دورة الزمن تتحرك بعجلة فائقة السرعة، لن يثنيك عن عزمك سوى البحث و معانقة الأخطار للوصول إلى الهدف، قد تجرب العديد من الطرق ، إلا واحدة تستبعدها مؤقتا، حينما تجد نفسك أمام القبة تشارك رفاقك وإخوانك في طقوس النضال، تنصهر الأصوات محتجة عن شظف التسيير ، وقرارات لا تكترث لأمال وآهات أبناء الوطن، وحيث الشعارات التي ترفع أمام مكان اجتماع نواب الأمة، تفضح وتعري واقعا أصفرا يفتقد لألوان وزهو الربيع. "" بحث يرسو بك أمام بحر متلاطم بشتى أنواع العباب المُر؛ ترتفع الأبنية لتطل عليك من عل، و بالجانب تشدو الحمائم وتهدل ، فتشجي قلوب المارة، لتلقي إليها من حبات الحنطة والذرة، وتستميلها عساها تلتقط صورة، تحتفظ بها في ألبوم الصور. مركزية مكان، حيث جو العارفين والسالكين، إلى طريق العلو، والبحث عن لقمة العيش.تتحرك القاطرة وتلتحم المطالب بين مسلك الطيور التي تركن إلى العشب الأخضر باحثة عن خماصها، وبين طوق عطالة الأطر؛ الكل يتآلف في البحث عن المراد وانتظار يعم الجميع. نوستالجيا الوطن، وشبق العيش تحت سمائه، تأخذك إلى الوقوف ولسنتين كاملتين متأملا ما يحدث، ليتحول المكان فجأة إلى لحظة الاغتراب، تنطلق أيدي حاملي "الزرواطة"، لتنهال على الأجساد بلا رحمة ولا هوادة، تستبيح قدسيتها، فتنهارأعمدة الديمقراطية و صرح حقوق الإنسان. أيقونات أخرى تعم المكان، الجروح والكسور والعويل، ودم يسيل بسخاء، تتحول السترات الزرقاء للمعطلين، إلى خريطة أخرى من الألوان. لن تجد لكل ذلك مبررا سوى الوصف فهو خير مبرر لما يقع. يفرغ المربع من الكل، و ويتحول العرس النضالي، والتساكن بين الحمائم والأطر والمارة، إلى صمت وأنين يعم الجميع، ليتقدم الصورة أصحاب البذلة الخضراء بعصيهم السوداء، وقد طوقوا المكان. طوق يفجر حمأة السؤال من جديد، تطفو إشكالات أخرى ، وأجوبة جديدة قد تعثر عليها في برامجهم الانتخابية، قد تعفينا شر الوقوف ودخول المجهول والانتظار. لكن يبقى مربع برمودا بأضلاعه الأربعة، مكانا يجمع من الغرابة والتناقض ما يكفي، وخصوصا عندما يقترب منك الموت، وتشرف على النهاية، بعدما كنت تأمل في الحياة. [email protected]