ما يزال متطوعون مغاربة يواصلون حملتهم الإغاثية للسوريين النازحين إلى مخيم الزعتري بالأردن، وذلك ضمن حملة "أنتم منا" التي دشنتها أخيرا مؤسسة "السُّنة" بالتنسيق مع مؤسسة "اليقين العلمية" ومؤسسة "اليتيم" التي تكفل مجموعة كبيرة من الأيتام في ربوع المغرب، وهي المؤسسات الثلاث التي يوجد مقرها في مدينة لاهاي بهولندا. ووصل متطوعو مؤسسة السُّنة بهولندا، أمس الخميس، إلى مدينة إربد الأردنية حيث يتواجد فيها عدد كبير من المُهجَّرين السوريين جراء الآلة الجهنمية التي يقودها نظام بشار الأسد في حق الشعب السوري المسالم، وذلك بهدف توزيع مساعدات إغاثية وسلات غذائية لأزيد من ألف أسرة سورية مشردة. وقال الداعية المغربي الدكتور رشيد نافع الذي يتواجد منذ مدة في مخيم الزعتري وباقي المدن الأردنية المجاورة، في اتصال هاتفي مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إن حملة "أنتم منا" الموجهة خصيصا إلى اللاجئين السوريين ساهم فيها العديد من المسلمين من أصول هولندية، بل حتى من غير المسلمين الذين شاركوا من منطلقات إنسانية صرفة. وأثنى الشيخ رشيد نافع، وهو المُشرف التربوي في مؤسسة السنة الهولندية، على جهود مغاربة هولندا الذين لم يذخروا جهدا في تنشيط الحملة والتعريف بها، وبغاياتها النبيلة عبر مختلف وسائل الاتصال الحديثة، مضيفا بأن المساهمة كلها كانت من لدن الجالية في هولندا"، مشيرا إلى أنه "تم تنفيذ المشروع الإنساني بتنسيق مع هيئات أردنية رسمية، وعلى رأسها الهيئة الهاشمية الخيرية في المملكة الأردنية". واستطرد نافع بأنه يتم يوميا في مخيم الزعتري توزيع عشرات "الكرفانات"، وهي المنازل الخشبية المتحركة، مُجهزة بوسائل التدفئة في طقس بارد جدا يهيمن على أجواء المنطقة في الفترة الراهنة، على الأسر السورية النازحة فرارا من آلة التقتيل في سوريا، علاوة على توزيع بعض مستلزمات الأثاث المنزلي والأفرشة والأغطية والمواد الغذائية. ولم يفت نافع التأكيد على أهمية هذا العمل الإنساني والخيري لفائدة مئات الأرامل السوريات والأطفال اليتامى الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها بدون مأوى، فالأرض وِسادتهم والسماء سقفهم، حيث تم التكفل بالعديد من الحالات بغرض مساعدتهم على تجاوز محنتهم الشديدة التي يعيشونها حاليا. وكتب الخطيب السابق في مساجد الرباط على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، التي يورد فيها بعض أخبار وصور حملة مؤسسة السنة في مخيم الزعتري، إنه من كثرة المحن والمصائب التي نزلت بالمسلمين صارت الصور والمشاهد التي تعكس مآسي السوريين اللاجئين في مخيم الزعتري ومعاناتهم لا تحرك مشاعرهم، بل مألوفة.. هذا إن سكتوا". وزاد الداعية "أما إذا تكلموا صاروا أئمة في التحليل والتوصيف والنقد دونما استحضار لأبسط معاني الرحمة والجسد الواحد والتكافل، فوقعوا في محاذير منها التشفي والتثبيط والخذلان، بل وصل الأمر ببعضهم درجة التحذير بدعوى أن ما يجري هو عقاب من الله، فلاهم عن الشر صمتوا، ولا بواجب النصرة قاموا!"، وفق تعبير نافع.