شكلت تطورات الأوضاع السياسية في تونس ومصر وسورية وموضوع القمة العربية المرتقب عقدها بالدوحة في مارس المقبل وقضية الأسرى الفلسطينيين ومسار عملية السلام في الشرق الاوسط وقضية استشراء الفساد في الجزائر وأصداء احتفلات ليبيا بالذكرى الثانية لثورتها ٬أبرز اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء. وسلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء على عدد من القضايا العربية الراهنة وفي مقدمتها الأوضاع في تونس ومصر وسورية. ففي الشأن التونسي٬ كتبت صحيفة "الشرق الأوسط٬" عن إعلان رئيس الوزراء التونسي٬ حمادي الجبالي عن فشل المبادرة التي أطلقها يوم اغتيال المنسق العام للجبهة الشعبية المعارضة٬ شكري بلعيد. وأضافت أن الجبالي قال في أعقاب استكمال مشاوراته مع الأحزاب السياسية٬ أنه اقترح تشكيل حكومة "كفاءات غير متحزبة لا تكون موضوع تجاذبات٬ وتكون لكل التونسيين٬ وتعمل ببرنامج واضح٬ وتوصلنا للانتخابات القادمة٬ وتلبي ما يمكن من متطلبات شعبنا.. ولم تحظ المبادرة بالقبول". وأشارت صحيفة "القدس العربي"٬ إلى أن الجبالي سيلتقي الرئيس المرزوقي بعد فشل مبادرته٬ لإخراج بلاده من الازمة السياسية التي اججها اغتيال المعارض شكري بلعيد في السادس من فبراير الجاري٬ لبحث الخطوات القادمة٬ معتبرة أن الباب يبقى مفتوحا على جميع الاحتمالات ولاسيما تقديم استقالته خاصة في ظل تهديداته السابقة بذلك في حال فشلت مبادرته. وأشارت صحيفة "الحياة "من جانبها٬ إلى أن اقتراح الجبالي٬ الأمين العام لحركة النهضة٬ لقي معارضة شديدة من طرف حزبه٬ حيث قرر مجلس شورى النهضة رفض المبادرة في ختام اجتماعاته التي غاب عنها الجبالي. ونقلت الصحيفة عن عضو قيادي في الحركة قوله أن النهضة متمسكة بتشكيل حكومة ائتلافية بين مختلف الأحزاب السياسية٬ معتبرا أن الفترة التي تعيشها تونس تقتضي حكومة توافق وطني لاتخاذ الإجراءات الضرورية للخروج بالبلاد من الأزمة٬ وأن الوزراء التكنوقراط ليس بوسعهم اتخاذ الإجراءات التي تقتضيها المرحلة. وبخصوص التجاذبات السياسية في مصر٬ كتبت صحيفة "القدس العربي" عن تأجج الخلاف بين الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي وتبادلهما الاتهامات٬ وذلك على خلفية إقالة الرئيس المصري محمد مرسي لمستشاره لشؤون البيئة٬ خالد علم الدين القيادي البارز في حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية٬ للاشتباه في تورطه في قضية استغلال نفوذ٬ وهو ما رد عليه السلفيون بإتهام مرسي بتورط مرؤوسيه بقتل المتظاهرين. كما أشارت الصحيفة إلى استياء ضباط وكبار قادة الجيش المصري بسبب تردد شائعات حول إقالة الرئيس محمد مرسي الفريق أول عبد الفتاح السيسي٬ وزير الدفاع. وكتبت صحيفة "الحياة" من جانبها٬ أن الانتخابات البرلمانية في مصر أضحت في مهب الريح بعدما قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية بعض نصوص قانون تنظيم الانتخابات التي كانت مقررة في أبريل المقبل٬مشيرة إلى أن رفض القانون الانتخابي يدخل العملية السياسية في نفق الجدل القانوني والدستوري٬ إذ أن الدستور الجديد