شارك وفد يمثل الماسونيين المغاربة في مؤتمر أورو متوسطي عقد بفرنسا يومي 17 و18 أبريل الحالي. وقالت المصادر إن الوفد، الذي شاركت فيه أسماء مغربية معروفة في عالم المال والسياسة، ضم خمس شخصيات إحداها تشتغل بمدينة فاس. وذكرت المصادر أن «ممثل» فاس يشغل منصب نائب المعلم الأكبر للمحفل الأكبر الماسوني بالمغرب، وهو أعلى مسؤولية في التراتبية الداخلية لفرع «حركة البنائين الأحرار بالمغرب». وأشارت المصادر إلى أن اللقاء احتضنته مدينة مارسيليا، وكان بدعوة من المشرفية الكبرى لفرنسا. وزادت المصادر في القول بأن المؤتمر خصص لتدارس مجموعة من قضايا الساعة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، بما فيها «ارتفاع وتيرة التهديدات الإرهابية» و«نزاع الصحراء» و«الاحتجاجات في مصر» و«قضايا الهجرة ومشاكل الجنوب». ورفضت المصادر الحديث عن أي توصيات يمكن أن يكون قد خرج بها اللقاء، قائلة إن ذلك يدخل في إطار ما يعرف ب«أسرار» هذه الحركة. ول«حركة البنائين الأحرار المغاربة» موقع على الأنترنيت. ودشن الموقع بشعار يقول: «إن حريتنا هي التي تقودنا». ويتفادى هذا الموقع تقديم أي معطيات مفصلة حول الحركة وأطرها وهياكلها وطرق اشتغالها وأهدافها، ويكتفي بجرد بعض المعلومات العامة حول المحفل الأكبر بالمغرب، مشيرا إلى أنه مؤسسة مستقلة، لكن له علاقات بالحركة الماسونية عبر العالم. ويضيف أن تأسيس هذه الحركة في المغرب يعود إلى سنة 1964، فيما يرى البعض أن تواجد الحركة في المغرب قديم. ويؤكد الموقع الإلكتروني للبنائين المغاربة الأحرار أن حركتهم متعلقة بكل إخلاص بالوطن والملك. وتعتبر هذه الحركة أن من واجبها المقدس الدفاع عن الحريات وعن استقلال المغرب والمساهمة في حماية أمنه الداخلي. وتقول إنها تبقى مفتوحة أمام كل الذكور بغض النظر عن جنسياتهم أو إثنياتهم. وعلاوة على ذلك فإن هذه الحركة في المغرب تعتبر نفسها حركة ذكورية، لكنها تدعم أي مبادرة لإحداث محفل نسائي في المغرب. ويتضمن الموقع إحالات على بعض المنابر الإعلامية التي تناولت الموضوع في المغرب. ويعتبر بعض المتتبعين أن هذه الحركة لها ارتباط بالحركة الصهيونية وترمي إلى نصرة إسرائيل. ويذهب البعض الآخر إلى أنها حركة مختلقة من قبل الأجهزة الاستخباراتية بغرض جس نبض اختيارات وتوجهات النخبة المغربية. وتشير بعض الوثائق إلى أن الحركة الماسونية تراجعت بالمغرب منذ سنة 1985 بسبب تنامي الحركة الإسلامية والتخوف من تهمة التعامل مع الأجنبي. فيما يرجع البعض الآخر أسباب هذا التراجع إلى خلافات داخلية بين رموز الحركة حول القيادة. وفي سنة 2000، تم إحياء الحركة من جديد. وعقد لقاء لها في مراكش أشرف عليه المحفل الأكبر بفرنسا. ودأبت هذه الحركة على عقد لقاءاتها في المغرب وبشكل منتظم، ودائما تحت أعين السلطات.