اهتمت صحف أمريكا الشمالية٬ الصادرة اليوم الخميس٬ بمواضيع مختلفة في مقدمتها إصلاح نظام الهجرة ومكافحة العنف المرتبط بالسلاح وآفاق نمو الاقتصاد الأمريكي٬ وتوقفت بالنسبة لكندا عند جلسات الاستماع التي تديرها لجنة التحقيق بشأن منح وتدبير العقود العمومية في الصناعة والبناء٬ فضلا عن تطرقها لموضوع الجريمة المنظمة وللأزمة في كل من سورية ومالي. فبخصوص إصلاح النظام الأمريكي للهجرة٬ تساءلت صحيفة (واشنطن بوست) عما إذا كان مشروع الإصلاح٬ المقدم بداية هذا الأسبوع من قبل مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ جمهوريين وديمقراطيين٬ سيلقى نفس مصير مخططات الإصلاح الأخرى التي اقترحت خلال العشر سنوات الماضية٬ والتي باءت بالفشل لدى مرورها بالكونغرس لغياب إرادة سياسية بهذا الخصوص. وشددت الصحيفة٬ في هذا الصدد٬ على أهمية فهم الأسباب التي قادت نحو فشل المقترحات السابقة من أجل إنجاح المشروع الحالي٬ الذي يروم تقنين وضعية نحو 11 مليون مهاجر غير شرعي فوق التراب الأمريكي. ومن جهتها٬ لاحظت صحيفة (لو هوفينغتون بوست) أن مخطط الإصلاح الشامل لنظام الهجرة٬ الذي اقترحه الرئيس أوباما غداة تقديم مشروع المجموعة المتكونة من ثمانية أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي٬ يسعى إلى "رسم الطريق نحو المواطنة الأمريكية" لملايين الأشخاص الذين لا يتوفرون على أوراق الإقامة القانونية. وفي ما يخص قضية محاربة العنف المرتبط بالسلاح٬ سلطت الصحافة الأمريكية الضوء على الجلسة٬ التي عقدها مجلس الشيوخ أمس الأربعاء٬ والتي تميزت ب"الشهادة المؤثرة" للمنتخبة الديمقراطية السابقة غابرييل جيفورد٬ والتي كانت قد تعرضت لحادث إطلاق نار سنة 2011٬ تسبب لها في إصابات بليغة على مستوى الرأس. وأفادت يومية (يو إس أي توداي) بأن هذه الجلسة كشفت عن اختلافات كبيرة في الرأي بين المشرعين٬ المناصرين منهم لتشديد المراقبة على حمل السلاح واللوبي المدافع عن ترويج السلاح٬ مشيرة إلى أن هذا اللقاء شكل مناسبة لتسليط الضوء على "الحلول المحتملة لهذه الظاهرة"٬ خصوصا على مستوى إقرار متابعة جيدة في مجال الصحة العقلية٬ وتشديد المراقبة على بيع الأسلحة الخطيرة. وفي المجال الاقتصادي٬ علقت صحيفة (نيويورك تايمز) على الأرقام الأخيرة التي نشرتها وزارة التجارة الأمريكية٬ والتي كشفت عن انكماش الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأخير من السنة المنصرمة٬ مؤكدة أن الأمر يتعلق ب"أسوء أداء اقتصادي منذ منتصف سنة 2009". أما (وول ستريت)٬ صحيفة المال والأعمال٬ فقد اهتمت بوضعية الورقة الخضراء٬ مبرزة أن الدولار يوجد حاليا في أدنى مستوياته على مستوى صرف العملات مقارنة مع الأورو منذ 14 شهرا. وفي الملف الدولي٬ تناولت الصحف الأمريكية التطورات الأخيرة للحرب بسورية٬ خصوصا الغارة الجوية التي شنتها إسرائيل ضد أهداف عسكرية بالتراب السوري. وأبرزت (نيويورك تايمز)٬ في هذا الإطار٬ المخاوف القائمة حول إمكانية تسرب الأسلحة الكيماوية من سورية إلى حزب الله بلبنان الجارة٬ أو نحو جماعات متطرفة" بالمنطقة. وفي كندا٬ واصلت الصحف الكيبيكية اهتمامها بأشغال "لجنة شاربونو" والتبرعات غير القانونية للأحزاب السياسية بكيبيك٬ مبرزة بازدراء صورة رئيس شركة هندسية استشارية للعبقرية٬ يدعى ميشال لالوند٬ كان وراء الحصول على عقود من وزارة النقل عن طريق تقديم رشاوى لعدد من السياسيين في مونتريال وغيرها. وأشارت صحيفة ( لودفوار)٬ تحت عنوان "لجنة شاربونو٬ ميشال لالوند لا يأسف على شيء"٬ إلى أنه على عكس مسؤولين آخرين بمونتريال٬ كانوا قد عبروا في أوضاع مماثلة عن أسفهم لقبول رشاوى٬ فإن ميشيل لالوند لن يطلب الصفح. وبحسب الصحيفة٬ فقد كان ميشال لالوند منسقا لعمليات نصب استفادت منها شركات هندسية وضعت اليد٬ خلال الفترة ما بين 2004 و2009٬ على أغلب العقود بمونتريال في مقابل عائد من ثلاثة في المائة لفائدة اتحاد مونتريال٬ موضحة أنه قدم رشاوى لعدد من السياسيين ببلديات العاصمة والضواحي٬ وأمدهم بمساعدات مالية للفوز في الانتخابات التي كانوا يخوضونها. وفي سياق متصل٬ تحدثت صحيفة (لابريس) عن مبنى سكني ارتبط اسمه في عدد من تحقيقات الشرطة بمونتريال بما لا يقل عن عشرين شخصية أقامت فيه أو اشترت شققا به٬ فضلا عن صلته بوقائع مصنفة ضمن الجريمة المنظمة٬ معتبرة أن هذا المبنى هو عبارة عن "قلعة مفضلة لدى المجرمين٬ بل إن تشييده كان في قلب صراعات المافيا". وأشارت الصحيفة إلى أن لجنة شاربونو تعمل أيضا على معرفة ما إذا كان هذا "المبنى الفاخر"٬ الواقع في الميناء القديم لمونتريال٬ ملتقى لتمويلات مشبوهة. وسجلت الصحيفة أنه بالإضافة إلى استضافته لقضاة وأطباء ومحامين ونجوم دوليين في الرياضة والسينما والفنون٬ فقد أصبح المكان ملاذا للجريمة المنظمة٬ مضيفة أنه منذ إطلاق بيع الشقق به سنة 2000 ٬ فإن ما لا يقل عن عشرين شخصية لها صلة بالجريمة المنظمة أقامت أو امتلكت شققا به". وعلى المستوى الدولي٬ ذكرت الصحافة الكندية أن أوتاوا ستمنح 23 مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية إلى سورية٬ مضاعفة بذلك مساهمتها المقدمة خلال هذه السنة لسورية. كما تناولت الصحافة الكندية مساهمة أوتاوا في جهود دعم التدخل بمالي٬ مشيرة إلى ضخها لمبلغ إضافي قدره 13 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية لتحسين الأمن الغذائي وتوفير الرعاية الصحية لحالات الطوارئ بمالي ول 150 ألف لاجئ اختار الاغتراب فرارا من أعمال العنف.