ترأس وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش الوفد المغربي المّشارك في أشغال مؤتمر المحفل الأكبر للماسونية في العاصمة اليونانية أثينا . "" وشارك في المؤتمر الذي انطلقت أعماله يوم الجمعة الماضي تحت شعار " "عبر بناء أوروبا نبني العالم" ،ممثلون عن محافل ماسونية قدموا من فرنسا وإيطاليا وتركيا ودول أمريكا اللاتينية وإفريقيا علاوة على مشاركة الوفد المغربي والوفد اللبناني . وبعد أكثر من ثلاثة قرون على إنشاء أول محفل ماسوني علني في بريطانيا، توصل الماسونيون في السنوات الأخيرة إلى اقتناع مفاده أن "المبالغة" في السرية تضرهم أكثر مما تنفعهم ، لكن أعمال المؤتمر انقسمت إلى جلسات علنية حضرها الصحافيون أخرى "مغلقة" اقتصرت على من يتمتعون "بدرجات ورتب ماسونية" محددة.
وناقش المؤتمرون مشاكل المناخ والهجرة ومكافحة الفقر، كما أعلنوا عن بعض الآراء المثيرة للجدل عن علاقة الدين بالدولة وأهمية العلمانية في المناهج التعليمية، وكيف أنها "السبيل الوحيد" للقضاء على العنصرية والتمييز الديني. فيما ألقى وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي عزيز أخنوش عرضا حول مخطط المغرب الأخضر والذي سترصد له أكثر من 150 مليار درهم لتطوير وتنويع الفلاحة المغربية والتي تعاني من تكرار الجفاف وضعف المحاصيل . وقال عزيز أخنوش أن مخطط المغرب الأخضر يرمي لجعل الفلاحة محركا لزيادة النمو الاقتصادي للمغرب ولتعزيز الصادرات ومحاربة الفقر. وذكر شادي الأيوبي مراسل الجزيرة نت في العاصمة اليونانية أثينا أن وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش رفض الإدلاء بأي تصريحات حول السبب الحقيقي لوجوده رفقة وفد مغربي في المحفل الأكبر للماسونية. وفي المؤتمر الذي اختتمت أعماله أمس الاثنين لم يخف "البناؤون الأحرار" بعض مراميهم ولم يوغلوا في التعمية على بعض أفكارهم، من هؤلاء الأكاديمي بجامعة أوكسفورد بروكس البريطانية إيدي كاوكيلبيرغس الذي دافع عما سماه "القيم العالمية المشتركة" وضرورة تعليمها للشعوب وصولا إلى "العيش المشترك".
أما الأكاديمية الفرنسية مارلين ميمون صفار فقد تحدثت عن تعليم القيم الديمقراطية لتكوين مجتمع مدني "بغير حدود". وعلى الدرب نفسه سار الدبلوماسي الفرنسي باتريك دوستيه فأثنى على "العلمنة في المجتمع" خاصة "مناهج التعليم"، معتبرا أن مستقبل العلمنة يتمثل في القدرة على محاربة التفرقة بين عناصر المجتمع.
أخيرا وفي نهاية المؤتمر حيا رئيس الاتحاد الأوروبي جوزيه مانويل باروسو المؤتمرين باسم الاتحاد، شاكرا لهم حضورهم واصفا إياهم ب "العاملين لخدمة القيم الأوروبية". ويبدو أن باروسو نسي أن الماسونية كما يقول دعاتها دعوة "عالمية" وليست أوروبية، لكن عبارة المسؤول الأوروبي مرت دون أن يلتفت إليها أحد أو يعلق عليها.