فقدت الساحة الفنية الوطنية٬ في بداية الأسبوع الجاري٬ الفنان الأستاذ أحمد سليمان شوقي٬ الذي يعتبر أحد رواد التعليم الموسيقي بالمغرب٬ ومن أبرز الموسيقيين الذين أسسوا لبنات التعليم الموسيقي الآلي بالمملكة٬ خاصة تعليم آلة العود٬ وممن كرسوا حياتهم لخدمة الموسيقى المغربية بكل تفان ونكران ذات. ولد الفنان الراحل أحمد سليمان شوقي٬ الذي لبى داعي ربه الثلاثاء الماضي بمدينة بالدار البيضاء بعد مرض طويل٬ عام 1929 بمدينة فاس التي درس بها لينتقل بعد ذلك إلى فرنسا حيث مكث ثلاث سنوات يدرس أصول الموسيقى في " معهد مارتونو " فحصل على دبلوم سنة 1956٬ ليعود إلى بلده ويؤسس معهدا موسيقيا سنة 1957 بمدينة مراكش٬ ويلتحق بعد عامين سنة 1959 بالمعهد الوطني للموسيقى التابع لوزارة الثقافة ثم بالمعهد البلدي للموسيقى والرقص والفن المسرحي بالدار البيضاء كأستاذ لآلة العود٬ ثم مديرا لنفس المعهد. وأبدع الراحل شوقي٬ الذي مثل المغرب في العديد من التظاهرات والملتقيات الدولية٬ والذي يعتبر من أكبر أساتذة تعليم آلة العود٬ وتتلمذ على يده عدد من الفنانين المغاربة٬ عدة أعمال موسيقية وغنائية من ضمنها أول أوبريت مغربية سنة 1961 بعنوان " سراب " من تأليف الزجال الراحل أحمد الطيب لعلج٬ والتي شارك فيها حوالي 75 عازفا٬ وأغنية " فراق غزالي " التي أداها الفنان المصري محرم فؤاد٬ كما سجل بصوته للإذاعة الوطنية العديد من القصائد الغنائية منها " سحر الحديث " و" لا تنسى مغناك يا قلبي " و" عدت يا رب "٬ بالإضافة إلى فيض من المقطوعات الغنائية الدينية " ولد الحبيب وخده متوردا " و" أعطاك ربك كوثرا ". وكثيرة هي المقطوعات الغنائية التي لحنها الراحل نذكر منها "حبيتها وبغاتني" و"والله لقلبي معاك" و"الورد والزهر" و"فاتني وقطع اخبارو" وفي سنة 1976٬ فاز الراحل أحمد سليمان شوقي بالجائزة الأولى في العود مع دبلوم وزارة الثقافة٬ وجوائز مهمة داخل الوطن وخارجه. وشكل الراحل سليمان شوقي رفقة زوجته الفنانة القديرة سعاد شوقي٬ عازفة آلة القانون٬ ثنائيا موسيقيا حمل على عاتقه مسؤولية إحياء التراث الموسيقي العربي بتقديمهما لأنماط موسيقية من سماعيات ولونغات وبشارف وارتجالات على شكل تقاسيم على آلتي العود والقانون ومعزوفات من التخت العربي القديم. وفي مجال التأليف الموسيقي التربوي٬ يرجع الفضل للراحل أحمد سليمان شوقي في وضع أول كتاب لتعليم العود بالمغرب "الطريقة الحديثة في تعليم آلة العود" الصادر عن دار العلم بالدار البيضاء سنة 1983. وفي بادرة تنم عن الوفاء والعرفان٬ افردت إذاعة طنجة ٬ ضمن بثها الليلي ليلة الخميس – الجمعة الماضيين حلقة خاصة عن هذا الفنان الرائد عرفت بدوره كأول أستاذ لآلة العود٬ ومكانته كمبدع وملحن متميز٬ والوقوف على تجربته وعطاءاته وإبداعاته٬ والتأكيد على الدور الذي اضطلع به في قيام نهضة موسيقية وطنية أهله ليخط اسمه في رقيم وسجل الخالدين من فناني هذا البلد. ❊ و م ع