نحمد الله ونشكره أن من علينا العلامة الفهامة الدراكة، وحيد زمانه وفريد عقده وزهر رياضه ومكانه، المحقق المدقق الدكتور محمد يسف بن إدريس بن عبد القادر اللنتي، واتسع وقته الجوهري الثمين، ففضلت لديه فضلة من ذلك الوقت، فنذرها للرد على فلان أو علان، والتعقيب على هذا وذاك- حسب قوله- وتبين أن فلانا وعلانا لن يكون في همز ولمز وحيد زمانه اللنتي، سوى قلمنا وقلم السيد خشيشن ومواقف الدكتور محمد المرابط، وغيرها من المواقف والأقلام التي أحرجت بحق السادة يسف وبنحمزة والراوندي، ومن يقف في صفهم ويأتمر بأوامرهم وينتهي بنواهيهم، هؤلاء الذين أصبحت بحق أطاريحهم وأعمالهم في الحقل الديني لا تخفيها خافية، خافضة رافعة، إلى درجة أصبحت ترمي إلى ممارسة وصايتها و ولايتها على إمارة المؤمنين، تحت ظل السيد بنكيران في اتجاه يريد الجمع بين نمطين مهربين من المشرق، تكون صورته الظاهرية هي صورة الحكم السعودي، بينما تكون أنماطه العملية مستقاة من نمط ولاية الفقيه الإيراني، شريطة أن يسلم أمير المؤمنين لهؤلاء مفاتيح التدبير الديني من منطلق أنهم يمثلون "هيئة كبار العلماء" حسب لغة الأنماط المهربة، هؤلاء الذين لا يقبلون النقد ولا الملاحظة، ولهذا نجدهم يرعدون ويزبدون أمام النقد والحوار والمناقشة. وما يؤكد ذلك أكثر هو ما دفع السيد الريسوني حينما كان على رأس حركة " التوحيد والإصلاح" الإخوانية إلى التهجم على مؤسسة إمارة المؤمنين بحجة ادعائه أن "صاحب الأمر ليس عالما دينيا" ليسلم إمارة المؤمنين إلى من هم على شاكلته السادة يسف وبنحمزة والراوندي، الذين منحهم السيد يسف صفة " العالمية " دون غيره في جوابه هذا(حواره مع جريدة الوطن عدد503)، وضاربا في ذلك الخصوصية المغربية التي لا تطبق التجارب المشرقية في سياستها ولا في مؤسساتها، تحت عناوين أصولية متأسلمة إخوانية، تروم من وراء مشروعها السياسوي ضرب الشرعية الدينية لأمير المؤمنين ، واستعمالها من لدن هؤلاء والاستحواذ عليها لاستعمالها كسلم سياسوي للسيطرة على الحكم، ولعل الغريب في الأمر هو أن الدكتور يسف قد كشف عن وجهه الإخواني المتحيز والمنحاز لطرف حزبي أصولي سياسوي من حيث يشعر أو لا يشعر، في الوقت الذي كان من المنتظر منه كأمين عام للمجلس العلمي الأعلى- الذي يمثل موقف أمير المؤمنين- أن يقف موقف الحياد الإيجابي والعادل، وأن يكون على نفس المسافة في نقاش واختلاف فكري سياسي بين ما يمثله مفكرون وعلماء وسياسيون وفاعلون ومثقفون ومسؤولون يتبنون خصوصية المدرسة الحضارية المغربية بكل ما تعنيه وتحمله روافدها الحضارية المتميزة بإسلامها العريق والمتمدن الذي يمثله أمير المؤمنين بصفته الممثلة لكل المغاربة بدون تحزيب ولا تسييس ولا أدلجة، ما دام هذا الإسلام هو عقيدة للمغاربة أجمعين، وليس مشروعا حزبيا لطائفة دون غيرها، ولا يرى فيه المغاربة تعارضا مع القيم الكونية والحضارية للفكر الإنساني الحداثي الديمقراطي المنفتح على شعوب العالم وثقافاتهم، في الوقت الذي يدفع فيه جناح آخر إلى تحزيب الإسلام وتسييسه في اتجاه أطروحة " الإخوان المسلمين"،وأحزاب السياسة الأصولية التي تتعارض مع مبادئ إمارة المؤمنين، وتتعارض مع القيم الكونية، وتهاجمها وتعرض عنها، وهو ما صرح به مؤخرا بصريح العبارة زميل السيد يسف في المجلس العلمي الأعلى، ورئيس المجلس العلمي بوجدة الدكتور مصطفى بنحمزة في كلمته إبان نشاط للمجلس العلمي بالناظور، مشككا ومهاجما القيم الكونية التي وقعت عليها المملكة المغربية في المواثيق الدولية، وأقرتها في دستورها الذي صوت عليه المغاربة وكامل قواه السياسية وفعالياته المدنية والفكرية، ولعل هذا الاتجاه الأخير لم يعد يخفي مشروعه التدميري للدولة المدنية الديمقراطية، ولا يقر بالديمقراطية كفكر وسلوك حضاري