يلزم الرئيس بالبدء في إجراءات الانتخابات قبل نهاية الأسبوع الجاري. وأبرزت الحياة من جهة أخرى٬ أن قرار المحكمة يلبي مطالب المعارضة بإرجاء الانتخابات وكذلك تعديل تقسيم الدوائر الانتخابية ليتناسب توزيع المقاعد مع أعداد الناخبين٬ والنص على إسقاط عضوية المرشح الفائز في حال تغيير صفته أو انتمائه. وفي التطورات السياسية والميدانية للأزمة السورية٬ كتبت صحيفة "الحياة" عن اتهام لجنة تحقيق دولية تابعة لمجلس حقوق الإنسان٬ قادة عسكريين في الجيش السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والمسئولية عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وكتبت صحيفة "القدس العربي" إلى تقارب سوري أردني٬ مشيرة إلى أن احتفاء دمشق بزيارة وفد أردني٬غير رسمي٬ يعكس انطلاق "مسارات تصالحية" مضيفة أن الرئيس السوري بشار الأسد أشاد بالموقف الأردني"المتوازن والإيجابي". وأبرزت الصحيفة أن مسارات الغزل الناعم بين عمان ودمشق وضعت الاردن على طاولة الحوار حول مستقبل التسوية السياسية المطروحة على مقاس السيناريو الروسي٬ حيث يزور العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني موسكو خلال يومين في اطار مناقشة مفصلة خاصة بالملف السوري. وسلطت الصحف المصرية الضوء على بوادر الازمة بين السلفيين والإخوان المسلمين على خلفية إقالة أحد مستشاري رئيس الجمهورية المنتمين للتيار السلفي. واعتبرت صحيفة "الأهرام"هذه الإقالة بداية لشق صف التيارات الإسلامية ٬وسجلت رد فعل حزب النور عقب هذه الأزمة حيث بادر أحد أعضاء الفريق الاستشاري للرئيس من نفس الحزب بالاستقالة تضامنا مع زميله ٬ مبرزة أن المستشار المقال طالب باعتذار رسمي من رئاسة الجمهورية لما لحقه من ضرر معنوي بعد اتهامه باستغلال منصبه ٬ بيينما كتيت صحيفة "الاخبار" أن حزب النور بدأ في فتح النيران على مؤسسة الرئاسة بوصفه هذه الاقالة بأنها سياسية بالدرجة الأولى. وفي السياق نفسه ذكرت صحيفة "الحرية والعدالة " أن إقالة مستشار الرئيس جاءت بعد التأكد من ارتكابه تجاوزات وردا على كل من يريد استغلال منصبه ونفوذه لتشويه صورة الرئاسة ٬فيما وكشفت "اليوم السابع" أن اقالة مستشار الرئيس المصري كانت نتيجة استحواذ أحد اقاربه على قطعة أرض وهو الحادث الذي نقلته جهات سيادية لمؤسسة الرئاسة. وتطرقت صحف "الدستور" و"الصباح" و"الوفد" من جهتها لحالة العصيان المدني التي تعرفها محاظة بور سعيد منذ ثلاثة ايام ٬محذرة من ان الوضع بهذه المحافظة دخل مرحلة الخطر وبات يهدد مصر أمنيا واقتصاديا وابرزت ان محافظات اخرى مثل الاسكندرية والسويس ومدينة المحلة تسير في نفس الاتجاه بعد تعطل حركة القطارات بها وتعطيل المصالح الحكومية وتكرار حالات قطع الطرق بسبب الاحتجاجات والمظاهرات. وانصب اهتمام الصحف القطرية على القمة العربية٬ المرتقب أن تي تحتضنها الدوحة في مارس القادم حيث أكدت صحيفة (الشرق) ان تطوير جامعة الدول العربية وتقديم الدعم للقضية الفلسطينية وتسوية الازمة السورية٬ من خلال ممارسة الضغط من اجل انتقال السلطة ٬تعد من أبرز الملفات التي ستبحثها هذه القمة. و كتبت