انتهت ولاية بنديكتوس السادس عشر كبابا الفاتيكان في السابعة مساء بتوقيت غرينتش أول أمس الخميس، عندما أصبحت استقالته نافذة، وهي الأولى لرأس الكنيسة الكاثوليكية، منذ 700 عام. البابا بنديكتوس السادس عشر (خاص) وأعلن البابا في 11 فبراير عزمه على الاستقالة دون أجواء احتفالية خاصة في 28 فبراير. وكان البابا بنديكتوس السادس عشر وصل إلى مقره الصيفي في كاستل غوندولفو على بعد ثلاثين كلم من روما بعد ظهر الخميس، بعد قليل من مغادرته الفاتيكان على متن مروحية وطلب من الكاثوليك في آخر تغريدة له على تويتر أن "يجعلوا المسيح محور حياتهم". وأقلعت المروحية الإيطالية، التي تحمل علم الفاتيكان، من مهبط المروحيات في الفاتيكان. ودقت أجراس روما وأجراس كنيسة القديس بطرس أثناء مغادرة البابا. ووراء حشد من الكاميرات، تجمع العديد من الفضوليين والمؤمنين الذين كانوا يشهدون هذه اللحظة التاريخية، وصفقوا طويلا لقداسة الحبر الأعظم وهم يهتفون "ليحيا البابا". وعند السابعة مساء، لم يعد يوزف راتسينغر بابا. وتقرر أن يطلق عليه اسم "قداسة بنديكتوس السادس عشر، البابا الفخري"، أو "بابا روما الفخري". وسيبقى حوالي شهرين في الدير ويكرس وقته للصلاة. وأعلن البابا في رسالته على موقعه، قبل ثلاث ساعات من دخول استقالته التاريخية حيز التطبيق "أشكركم على محبتكم ودعمكم. ولتتمكنوا دائما من اختبار فرح جعل المسيح محور حياتكم". والبابا البالغ من العمر 85 عاما، فاجأ الجميع عندما أعلن استقالته من سدة البابوية في 11 فبراير، مؤكدا أنه لم يعد يتمتع بالقدرة على تحمل مسؤولياته الجسيمة. وعاش الفاتيكان الخميس حدثا تاريخيا لم يشهده منذ قرون طويلة وتمثل بتنحي البابا بنديكتوس السادس عشر عن الكرسي الرسولي تاركا لخلفه مهمة قيادة كنيسة تواجه تحديات غير مسبوقة. وتعود آخر استقالة طوعية لبابا إلى القرون الوسطى وتحديدا إلى العام 1294، عندما استقال البابا سيليستان الخامس الناسك المتواضع بعد أشهر قليلة على توليه السدة البابوية احتجاجا على الفساد المستشري حينها. وقبل خروجه، حيا البابا المستند إلى عكازه مساعديه الذين بدا عليهم التأثر الشديد. وقال بنديكتوس السادس عشر أمام الكرادلة الخميس "يوجد بينكم البابا المقبل الذي أعده بالإجلال والطاعة غير المشروطين"، مضيفا أنه سيكون قريبا منهم بالصلاة. وفي وقت لاحق، شدد الأب فيديريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان على أن هذا الوعد يمثل "خطوة أصيلة جدا" تثبت أن ليس لدى يوزف راتسينغر "أي نية في التدخل" في قرارات خلفه. إلا أن بنديكتوس السادس عشر تمنى أن يتصرف الكرادلة كفريق يكون فيه "التنوع مدخلا للانسجام". وأعرب عن شكره ل"الأوساط المقربة" منه، "للمستشارين" و"المساعدة الكبيرة" التي قدموها، داعيا إياهم أن يكونوا "مطيعين" للروح القدس. وأضاف "أعطينا الأمل النابع من المسيح" إلى العالم خلال هذه السنوات الثماني. ومن أصغر الكرادلة، مثل أسقف مانيلا لويس انطونيو تاغلي، إلى أكبرهم الذين يتجاوزون 90 عاما 144 كاردينالا مروا تباعا أمام بنديكتوس السادس عشر وقد بدا التأثر على كثير منهم وانهمرت دموعهم. وعملا بالبروتوكول في مثل هذه اللحظة التاريخية، بقي عميد القاعة الحبرية اوغوستو بيليغريني بثوبه الأسود مرافقا للكرادلة خلال اللقاءات العامة ليدعو من يطيل منهم الكلام إلى الاقتضاب وترك المكان لباقي الكرادلة.