عالمي، بل يقتحمها باعتبارها مجرد غزوات للصناديق تتم عبرها قرصنة مؤسسات الدولة وشرعنة تلك القرصنة وتقديسه لتلك السيطرة، ولعل ما يؤكد ذلك و يبرهنه ويدعمه هو حوار الدكتور يسف الذي من به علينا من وقته الثمين الذهبي في جريدة الوطن (عدد 503 ) وهو ما تبدى وتجلى في قوله: " والتشكيك في هوية المغرب أفكار مستوردة منبعها الفكر الغربي وهي أفكار معزولة مرفوضة شرعا وطبعا وقانونا نتيجة إجماع الأمة حول ملكها، وقد تجاوزنا هذا الجدل بصدور الوثيقة الدستورية التي صوت الشعب على مضامينها بالإجماع." وما يثير العجب العجاب، ومكامن الاستغراب الذي يفضح انحياز الدكتور يسف للصف الإخواني هو أن المشككين الكبار في هوية المغرب وفي إسلامه وخصوصيته الحضارية التاريخية الحضارية والاجتهادية التي يمثلها عمل أهل المغرب الذي لا نفتر عن إثارته والاحتجاج به ضدا على المشروع الإخواني الذي يريد اجتثاث الخصائص الحضارية المغربية، واجتهاداتها الفقهية والمعرفية والثقافية،منبع هؤلاء هو الفكر الأصولي الشرقاني،ذلك أن رواده وأهله كانوا وما يزالون يقرأون ويأكلون ويشربون وينشرون ويتظللون من المشرق- جغرافية وتفكيرا ومذهبا وتنظيما-ولا أدل على ذلك من أن الريسوني لما أخرج أنيابه ومخالبه تجاه إمارة المؤمنين كانت الطائرة قد حطت به للتو من السعودية، وعاد إليها فارا من مساءلة القوى الفكرية والمدنية المغربية، وكذا المغراوي لما وطئ النص القانوني في فتواه حول زواج ذات التسع سنوات كان قد حط من السعودية، ولما اشتدت مساءلته فر إليها ولجأ إليها لمدة سنة كاملة إلى أن بردت المساءلة فعاد منها سالما غانما، والدكتور المدغري وزير الأوقاف السابق حينما أحس بالإحراج في مساءلته عن انتشار الوهابية ونشرها في مساجد المملكة ومجالسها العلمية خرج في حواره مع جريدة "الصحراء المغربية " بعد إعفائه من وزارة الأوقاف بالقول: " هل أنا من كنت آتي بالطائرات محملة بالكتب الوهابية المجانية من السعودية لتوزع في المغرب؟" والأمر نفسه يقال عن تكوين أبي حفص والكتاني والفيزازي والنهاري والشاهد البوشيخي وبوخبزة وبنحمزة وغيرهم من رموز الإخوانية وربيبتها الوهابية بالمغرب، وهنا يتكرر السؤال للدكتور يسف بعد أن اتسع وقته الذهبي الثمين ليرد على مخالفيه: لماذا تحاشيتم ذكر الأسماء في حواركم؟ فهل العلامة الفقيه الدكتورأحمد الخمليشي الذي حاربتموه وخبطتموه خبط عشواء ومن تصب تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم، كان يمثل الفكر الغربي؟؟ وهو رائد من رواد الاجتهاد الفقهي والقانوني المغربي المعاصر في تصديه لقضايا المجتمع والإنسان والدولة المغربية، و حينما قاطعتم ندوة تكريمه بمعية وزير الأوقاف التي نظمتها شعبة القانون في كلية الحقوق بأكدال وحرصنا على المشاركة فيها تكريما لأحد أعمدة الفكر الفقهي والقانوني المغربي، وأعلنتم حربكم الضروس ضده، و"جريمته" هي أنه واجه وهابيتكم في لجنة تعديل مدونة الأسرة، بل إن واحدا من حلفكم الحمزاوي التوفيقي الراوندي أساء تجاهه الأدب لمجرد أنه طالب باستبدال مصطلح " النكاح" بمصطلح "الزواج" في المدونة من منطلق استحضار لغة معاصرة، وليس من منطلق تفسيركم الإخواني المؤسس على المزايدة في كل شيء حتى في الاحتفاظ باللغة بحذافيرها، وكأن العلاقات والتدين قائم على اللغة ومصطلحاتها؟ وهو ما تمارسونه بطريقة تثير الاشمئزاز في ما يسمى " الكراسي العلمية" في قناة السادسة عبر أصواتكم،إلى درجة أن بعض زبانيتكم يقلد في تمرير المضامين الوهابية حتى اللكنات اللهجاتية الخليجية لمشايخ الوهابية، وهو ما نسمعه حرفيا في لكنات المسمى د-" سعيد الكملي" الذي يتصبب عرقا في تمرير مضامين وهابية عبر ما يسميه شرحا لكتاب الموطأ، وهذا ما يدرج في مخادعاتكم المتعددة، والتي تعتبرونها تسييسا للدين، وما يدل قطعا على أنكم تمارسون السياسة بالدين هو أن العالم الخمليشي الذي حاربتموه وقاطعتموه وأسأتم معه الأدب، لما أحسستم بالحرج في تمسك إمارة المؤمنين به، وتمسك الفقهاء المغاربة ورجال القضاء والقانون بمرجعيته الاجتهادية، لأنه مؤسس للدراسات القانونية في الجامعة المغربية، وواضع قوانيين تنظيم دار الحديث الحسنية وهيكلتها والتي ظلت لسنوات تسير بدون قانون، إلى درجة لم يتم الاعتراف بشواهد الخريجين من الدار قبل إدارة الخمليشي للدار، وأمام هذا الحرج البالغ عدتم فاستضفتم الدكتور الخمليشي نفسه ضيفا على دورة المجلس العلمي الأعلى الأخيرة بالحسيمة. فهل كانت تلك الاستضافة توبة منكم؟ أم مناورة سياسية؟ أم استجابة لرؤية أمير المؤمنين؟ أم تضميدا لجرح المقاطعة؟ وقد شهدت دورة الحسيمة ظاهرة مثيرة حقا، إذ عمل رئيس المجلس العلمي في الحسيمة والذي زرعه هناك بنحمزة، وعلى سنته قام بجمع أموال على المحسنين فقام بشراء ساعات يدوية أهدى لكل عضو من أعضاء المجلس الأعلى،منهم ساعة، في الوقت الذي كان الجميع ينتظر منه أن يوزع عليهم مؤلفات علمية من إنجاز المجلس، فلم يبق لنا إلا أن نقول تجاه هذا الريع المسجدي الساعاتي الذي يكرسه بنحمزة وتلاميذه قوله تعالى:" اقتربت الساعة وانشق القمر". والسؤال نفسه يتكرر أمام اسم شامخ أيضا في الحقل العلمائي المغربي عانى وواجه حربكم الضروس وضرباتكم الموجعة والقاتلة إلى درجة استعملتم فيها لغة وممارسة نقابية وحزبية وجمعوية في الوقت الذي تمثلون فيه مؤسسة "إمارة المؤمنين" وذلك حينما قمتم بمقاطعة الانخراط في عضوية " المجلس الوطني لحقوق الإنسان" باسم المجلس العلمي الأعلى، و"جريمته" هي أنه اقترح عضوية الدكتورأحمد العبادي في المجلس الحقوقي، وحجتكم الباطلة في هذه المقاطعة هي أن " الرابطةالمحمدية للعلماء" مجرد جمعية؟ فبالله عليكم يا دكتور يسف أهكذا تتم محاربة ومواجهة الشخصيات الوطنية الدينية التي اختارت الخصوصية المغربية والانفتاح على الحداثة والحضارة العالمية ضدا على النهج الإخواني المشرقي؟ وهل تدل هيئات الرابطة ومنشوراتها وندواتها على الفكر الغربي على حد زعمكم؟ أم أن من يعارض سياستكم الإخوانية التي تريد خلق نهج يقتضي بإنزال وصاية وولاية سياسوية متأسلمة على أمير المؤمنين من وراء حجاب، ومن يرفض ذلك فما عليه إلا انتظار المهاجمة والإقصاء من مؤسسات تدبير الشأن الديني في البلاد؟ بل إخراجه حتى من الفكر الإسلامي ووصفه على حد تعبيركم ب " الفكر الغربي"؟ كما قلتم في ردكم المقتطع من وقتكم الجوهري الثمين الذي مننتم به علينا جازاكم الله بكل خير؟ وهل كان الدكتور محمد المرابط خريج كلية أصول الدين بتطاوين ومندوب وزارة الأوقاف بطنجة الذي لم يسلم من تهديداتكم وألسنتكم ومعاولكم وضرباتكم منذ انكبابه على تهيئ أطروحة الدكتوراه في العلوم الشرعية المغربية، إلى درجة بلغت فيه جرعة وجرأة تهديدات لدكتور الراوندي في إحدى الاجتماعات بمواجهته بالقول: " غادي نصيفطوك حتى أنت تربى" بدون أن تشفع له صفة " مندوب الأوقاف" التي تمنحه صفة عضو من داخل مؤسسة تدبير الشأن الديني، ولا صفات " دكتور أستاذ وعالم في المدرسة الشرعية المغربية وإطارا في جامعتها"، فما هي "جريمة" الدكتور المرابط ليذهب ليتربى على يدي الراوندي؟ إن "جريمة "الدكتور المرابط حقا هي دقه ناقوس الخطر من أن ما يسمى "هيكلة الحقل الديني" و"ميثاق العلماء" وبرامج"تأطير وتخريج المرشدين والمرشدات الدينيات" كل هذا الذي يشرف عليه حلف وزير الأوقاف والدكاترة الإخوانيين السادة يسف وبنحمزة والراوندي والروكي والبوشيخي..... هذا الحلف يعمل على استعمال عنوان وعتاد ومؤسسات الأوقاف لتخريج أئمة إخوانيين وسلفيين وهابيين وتوزيعهم على مساجد المملكة ومؤسساتها العلمية، كما بين السيد خشيشن في مقاله الأخير فبركة لجنة من بنحمزة ورفاقه لتنصيب عمداء وهابيين وإخوانيين في كليات جامعة القرويين الخالدة لخونجتها وسلفنجيتها وإعدام خصوصيتها الحضارية المغربية نهائيا، والأخطر في كل هذه السلوكات من مواجهة الدكتور المرابط، والدكتور سوسان أيضا في الحسيمة هو أن لغة المواجهة والصراع والمواجهة قد انتقلت إلى داخل مؤسسات الدولة الدينية بشكل علني وبلغة التحدي المعبرة عن الضرب والتصفية لصالح تيار دعوي وسياسوي حزبي وجمعوي معين أصبح يمارس الزحف والتعبئة لابتلاع وقرصنة الشأن الديني، والأخطر في كل هذا أنه يتم باسم "أمير المؤمنين" كما يتم أيضا تحت غلاف ومسمى "المسلسل الديمقراطي والعدالة الانتقالية" التي يرعاها الحقوقيون والديمقراطيون من داخل " المجلس الوطني لحقوق الإنسان " ومن خارجه أيضا، على أيدي فعاليات وهيئات المجتمع المدني ومن الحقوقيين الديمقراطيين، ليقطف هؤلاء الأصوليون ثمار النضال الديمقراطي للقوى الديمقراطية وحشرها في الأفران المتأسلمة بمضامين إخوانية سلفية ووهابية للوصول إلى المقاصد الكبرى التي ينظر لها ويخطط ويعمل لها رائد " علوم المقاصد" في المغرب الدكتور الريسوني، وهذه المقاصد تقوم على " فرض وصاية وولاية على إمارة المؤمنين" تحت أذرع وذرائع متعددة ومتنوعة وملونة يكمل بعضها بعضا وتتقوى أذرعها السياسوية بأجنحة السيد بنكيران الحكومية والجمعوية والنقابية والدعوية والجامعية في الداخل والخارج، لكن وجود أصوات دينية وطنية مغربية ديمقراطية حقوقية من داخل مؤسسات الدولة من قبيل الدكاترة أحمد الخمليشي، ومحمد المرابط وفكري سوسان، وأحمد غاني، وأحمد العبادي، وغيرهم يحرج بلا شك هذا "الحلف الإخواني" من داخل المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف ويربكهم، ولذلك يعمل السادة الدكاترة: يسف وبنحمزة والراوندي والبوشيخي وتوفيق والروكي...على تصفية السابقين واللاحقين، وغربلتهم من مؤسسات الدولة المغربية العلمية والعملية والجامعية (القرويين وشعب الدراسات الإسلامية واللغة العربية وآدابها...) ولهم في معركة تصفية الهيئة العلمية لعلماء سوس "أسوة حسنة" يقتدون بها في معاركهم التصفوية،باعتبارهم شرطة دينية ودرك عقائدي، وحينما يواجهون بالمساءلة والاستفسار يلصقون التهم في الهواء لشرعنة معاركهم التصفوية هذه، مثلما عبر الدكتور يسف في حواره من وقته الثمين هذا، حينما ألصق خصومه ب " الفكر الغربي"، مع أننا ما زلنا نذكر ونتذكر ونرى ونسمع ونلمس بأن أكبر مهدد فكرا وعملا وفتوى وتنظيما وسياسة لإمارة المؤمنين هم رواد المشروع الإخواني الوهابي المشرقي، وليسوا أهل الفكر الغربي، مع العلم أننا نذكر بالقول: إننا لا نعادي الفكر الغربي، بل إننا نفتخر بأن أهم مرتكز تقوم عليه إمارة المؤمنين بخصوصيتها المغربية وتتقوى به ضدا على المشاريع المشرقية التي تحمل هذه الصفات- بعد العقيدة الإسلامية- هو أن التجربة المغربية تنفتح بعقلانية على الحداثة الغربية- بدون وساطات- في الوقت الذي تعادي فيه التجارب المشرقية (خاصة السعودية وإيران) الحداثة الغربية وتهاجمها ، وهذا ما يمنح التميز والتحديث للفكر المدني والسياسي والقانوني والاجتماعي والاقتصادي والحضاري المغربي ويجعلها تستغني عن الوساطة المشرقية حتى في التجارب الأصولية التي تدعي الانفتاح والتحديث، وعلى رأسها تجربة " العدالة والتنمية" في تركيا، فقد قام مؤخرا الدكتور بنحمزة من داخل مشروعه السياسي العملاق المتخفي في أثواب وزارة الأوقاف ومساجدها ومؤسساتها وجامعاتها ووسائلها إلى إرسال تلميذه " بودينار" إلى تركيا للتدرب على تلك التجربة هناك، وبودينار هذا هو مدير ما أسماه بنحمزة ب" مركز الدراسات والبحوث الإنسانية و الاجتماعية " وهو