض لم يكن واضحا تماما، تصاعدت هتافات الفرح من قبل الحشد المتجمع في ساحة الفاتيكان وقرعت اجراس كنيسة القديس بطرس لتؤكد ان بابا جديدا قد انتخب. وانتظرت الحشود المتجمعة في ساحة القديس بطرس وهي ترفع الاعلام وتهتف "اصبح لنا بابا" و"يحيا البابا" على وقع قرع الاجراس، حوالى ساعة لمعرفة اسم البابا المنتخب. والتاخير يعود لموافقة راس الكنيسة الكاثوليكية الجديد على القبول بمهمته الجديدة، واختيار اسم له وارتداء ثوبه البابوي. وفور اطلالته من على شرفة الفاتيكان، ارتفعت الهتافات في ساحة القديس بطرس تصاحبها اصوات الفرح التي ترحب بانتخاب راس الكنيسة الكاثوليكية الجديد. وهذا الانتخاب يضع حدا لاربعة اسابيع غير مسبوقة منذ اعلان البابا بنديكتوس السادس عشر استقالته في 11 شباط/فبراير وهو في الخامسة والثمانين. وقال بنديكتوس السادس عشر بعد اعلان استقالته انه اتخذ هذا القرار "من اجل خير الكنيسة" التي انتقد الانقسامات فيها. وانتهت ولاية بنديكتوس السادس عشر كبابا الفاتيكان في 28 شباط/فبراير عندما اصبحت استقالته نافذة، وهي الاولى لرأس الكنيسة الكاثوليكية منذ 700 عام. وكان البابا بنديكتوس السادس عشر (85 عاما) وصل الى مقره الصيفي في كاستل غوندولفو على بعد ثلاثين كلم من روما بعد قليل من مغادرته الفاتيكان على متن مروحية وطلب من الكاثوليك في اخر تغريدة له على تويتر ان "يجعلوا المسيح محور حياتهم". وكان اعن استقالته في 11 شباط/فبراير مؤكدا انه لم يعد يتمتع بالقدرة على تحمل مسؤولياته الجسيمة. وتعود اخر استقالة طوعية لبابا الى القرون الوسطى وتحديدا الى العام 1294 عندما استقال البابا سيليستان الخامس الناسك المتواضع بعد اشهر قليلة على توليه السدة البابوية احتجاجا على الفساد المستشري حينها. وقبل خروجه، حيا البابا المستند الى عكازه، مساعديه الذين بدا عليهم التاثر الشديد. وقال بنديكتوس السادس عشر امام الكرادلة "يوجد بينكم البابا المقبل الذي اعده بالاجلال والطاعة غير المشروطين"، مضيفا انه سيكون قريبا منهم بالصلاة. وبعد تصاعد الدخان الاسود اثر اول اقتراع مساء الثلاثاء بعيد بدء المجمع، لم تؤد عمليتا الاقتراع صباح الاربعاء الى نتيجة ايضا. وتصاعد الدخان الاسود يعني حرق كل بطاقات الاقتراع لمحو اي اثر للتصويت السري الذي لا يمكن للكرادلة الحديث عنه حتى بعد فترة طويلة من انعقاد المجمع. ويختار الكرادلة من سيواجه الازمة العميقة التي تجتازها الكنيسة الكاثوليكية والتي شهدت في الاونة الاخيرة فضيحة فاتيليكس وفضائح التحرش الجنسي. وهناك تحديات ثقيلة تنتظر خليفة بنديكتوس السادس عشر من احتجاجات داخلية الى اضطهاد للمسيحيين حول العالم الى قضايا اخلاقية وتجاوزات اخرى تشهدها الكنيسة. وكان الكرادلة دخلوا الثلاثاء الى كنيسة سيسيتن وانحنوا امام المذبح قبل ان يجلسوا في اماكنهم المحددة لهم في ارجاء الكنيسة الشهيرة تحت جداريات مايكل انجلو الرائعة. وتلا كل من الكرادلة الذين ينتمون الى 64 جنسية قسما باللغة اللاتينية تعهدوا بموجبه "الحفاظ على السرية المطلقة حول كل ما يتعلق مباشرة او غير مباشرة بالاصوات وعمليات التصويت لانتخاب الحبر الاعظم".