الصحيفة ان"الجميع يتطلع الى قمة الدوحة٬ في اتخاذ القرارات المناسبة تجاه القضايا الثلاثة "٬مبرزة أن"الاجتماعات التحضيرية لهذه القمة تؤشر الى انها ستكون في مستوى القضايا المهمة٬ والنجاح سيكون عنوانا لها والدوحة مؤهلة لذلك". وتركز اهتمام الصحف الإماراتية حول قضية الأسرى الفلسطينيين القابعين في معتقلات الإحتلال الإسرائيلي وعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط والزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة في 20 مارس المقبل. وكتبت صحيفة "الخليج" أن "الاحتلال الاسرائيلي ينفذ اعتقالات شبه يومية ضد الفلسطينيين ويضيفهم إلى آلاف الأسرى في معتقلاته ٬فيما أهل السلطة ومن يتذكر الموضوع موسميا من العرب يراكمون أكواما من الكلام تذرها الريح فورا لأن إسرائيل صارت معتادة عليها وتتصرف على الدوام باعتبارها بلا مفعول". وتساءلت صحيفة (الخليج) عما إذا كانت قضية الأسرى تستحق الذهاب إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية مشيرة إلى أن هذه الممارسات تعتبر جريمة حرب موصوفة مرتكبوها معروفون. من جهتها كتبت صحيفة (البيان) في تعليق لها على الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة في العشرين من مارس المقبل أن " وفدا فلسطينيا توجه إلى واشنطن لشرح الموقف الفلسطيني في مختلف القضايا المتعلقة بالمفاوضات والاستيطان والأسرى استعدادا لزيارة أوباما. وأشارت٬ في افتتاحية بعنوان "الفلسطينيون وصراحة أوباما" إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة بعد فوزه الانتخابي الثاني "يفترض أن لا تكون لمجرد السياحة"٬ لكن المتابع لطبيعة الأحداث ومجرياتها يمكن أن يستشف أن أوباما "لا يرى في المنطقة من يستحق الأمن والسلام سوى دولة الاحتلال وما يؤكد ذلك أنه لم يأت على ذكر الشعب الفلسطيني وأمنه المفقود أو أرضه المحتلة في خطابه للأمة.. كما أنه لم يكلف نفسه عناء تطمين الفلسطينيين الذين يأملون في تحريك عملية السلام واستعادة حقوقهم وأرضهم المغتصبة". وانصب اهتمام الصحف التونسية حول فشل مبادرة رئيس الحكومة ٬ حمادي الجبالي لتشكيل حكومة تكنوقراط من أجل إخراج البلاد من الأزمة السياسية التي تعيشها منذ أشهر. وأبرزت صحيفة "الشروق" أن مبادرة الجبالي "طويت صفحتها نهائيا دون أن تشفع له المفاوضات الماراطونية" مع الأحزاب السياسية٬ وقالت أنه مع ذلك فهناك "شبه إجماع ٬من قبل هذه الأحزاب٬ على أن يواصل الجبالي دوره من أجل البحث عن وفاق جديد في الفترة القادمة". واعتبرت أن التوافقات التي حصلت خلال المشاورات السياسية الأخيرة أحدثت "اختراقات من شأنها أن تساعد على إنجاز وفاق بين فكرة حكومة التكنوقراط التي طرحها الجبالي وبين فكرة المزج بين التكنوقراط والكفاءات الحزبية ٬ مع النظر في تحييد وزارات السياسية ٬التي تطرحها حركة النهضة وتباركها أحزاب عديدة"٬ معتبرة أن ذلك ما يكون "قد شجع الجبالي على التراجع عن الاستقالة والذهاب اليوم إلى لقاء الرئيس المرزوقي للبحث في طبيعة هذه التوافقات ورسم ملامح المخرج من الأزمة الخانقة التي دخلتها البلاد نتيجة الاحتقان