ما بناه على أرض وقفية وبأموال الدولة، وهيأ له جمعية إخوانية مصطنعة لتسييره، كما قدمه لأمير المؤمنين لتدشينه، كما سبق له أن أرسل مديره السابق "رشيد بلحبيب" للإمارات،ومما يؤكد استمراريته في رعاية النهج الإخواني هو استدعاؤه مؤخرا لرؤساء المجالس العلمية وأعضائها الإخوانيين للقاءاته فيما يسميه بلقاء المجالس العلمية في الشرق(لقاء الأحد 3/02 بوجدة)إضافة لرؤساء الحسيمة وكرسيف لتدارس ما أسماه الشؤون الدعوية والمالية للتسيير الديني، لكنه أقصى رؤساء تازة وتاونات لأنهما ليسا إخوانيين، ويتم طبخ إزاحتهما بتنسيق مع يسف والراوندي، في حين تم إحضار رئيس الحسيمة لأنه إخواني وهابي وينفذ خططهم بامتياز. هكذايطبق السلفيون من داخل المجالس العلمية البرامج الإخوانية بحذافيرها، و لا يستغني الإخوانيون عن الوساطة المشرقية في كل صغيرة وكبيرة، ويتم امتداح تجارب المشرق المتأسلمة والسياسوية في كل شيء، في حين أن الفكر والمفكرين المغاربة محرم عليهم الاستفادة من الفكر الغربي بصورة مباشرة، حتى وهم يحتفظون بتدينهم وتعبدهم، وكأن الباحثين والمفكرين والدارسين المغاربة قاصرون عن إدراك واستيعاب الفكر الغربي مباشرة، فلا بد لهم أن يستعينوا بوساطة "هرمينوطيقا المشارقة" الكاشفة بأشعتها النووية عن مخاطر الفكر الغربي وعن كفره وإلحاده"، ونحن ما فتئنا نصر و نؤكد على أن حرصنا الدائم في الإشادة بالتجربة المغربية لإمارة المؤمنين هي أنها تجسد ذلك التوازن الصعب والدقيق في النهج والسلوك السياسي لأمير المؤمنين في الجمع بين منافع الفكر الغربي بدون المرور بتأشيرة التجارب الشرقية أو وصايتها، والنهل من التجارب الدينية المغربية العريقة التي تعكس السلوك الاجتهادي لعمل أهل المغرب بدون استنساخ مذهبي أو طائفي أو حزبي أو إخواني من المشرق،وهو ما يصر الإخوانيون على محاربته بتوزيع للإدوار والتعبير : فهناك من يهاجمه مباشرة من خارج المؤسسات، وهنا من يهاجمه عملا لا قولا من داخل المؤسسات، وهناك من يصمت عن مساندته وتوضيح عناصر قوته، لأن ذلك يفضحهم ويضعفهم ولذلك يواجهونه بالسكوت. وهو النهج الذي ينهجه من داخل المجلس العلمي الأعلى السيادة : يسف وبنحمزة والراوندي، ويظهرون استعلاء بأنهم أكبر من التعبير عنه قولا صريحا؟ وهنا بالذات يقع الاصطدام بالنموذج الإخواني الذي يريد هؤلاء تهريبه واستنساخه وإنزاله وتسويقه في بلدنا تطبيقا عمليا وإن كانوا يسكتون عنه تصريحا قوليا، كما أننا لا نمل من توضيح هذا الأمر في حمولة اللغة المستعملة ودلالات اصطلاحاتها، لأننا نلاحظ أن رواد هذا المشروع الإخواني من داخل وزارة الأوقاف والمجلس العلمي الأعلى يراهنون كثيرا على المغالطة والمخادعة عبر اللغة الزئبقية والمراوغة واصطلاحاتها، فالمدافعون عن التحديث والمنفتحون على الفكر الغربي ليسوا ضد الإسلام كاعتقاد وتعبد ديني حضاري وهوياتي، بل هم ضد الأصولية والإخوانية كمشروع وهابي سلفنجي طائفي شرقاني وتدميري للحضارة المغربية ولقيمها الكونية الإنسانية، وهذا ما يفسر كيف أننا نجمع بين الحداثة كقيمة إنسانية عالمية وبين إمارة المؤمنين كخصوصية راعية للدولة المغربية، لأننا نرى بأن الحداثة هي المنطلق المناسب لإمارة المؤمنين، وليست هي الأصولية التي يهربها هؤلاء من المشرق ثم يفبركونها من داخل المؤسسات المغربية، بل إن هذا يفسر لماذا ندعم وندافع دوما وأبدا عن "إمارة المؤمنين" كمؤسسة ومكسب حضاري مغربي، وعن أمير المؤمنين كحام وراع للمشروع الديمقراطي الحداثي الوطني، وفي الوقت نفسه نعارض فيه سياسة الدكتور يسف وبنحمزة والراوندي وغيرهم، علما أن هؤلاء يعلنون انخراطهم في "مؤسسة " إمارة المؤمنين قوليا وصوريا وإداريا، لكنهم لا يسيرون عمليا وفكريا في الخط الذي يسير فيه جلالته في جمعه بين الصفة