دفعت الأحداث المتسارعة التي تشهدها مالي، خاصة بعد التدخل العسكري الفرنسي ضد الجماعات الإسلامية المقاتلة هناك، بوزراء الداخلية في المغرب واسبانيا وفرنسا والبرتغال إلى الاتفاق على عقد لقاء يوم الجمعة المقبل من أجل "إرساء أسس تعاون إقليمي موسع بهدف مواجهة مختلف التهديدات التي تستهدف استقرار وأمن منطقتهم". ومن المرتقب أن يتطرق لقاء زير الداخلية المغربي امحند العنصر، والاسباني "خورخي فرنانديز دياز"، والفرنسي "مانويل فالس"، والبرتغالي "ميغيل دو ماكيدو"، أيضا إلى ملف تعزيز التعاون بين وزاراتهم سواء في مجال التكوين لفائدة أجهزة الشرطة أو في مجال تبادل الأخبار والمعلومات٬ والاستفادة من التجارب الناجحة على الصعيد الثنائي. وإذا كانت الهجرة ملفا قائما بذاته يشغل دوما بال حكومات المغرب وبلدان جنوب إفريقيا بسبب تداعياتها المتفاقمة التي تؤثر على المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية لهذه البلدان، فإنه من المرجح أن تهيمن أزمة مالي على اللقاء بسبب توالي الأحداث المرتبطة بالتدخل العسكري لفرنسا على أرض مالي، فضلا عن عملية احتجاز الرهائن بالجزائر عقب الحرب في مالي. وكان المغرب قد سمح للطائرات الفرنسية بالمرور عبر أجوائه للوصول إلى مالي حيث تستمر القوات الفرنسية في قصف الإسلاميين المقاتلين، دعما لحكومة باماكاو، وهو نفس الدعم الذي أعربت عنه الحكومة المغربية التي أعلنت تضامنها مع السلطات في مالي في مواجهة "الحركات الانفصالية التي تهدد السلام والأمن ليس في منطقة الساحل فحسب، بل في بلاد المغرب العربي وسواه".