الكبير الناجم عن انسداد الأفق السياسي بالنسبة للتعديل الوزاري...". وفي تعليقها على الانقسامات التي تعيشها أحزاب الأغلبية بسبب الاختلاف حول التعاطي مع مبادرة الجبالي ٬ كتبت يومية"الصريح"٬ أن فكرة تشكيل حكومة تكنوقراط أججت " الاختلافات وسط أحزاب الأغلبية وأحيت الأزمات النائمة فيها "٬ مشيرة في هذا السياق إلى الانقسامات التي تشهدها كل من "حركة النهضة" وحزب الرئيس المرزوقي "المؤتمر من أجل الجمهورية" ٬ وكذا ما يعرفه حزب "التكتل" من خلافات داخلية. وخلصت إلى أن الخطر الذي يهدد البلاد في هذه المرحلة إذا ما سقطت "التريوكا" الحاكمة (الائتلاف الثلاثي) وعجزت المعارضة عن لم شملها هو "الفراغ السياسي المحمل لجميع المخاطر والسيناريوهات الكارثية(..) لعل من بينها انهيار الدولة وتوقف المسار الديمقراطي وتفشي آفات الفوضى والانفلات والعنف". أما الصحف الجزائرية فقد انصب اهتمامها حول قضايا الفساد المستشري في الجزائر٬حيث لاحظت صحيفة "الشروق" أن "المفسدين الكبار في الجزائر شجعوا على ظهور مفسدين صغار في الشركات والمقاولات والإدارات والنقابات والأسواق٬ وأضحى الحديث عن عمليات الإفساد كمن يكسر'الكاوكاو' في المقاهي"٬ مضيفة أن"الفساد نعم ظاهرة مشينة ومرضية تعاني منها كل البلدان والمجتمعات الحديثة والقديمة٬ لكن التطورالرهيب والعجيب للفساد في بلادنا يتطلب استفاقة ضمير من القمة إلى القاعدة حتى تتوقف الفضائح والجرائم". وتعليقا على مصير تحقيقات سابقة في قضايا فساد وعلى التحقيق الجاري حاليا بشأن الرشوة التي هزت شركة "سوناطراك" والتي يعد وزير جزائري سابق للطاقة أحد المتورطين فيها٬ كتبت صحيفة "الخبر" أنه "إذا كان ليس من حقنا أن نشكك في نزاهة المحققين في قضايا الفساد٬ فإنه في المقابل ليس من حقنا أن نسكت عن هذا التقصير في التحقيقات إذا كان الأمر يتعلق بقلة الكفاءة٬لاشك في أن سبب إغراق البلاد في مثل هذه المشاكل يعود أساسا إلى ظاهرة التسيير الأمني المفرط للاقتصاد والعدالة والإعلام.. وهذا هو الجو الذي يوفر البيئة المناسبة للفساد وسيادة الرداءة". وواصلت الصحف الليبية نشر أصداء الاحتفالات الشعبية المخلدة للذكرى الثانية لثورة 17 فبراير مبرزة اهتمامات وسائل الاعلام الدولية بهذا الحدث والمواقف الداعمة التي عبرت عنها بعض البلدان والهيئات الدولية في هذا السياق. وسلطت الصحف الضوء على جوانب من التغطية الاعلامية التي قامت بها العديد من الصحف العربية والدولية ووكالات الانباء لهذا الحدث والتي أكدت في مجملها ٬أن احتفالات الليبيين شكلت " تعبيرا عن دعمهم للحكومة المؤقتة والمؤتمر الانتقالي وتفهمهم لتأخرها في تحقيق اهداف الثورة" مشيرة الى أن الليبيين دعوا ايضا "الى مزيد من العمل من اجل القضاء على المركزية والرقي بمختلف مناطق ليبيا ". كما أوردت الصحف المواقف المعبر عنها بهذه المناسبة من قبل بعض الدول الغربية والعربية وكذا ممثلي المنظمات الدولية وفي مقدمتها هيئة الأممالمتحدة مشيرة بالخصوص٬ الى البيان الذي اصدرته الخارجية البريطانية والذي عبرت فيه عن "دعم بريطانيا للشعب الليبي من اجل بناء دولته الجديدة".