الدينية للدولة وهو ما أقرته ديباجة الدستور المغربي، وبين صفتها الحداثية. كما أن أمير المؤمنين هو نفسه الذي يرعى التفعيل الدستوري للفصول الدستورية الأخرى التي أقرها ونص عليها الدستور المغربي بعد نص ديباجته على إسلامية الدولة، وهي فصول أقرت مبادئ الديمقراطية والتعددية والحداثة والأمازيغية وحقوق الإنسان والتعددية الثقافية المغربية والقيم الكونية العالمية، فالسلوك والنهج السياسي الحداثي لأمير المؤمنين هو الراعي الوحيد لهذا العمق الدستوري، بل إنه المنبه و الرقيب على السلوكات السياسوية التي يطأ فيها بنكيران الدستور، ولعل هذا الوطء البنكيراني اللاشرعي للدستور وتنبيه أمير المؤمنين عليه هو ما أقره بنكيران واعترف به بعظمة لسانه في ندوة " الشروق" الأخيرة، وليس ذلك زعما أو ادعاء منا، وما يعزز هذه الاعترافات أكثر المغلفة بالشرعنة الدستورية هو ما أثبتته الخطابات والسلوكات العملية والسياسية والجمعوية والإدارية والإعلامية الفعلية التي عبر عنها السادة يسف وبنكيران وبنحمزة والراوندي على أنها رغم استدلالها بالدستور وعملها في مؤسساته وفي ظله، إلا أنها تكفر به وبفصوله الحداثية والحقوقية والديمقراطية والحداثية والأمازيغية على مستوى التطبيق العملي والسياسي والمدني والفكري، فالسيد بنكيران مثلا يعمل في ظل دستور يقر بالأمازيغية، لكنه يسميها في خطابه ب " الشينوية"، وبنحمزة يعمل في مؤسسات دينية باسم " أمير المؤمنين" وفي ظل الدستور، ويسمي الأمازيغية ب " لغة الشيخات"، ويهاجم القيم الكونية التي أقرها الدستور المغربي ووقعت عليها المملكة المغربية في المعاهدات والاتفاقيات الدولية، والراوندي يعمل في الإطار نفسه ويهدد الدكتور المرابط الذي يعمل معه في الإطار نفسه بقوله له: " أنت غادي نصيفطوك فين تتربى"، ووزير الأوقاف يعمل في السياق نفسه ويقاطع ويحارب الدكتور الخمليشي مدير دار الحديث الحسنية، والدكتور يسف يعمل بصفته "الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى" ويقاطع ويهاجم تمثيلية الدكتور أحمد العبادي في المجلس الوطني لحقوق الإنسان، كما أن الدكتور يسف يعلم علم اليقين ويسمع من يهاجم ويهدد إمارة المؤمنين من الريسوني والوهابيين والإخوانيين وأعضاء "العدل والإحسان"، لكنه يتحاشى كل هذه الحقائق ليقول في جوابه: إن ما يهدد إمارة المؤمنين آت من الفكر الغربي"؟ وتبقى" تهمة وجريمة" السادة الخمليشي والعبادي والمرابط وسوسان... هي أنهم من خلال سلوكهم العملي والفكري والإداري. ومن داخل مؤسسات تدبير الشأن الديني قرروا مقاطعة النهج الإخواني والأطروحة الوهابية المضادة للأطروحة الحضارية المغربية، والتي يعمل وفقها الدكتور يسف وبنحمزة ووزير الأوقاف وغيرهم، واختاروا النهج الديمقراطي الحداثي الذي اختاره أمير المؤمنين في نهجه العملي وفق ما أقره الدستور، وهذا هو جوهر الإسلام المغربي الذي ما فتئنا ننادي به ونتحدث عنه، وهو ما يؤمن به العلماء المغاربة الحقيقيون والمؤمنون بالهوية المغربية الأصيلة والمضادة للأصولية، وما يشد استغرابنا وانبهارنا في جواب العلامة يسف الذي من به علينا من وقته الذهبي الثمين، هو أنه يستدل بالدستور، لكنه يسكت عن الدستور حينما يهاجم الفكر الغربي، ومكمن الاستغراب في أجوبة السيد يسف وسلوكاته ونهج إخوانه (بنحمزة والراوندي وتوفيق وحزبهم من داخل وزارة الأوقاف والمجلس العلمي الأعلى) هو أنهم يعملون على فصل"علماني متأسلم" غريب الأطوار و من داخل الدستور بين ديباجته التي تقر إسلامية الدولة وبالفصول المؤكدة على إمارة المؤمنين ، وبين باقي الفصول المؤكدة على القيم الكونية وعلى الديمقراطية وحقوق الإنسان وإقرار الأمازيغية. وحتى لا يكون كلامنا هذا ادعاء بدون حجج قدمنا عدة استدلالات قولية وفعلية للدكتور