إسبانيا تدعم جهود المغرب في محاربة الهجرة السرية والمغرب يلتزم بالتعاون لإنهاء محنة المتعاونين المختطفين بتندوف أعلن وزيرا الداخلية المغربي والإسباني عن افتتاح مركزين أمنيين مشتركين شهر ماي المقبل بكل من طنجة والجزيرة الخضراء، وأكد وزير الداخلية الإسباني على أن بلاده ستواصل دعم المجهودات التي يقوم بها المغرب من أجل مكافحة الهجرة السرية والاتجار في المخدرات ومحاربة الإرهاب، في الوقت الذي جدد فيه وزير الداخلية المغربي على التزام المغرب بتقديم المساعدة الضرورية لإنهاء ملف المتعاونين الأوربيين المختطفين من تندوف. وأكد كل من خورخي فرنانديز دياز، وزير الداخلية الإسباني، وامحند لعنصر، وزير الداخلية المغربي، خلال ندوة صحفية أقاماها أمس الثلاثاء بالرباط، عن قرب افتتاح مركزين أمنيين بكل من طنجة والجزيرة الخضراء، على غرار المراكز الأمنية المشتركة بين إسبانيا وفرنسا، سيعمل بهما أفراد من الأمن بالبدين. وقال امحند العنصر إن القرار المؤسساتي لهذين المركزين قد تم اتخاذه، وستعمل المصالح الأمنية بكلا البلدين على تدقيق التفاصيل المتعلقة بهما، والعمل على إنجازهما في شهر ماي المقبل. وأكد خورخي فرنانديز دياز أن المصالح المختصة بالبلدين سوف تضع الإمكانيات البشرية والتقنية والمالية للمركزين. واعتبر امحند العنصر أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا «متميزة» على جميع المستويات، وما يترجم مستوى متانة هذه العلاقة أن أول زيارة خارج إسبانيا لرؤساء حكومتها تكون للمغرب، وأيضا أن أول زيارة لوزير الداخلية الإسباني خارج إسبانيا كانت للمغرب. وأشار العنصر إلى أن مباحثاته مع نظيره الإسباني تناولت مختلف القضايا التي تهم علاقات البلدين، سواء على المستوى الأمني أو على مستوى محاربة الهجرة، أو أيضا على مستوى التكوين، مبرزا في نفس السياق أن هذه العلاقات تتجاوز الطابع التقليدي، وارتقت إلى مستوى أكبر وبوتيرة أسرع. وأوضح خورخي فرنانديز دياز، الذي يقوم بأول زيارة رسمية له خارج إسبانيا، أن بلاده تعتبر المغرب نموذجا يحتدى به في مجال الإصلاحات، مضيفا «ليس من محض الصدفة أن تكون أول زيارة لي خارج إسبانيا إلى المغرب، فقد سرت على نفس نهج رئيس الحكومة، ماريانو راخوي، الذي قام بأول زيارة له خارج إسبانيا إلى المغرب في 18 يناير الماضي واستقبل من طرف جلالة الملك». وأشار وزير الداخلية الإسباني أن مباحثاته مع نظيره المغربي تناولت العديد من القضايا المشتركة بين البلدين، فأمن إسبانيا، يقول فرنانديز دياز، هو أمن المغرب، ولا يمكن لإسبانيا أن تشك أبدا في المجهودات التي تبذلها المملكة المغربية. وشدد الوزير الإسباني على ضرورة التعاون الوثيق بيت البلدين، وبين المصالح الأمنية بهما حول كل القضايا التي تحظى باهتمامها المشترك. وأوضح الوزير الإسباني أن المشاورات التي أجراها بالرباط تروم تحسين العلاقات بين البلدين الجارين، خصوصا في مجالات الأمن، ومواصلة العمل الذي تقوم به اللجن المختصة التي أنشأت بينهما. وأكد فرنانديز دياز أن إسبانيا ستواصل دعم المجهودات التي يقوم بها المغرب في مجال محاربة الهجرة السرية والاتجار في المخدرات ومكافحة الإرهاب، حيث إن المغرب لم يعد بحسبه بلد عبور فقط، وإنما بات بلد استقبال لأفواج من المهاجرين السريين. وأضاف في هذا السياق أن إسبانيا تعترف بالمجهودات التي يقوم بها المغرب في قضية اختطاف المتعاونين الأوربيين الأربعة من مخيمات البوليساريو بتندوف جنوب غرب الجزائر، في إطار التعاون القائم بين سلطات البلدين في مجال تبادل المعلومات من أجل إيجاد مخرج لهذا الملف. وأعلن في هذا السياق أن اجتماعا رفيع المستوى سيعقد في أكتوبر من هذه السنة، إما بالمغرب أو بإسبانيا لبحث كل القضايا المرتبطة بمكافحة الإرهاب في المنطقة. ونأى الوزير الإسباني بنفسه عن الخوض في القضايا الداخلية للمغرب، خصوصا ما يتعلق بحقوق الإنسان، واكتفى بالقول «على حد علمي فإن الحكومة المغربية تحترم القانون الدولي وتلتزم بالاحترام الكامل لحقوق الإنسان، وإذا كانت توجه لها بعض الانتقادات في هذا الشأن فهي نفس الانتقادات التي توجه لإسبانيا كذلك». واستطرد فرنانديز دياز «لنا القناعة التامة بأن المغرب منخرط في الإصلاحات تحت قيادة جلالة الملك، في ظل الظروف التي تعرفها المنطقة، ولازلنا نعترف أن المغرب شريك لنا».