حنان الإبراهيمي وزهور زرييق تتألقان بمهرجان المسرح الاحترافي بالجزائر عادت الفنانة المغربية حنان الإبراهيمي(الصورة)، أخيرا، من الجزائر، بعد مشاركتها في مهرجان المسرح المحترف بالعاصمة الجزائرية، بمسرحية "هشومة"، ضمن عرضين متتاليين لفرقة "محمد الخامس للمسرح". "" وقالت حنان في تصريح ل" المغربية"، أن المسرحية لاقت نجاحا كبيرا، وحضورا مميزا للجمهور الجزائري، الذي حضر بكثافة لمشاهدة العرض. ومسرحية "هشومة" التي شخصتها حنان الإبراهيمي، رفقة زهور زرييق،سميرة صاقل، محسن مهتدي،كتبتها للمسرح زهور زرييق، وأخرجها الحسين الدجيتي، فيما صمم السينوغرافيا بدر السعود الحساني، ووضع الموسيقى رشيد البرومي. وتجسدت المسرحية في شكل حوار اتخذ طابعا شعريا جعل أداء الممثلين متميزا إلى أبعد الحدود. "هشومة " رحلة وعودة مرهفة للتراث الشعبي وحكايات الزمن الجميل واستحضار الماضي الذي يفوح بالأصالة والموروث، وتذكير بقيم سامية تناساها الزمن، في قالب حرص المخرج الحسين الدجيتي، أن يكون صورة مهربة للتراث المغربي من خلال اللباس التقليدي " القفطان "،وأيضا الديكور الذي عكس العمارة المغربية بروحها الأندلسية، وذلك كان كافيا لوضع المتفرج في الإطار "الزمكاني". فضلا عن مقاطع الأشعار الزجلية التي تحيل إلى التراث الشفوي المغربي الساحر الشيق،والتي أضفت بناء جماليا لشخوص العمل . قصة المسرحية مقتبسة عن ديوان "مجنون هشومة" للزجالة المغربية زهور زريبق، التي تروي حكاية "سيدي الغالي"، رجل غني وحيد أمه، تميز بالحكمة والقول السديد والشهامة، إذ تبدأ الحكاية بدخول الخادمة "فريحة" بيت "سيدي الغالي فيعجب بحديثها ويأنس إلى صحبتها، فيكشف أمامها مكنونات نفسه ويعري سره الدفين، الذي حرص على إخفائه سنين طويلة، هذا السر الذي حرمه وهو طفل من اللعب مع أترابه، ليكبر سجينا بين جدران بيته، ويحيا وحيدا بعد وفاة أمه، منعزلا عن العالم وما فيه."سيدي الغالي" يرفع القناع أمام "فريحة" ليكشف عن وجهه المشوه، "فريحة" لا تعبأ بهذا السر الذي تراه هينا لأن الجمال بالنسبة لها هو جمال الروح والحكمة، وكل الأخلاق السامية والجميلة التي لا تنقص سيدها ، ولإخراجه من حالة الانكماش وعدم الثقة، تصور "فريحة " خصال سيدها ل "هشومة" صديقتها التي جمعت بين الرفعة والجمال. لقاء "هشومة" بعث نيران الحب والهوى في قلب "سيدي الغالي" وجعله لا يرى أمامه سواها، حتى محاولات "فريحة" التي اشتعلت في قلبها نار الغيرة، لم تستطع أن تطفئ الوهج الذي التهب في قلب سيدها تجاه "هشومة "،لكن فرحة "سيدي الغالي" لن تكتمل بعد أن تنفر "هشومة" من وجهه المشوه، لترحل مع صاحب الوجه الجميل.هذا الرفض، يعيد "سيدي الغالي" إلى نقطة البداية ويفقده الثقة، ورغم ذلك يقبل ب"هشومة" العائدة بحمل غير شرعي، نادمة على اختيارها السيئ وعلى ما فرطت فيه من حب،لتجد القلب الكبير ل "سيدي الغالي" يحتضنها بحملها في قصره ، لتكون النهاية مأساوية بعد موت "سيدي الغالي " أمام مرآته، وتتيه "هشومة" في الشوارع بعد أن فقدت كل شيء. عن الصحراء المغربية