يسف والسيد توفيق بنحمزة في تهجماتهم على الأمازيغية وعلى القيم الكونية وعلى حقوق المرأة ، وما يعزز ذلك أكثر هو خوضهم المعارك الشرسة من داخل مؤسسات الدولة ضد كل من يعلن انتماءه المغربي والديمقراطي لأنهم يعتبرون أنفسهم في معارك تحرير هذه المؤسسات من " دعاة الزندقة"، وهو ما قدمنا عليه أمثلة ناطحة ومباشرة وساطعة حتى لا يكون كلامنا في الهواء، في الوقت الذي يتهرب فيه الدكتور يسف وقبله بنحمزة من مواجهة من يتهجمون على إمارة المؤمنين مباشرة من الأصوليين، وعلى رأسهم السيد الريسوني الذي لا يخفي صفاته الحركية ولا ينكرها، منها الداخلية كعضويته في حركة " التوحيد والإصلاح"، وصفته العالمية الإخوانية كنيابته عن القرضاوي في مؤسسته العالمية،وهنا يتجدد سؤالنا للسيد يسف: هل إن الريسوني في تهجمه على إمارة المؤمنين ينطلق من الفكر الغربي ؟ أم ينطلق من الفكر والتنظيم الإخواني المشرقي والأصولي الراكب شعارات الديمقراطية بهتانا وزورا؟ وما يحمل أهمية بالغة في هذه المعادلة هو أن السيد يسف وبنحمزة وإخوانهم من خلال هذا التحيز الإخواني في التهجم على الفكر الغربي، وفي ممارسة هذا الفصل "العلماني المتأسلم" الغريب الأطوار بين ديباجة الدستور وبين باقي فصوله،هو فصل مضاد للنهج العملي لأمير المؤمنين، والذي نشهد بأنه لا يدعم نهجا أصوليا ولا يتحيز لجهة معينة، وبأنه ينجح في إقامة توازن بين صفته الدينية كأمير المؤمنين ، وبين صفاته الموازية كملك للبلاد ورجل للدولة و يرعى تجربة ديمقراطية، وهنا يتجدد السؤال الغريب والمستفز: كيف لممثليه بأن يختاروا نهجا أصوليا في تدبير الشأن الديني ويتحيزون لجهة سياسية وحزبية ويهاجمون القيم الكونية والفكر الغربي؟ وقد عبرت عن هذا السؤال الإشكالي بعمق الصورة التي جاءت مصاحبة لحوار السيد يسف "الثمين" على صفحة جريدة " الوطن"، وهي صورة تحمل خطابا سياسيا طويل الذيل عريض المنكبين، فقد كنا ننتظر صورة مصاحبة للحوار لشخصيات تعارض السيد يسف هي التي توضع أمامه وليس صورة أمير المؤمنين، ومضمون الخطاب هو أن السيد يسف وإخوانه يسيرون بنهج عملي مواجه للنهج العملي الذي يسير عليه أمير المؤمنين وليس على نهجه وخطه، وإن كان السيد يسف يدعي قولا ومؤسساتيا بأنه يمثل ويفعل نهج أمير البلاد. ذلك أن ما يتم تفعيله حقيقة وعملا من لدن هؤلاء من داخل المجالس العلمية والمجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف هو مشروع إخواني وهابي ، يتعارض مع النهج العملي والعلمي والديني والسياسي والدستوري لأمير المؤمنين، ولطالما قدمنا أمثلة صارخة عن هذا التعارض، وهي أمثلة متعددة وكثيرة ، وحتى وإن بدا بعضها صغيرا إلا أنه يحمل دلالات كبرى وعميقة،وقد قدمنا السدل في الصلاة مثلا، وهو ما حاربه بنحمزة ويسف والراوندي وإخوانه،هؤلاء الذين ظلوا يدعون المالكية يقرأون في فتاوى الأمام مالك بأنه كان ينهى عنه في الفرض ولا يرى مانعا عنه في النوافل، وهؤلاء كانوا يرون الفقهاء المغاربة يصرون على السدل في صلواتهم وفي فتاويهم، ولا ندري هؤلاء لماذا حاربوا السدل وهم قد شهدوا السلاطين المعاصرين كلهم يصلون سدلا، من محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما،والأكثر من ذلك أنهم كانوا يصلون قبضا إلى جانب أمير المؤمنين محمد السادس وهو يصلي سدلا ولم يتخلوا عنه إلا أمام كتاباتنا النقدية لسلوكهم الإخواني الشرقاني هذا،(وبنكيران مازال يقبض في صلاته إلى جانب أمير المؤمنين تحديا منه)، وهم يقرأون منذ عقود قول بن عاشر: ( سدل يد تكبيره مع الشروع)، بل إن بنحمزة حارب في مساجد الشرق بوجدة وما يزال السدل في الصلاة، وهو من يدعي تتلمذه على العلامة سيدي العربي وادفل الحسني، وعلى الفقيه سي بنسعيد، في حين حدثني والدي الذي تتلمذ على هؤلاء العلماء أن هؤلاء لم يصلوا قبضا قط، فمن أين استقى بنحمزه قبضه هذا؟ أليس من إخوانيته ووهابيته؟ ويتكرر السؤال كيف لهؤلاء الذين يدعون تمثيل أمير المؤمنين أن يخالفوه ويعاكسوه في الصلاة؟ وكأن سلاطيننا وعلماءنا كانوا خاطئين وهم جاءوا ليصححوا تعبد مغاربتنا –بمن فيهم سلاطيننا- بإخوانيتهم ووهابيتهم؟ حتى كاد السدل أن ينتفي وأصبح القبض المهرب من التهريب الديني هو القاعدة في مساجد المملكة؟ فهذه السلوكات والإجابات الزئبقية والمراوغات والانتقاءات التي يعبر عنها السيد يسف لاشك أنها تفضح عمق هذه الازدواجية لدى السيد يسف، كما أنها لا تقدم أي شيء، بل إن التقديم الذي تقدم به السيد أريري لذلك الحوار كان أعم وأشمل وأصرح وأوضح من إجابات السيد يسف الذي ظل انتقائيا ومتهربا ومراوغا في إجاباته، وهو يستدل بالدستور مثلا في قوله : "يمكن أن نشخص إضافات دسترة المجلس العلمي الأعلى في ما يأتي:- تثبيت رئاسة الملك بصفته أميرا للمؤمنين بشكل حصري.- إن حماية الملة والدين وضمان حرية ممارسة الشؤون الدينية ظلت من اختصاص إمارة المؤمنين." وفي تعليقنا على قول يسف هذا ، هو أن الخطير في كل هذا أن يتم التدبير الديني باسم أمير المؤمنين حصريا، لكن مضامين هذا التدبير الديني تتم ضدا على الخصوصية المغربية أولا، ثانيا أنها تخدم أجندة سياسية لحزب إخواني معين، وهو ما يمنحه استقواء وامتيازا انتخابيا، مما يهدد حرمات وحياد إمارة المؤمنين الإستراتيجية في سياستها وفي هويتها المغربية الأصيلة وفي نهجها الديمقراطي، وفي إيمانها بالقيم الكونية والحضارية الإنسانية العالمية، وهذا ما ترمي هذه القوى إلى إنزاله على طريقة ولاية ووصاية عملية وفكرية وسياسية وإعلامية وتعبدية في مساجد المملكة على إمارة المؤمنين. وذلك للاستحواذ على الشأن الديني، والالتقاء بمشروع بنكيران في الاستحواذ على الشأن السياسي والحكومي، وكذا على الشأن الديني عبر جمعيات مصطنعة،لا تؤمن بالديمقراطية كفلسفة سياسية، بل كمطية وصناديق للوصول للسيطرة، كما ركز السيد يسف في رده الذي كان أقرب إلى "بيان حقيقة" مطبوخ على شكل حوار تلقائي على مسألتين تثيران الغثيان حقا: أولاهما تتعلق بأنه ليس لديه متسع من الوقت ليجيب عن نقدنا، وكأن فريقه الإخواني لا يفتر عن إعداد وإنزال المدونات والتفاسيرالقرآنية والموسوعات الفقهية المغربية، في الوقت الذي مازلتم تتخبطون في أسئلة الربا والأبناك والفوائد،(مع العلم أننا حينما نشير إلى أن هذا المجلس العلمي الأعلى لم ينشر أعضاؤه طيلة وجودهم، ولو ثلث ما نشرته الرابطة المحمدية للعلماء أخيرا من مؤلفات علمية شرعية، نحس بأنها ملاحظة تثيرولاشك لدى السادة العلماء الخجل والعرق والشفقة إلى درجةالغثيان) كما أشار السيد يسف في جوابه إلى سلب الآخرين صفة العلم، ولا ندري كيف يزايد علينا الدكتور يسف في الصفة العلمية، ويزايد على الذين انتقدوا المشروع الوهابي الإخواني نفسه في خوائهم من الصفة العلمية، فهل يزايد على الدكاترة السادة الخمليشي والعبادي والمرابط؟ ويتبكم لسانه حينما يصل إلى الدكتور الريسوني الذي تزعم غزوات التهجم على إمارة المؤمنين، وهو رائد عالمي في المشروع الإخواني ونائب عن القرضاوي الذي عبر بوقاحاته المتكررة في التهجم على إمارة المؤمنين مع العلم أنه أنكر استضافته لدرس حسني سابق، في الوقت الذي كان الدكتور يسف وبنحمزة والراوندي هم من نفخوا في الدكتور الريسوني باعتباره عنوانا علميا، بل إنهم قدموه لأمير المؤمنين كمحاضر لدرس حسني كصوت علمي مخادع-على نهج زميله وإستاذه القرضاوي- على المستوى السياسي، وهؤلاء الذين صنعوا منه عالما أمام أمير المؤمنين هم أنفسهم من تبكمت ألسنتهم وهم يتحركون باسم المجلس العلمي الأعلى أمام تهجمات الريسوني على إمارة المؤمنين.