في الصورة الفنانة التركية توبا بطلة مسلسل سنوات الضياع أخذت المسلسلات التركية المدبلجة التي تبثها فضائية ال "م بي سي"، اهتمام المشاهد المغربي مثل "إكليل الورد" و" سنوات الضياع" و"نور"، بالقوة نفسها التي كانت تجذب بها المسلسلات المكسيكية ميول المواطنين المغاربة. "" خاصة النساء منهم، إذ استحوذت على إعجابهم مثل "أنت أو لا أحد"، و"كوادالوبي"، و"النورس"، و"ماريمار". واليوم كثر الحديث عما يجري عرضه في الحلقات اليومية للمسلسلات التركية "سنوات الضياع" و"نور" من أحداث، بل إن انسجام المشاهد المغربي، خاصة النساء مع قصة المسلسل يزداد تعمقا يوما عن يوم. وعزا عدد من المهتمين نجاح المسلسلات التركية إلى البساطة في الأداء، والضخامة في الإنتاج، وإملاء الفراغ الذي يعانيه السوق على مستوى الأعمال الرومانسية المليئة بقصص الحب والهيام، بالإضافة إلى العوامل الأخرى من إضاءة وصوت وموسيقى تصويرية وغيرها من الجماليات. وأكثر ما يثير ويمتع ويشوق هو أن كل حلقة تعرض الجديد، إضافة إلى أن كل من يحالفه الحظ ويصادف إحدى حلقات المسلسل، فإنه سيدمن عليه ويتابعه يوميا، رغم عدد الحلقات الكبير، الذي يصل إلى الثمانين. ويرجع العديد من المتتبعين مسألة التصاق المشاهد بقصة المسلسلات الدرامية التركية، كونها قضايا اجتماعية واقعية نجدها في مختلف المجتمعات وفي مجتمعنا المغربي كذلك، مثل ملف صعوبة العيش والاستجابة لمتطلباته اليومية، والبحث عن فرص العمل، ومحاولة مواجهة البطالة عن طريق إيجاد حلول بديلة، مثل خلق مشاريع صغيرة. كما تتطرق محاور حلقات المسلسل إلى مشاكل المغريات المادية والصراعات الطبقية وتأثيرات المال والجاه في نفوس البشر، إضافة إلى التنافس حول الفوز بالحب الحقيقي، وغيرها من القضايا التي تسود في معظم المجتمعات. ورغم تشابه المشاكل التي يطرحها المسلسل حول المجتمع التركي مع حياة شعوب أخرى، إلا أنه تبقى استثناءات تهم فقط بلاد تركيا، منها الشوارب التركية، وعادات الزواج، وبعض الأكلات الخاصة. و يحكي مسلسل "إهلامورلار ألتيندا"، التي تعني بالعربية "سنوات الضياع"، قصة الشاب يحيى، "بولنت إينال"، وحبيبته رفيف اللذين ينتميان إلى الطبقة الفقيرة، ويحلمان بالزواج، إلا أن صعوبات الحياة تحول دون ذلك. بعد ذلك يحاول يحيى منع انجذاب خطيبته رفيف نحو ثراء رب عملها عمر في مصنع النسيج، فينتهي به الأمر إلى دخول السجن بعد محاولة منع رفيف من الانجذاب لحياة الثراء التي أظهرها لها عمر، "سينان توزكو"، من أجل إغرائها، ونيل إعجابها به. في السجن، تبدأ علاقة تعارف بين يحيى وإحدى زعامات المافيا "كمال" بعدما قام يحيى بإنقاذه، علاقة الصداقة المتينة ينتج عنها قيام رجل العصابة بمكافأة صديقه الوفي يحيى بمنحه منصبا مرموقا في شركته العملاقة بعد خروجه من السجن. وتدفع قوة يحي المادية، بدخوله في مشاريع تذر عليه أموالا طائلة، والمعنوية بحصوله على مركز مرموق في شركة غريمه عمر، إذ بعد امتلاكه نسبة مهمة من أسهم شركة عائلة عبود أبو شعرة، والد عمر ولميس، أصبح أحد أهم أعضاء مجلس إدارتها. وبعد أن يدخل يحيى مساهما في الشركة، تبدأ قصة حب أخرى بينه ولميس"توبا بويوكوستن"، شقيقة عمر، لتبقى عوالم الأبطال العربية متداخلة، ويجري استنتاج أن الحب يمكن أن ينقلب إلى كراهية والكراهية إلى حب، وأن الأثرياء يمكن أن يصبحوا فقراء والفقراء أثرياء. وتعرف أحداث الدراما نقلة مفاجئة بوفاة رفيف " أوزجا بوراك"، معلنة نهاية إجبارية لصراع داخلي دائم ما بين الحب والانكسار، لفتاة من طبقة فقيرة تعيش في "غازي"، أفقر أحياء مدينة إسطنبول، مكنها جمالها وهدوء طباعها الساحر من وقوع الشاب عمر الثري في حبها. أما مسلسل "نور"، الذي يعني بالتركية "Gümüs"، فأخذ بدوره يحظى باهتمام وإعجاب المتفرج، ويحكي الصراعات الاجتماعية نفسها مع بعض الاختلافات. كما يتطرق إلى أن أشياء نعتبرها تافهة، لكنها يمكن أن تغير مجرى حياتنا، مثل ما حدث مع نور، بطلة المسلسلة التي قلبت مكالمة هاتفية حياتها رأسا على عقب، حين هاتفها عمها المرموق أكرم شاد أوغلو، واختارها زوجة لحفيده مهند, الذي كانت تحبه منذ طفولتها، إلا أن هذه السعادة لم تدم طويلا عندما اكتشفت أن الأمور ليست سهلة، وخاصة المتعلقة بزوجها مهند، لتبقى مجرى الأحداث تحوم حول حياة نور وعلاقتها المتوترة بزوجها، علاوة على تفاصيل أخرى.