يوم 19 شتنبر من العام الماضي حوالي الثانية عشر إلا ربعا يرن هاتف عباس الفاسي، إنها مكالمة من الديوان الملكي قصد الحضور إلى القصر وملاقاة الملك. تتسارع دقات قلب عباس، لقد اقترب موعد تحقيق الحلم الذي طالما تمناه، يستقبله الملك ليصبح أول وزير أول يختار طبقا للأعراف الديمقراطية ويهرول إلى مقر حزبه ويحمل على الأكتاف منتشيا بتحقيق نصر زائف. "" بعد 9 أشهر من التعيين المشؤوم تنجلي حقيقة الوزير الأول المزعوم وتنكشف مهزلة العرف الديمقراطي الذي لم يجن منه المغاربة إلا الويل والثبور، ألم يكن الملك يعرف سلفا حقيقة عباس الفاسي... يجمع أغلب المحيطين به بأن عباس الفاسي لم يكن إلا كركوز القصر المزروع داخل حزب الاستقلال شأنه شأن جميع الأراجيز المندسة داخل الأحزاب المغربية، وأن أدائه على مستوى قيادة الحزب هو أضعف أداء قيادي في تاريخ الحزب أما تجربته الوزارية فقد اتسمت بالتوظيفات المشبوهة وفضائح تشغيل أثرت بشكل خطير على سمعة الحزب ومردوديته. وزير أول نجح في الانتخابات التشريعية لسابع شتنبر2007 في الرتبة الأخيرة بإقليم العرائش وبعدد من الأصوات لم يتجاوز 5600 صوتا بتزوير سافر من طرف السلطة الاقليمية، لتكون نتيجته أضعف نتيجة انتخابية يحققها زعيم حزبي فائز، ورغم خيبة الأمل هذه يكافئ بتعيينه وزيرا أولا. ليبدأ مسلسل نهاية عباس فبعد أن فشل في إقناع حلفائه في الكتلة وتشكيل الحكومة، تدخل مستشارو الملك من أجل فرض تشكيلة حكومية على الجميع وتغطية فشل عباس، وبعد معركة عنيفة مع المعارضة المشكلة من العدالة والتنمية واتحاد الحركات الشعبية، كاد أن يخسر فيها رهان الثقة على التصريح الحكومي لولا دعم فريق الهمة المشكل في آخر لحظة. يوم الأحد 30 دجنبر من العام الماضي يؤكد الملك في بلاغ رسمي على الحفاظ على صلاحيات وكالات التنمية لأقاليم شمال وجنوب وشرق المغرب، وهذا يعني إلغاء المرسوم الذي أصدره عباس الفاسي والقاضي بتبعية هذه الوكالات لوصاية وزير الإسكان والتنمية المجالية. خلد عباس الفاسي في سبات شتوي عميق، إذ لم يخرج في أي مهمة رسمية إلى حدود 20 فبراير إلا مرة واحدة نحو البرتغال، رغم كثرة الأزمات الدبلوماسية التي وقعت، ولم يتحرك إلا بعد أن انتشرت شائعة التعديل الحكومي مخافة فقدان المنصب الذي يتشبت به. ولأول مرة في تاريخ المغرب يحاصر مقر حزب الوزير الأول بالرباط من قبل مجموعات الأطر المعطلة بعد مهزلة النتائج المشبوهة لتوظيفات الأطر العليا. وحتى تكتمل الصورة الحقيقية لعباس، وارتباطا بأحداث سيدي إيفني الأخيرة وأمام ذهول الجميع يطل علينا عبر شاشة القناة التلفزية (دوزيم) في نشرتها الإخبارية الزوالية، ويؤكد بأنه لم تكن هناك أي أحداث في سيدي إيفني نهائيا وبتاتا، ولكن هناك من حين لآخر تعبير على مطالب من لدن المعطلين الباحثين عن الشغل. واعتبر الوزير الأول أن ذلك يعني أن المغرب يعيش في حرية، وأن المغاربة أحرار في بلدهم، معبرا عن اعتزازه بالاستقرار الذي تعرفه هذه الأقاليم وبانضباط السكان وتعلقهم بالعرش وبمغربيتهم. لقد اتضح للجميع بأن عباس لم يكن سوى هدية الملك إلى شعبه بعد ارتفاع نسبة العزوف عن التصويت والمقاطعة الشعبية الهائلة لصناديق الانتخابات. ليكرس المزيد من الهوة بين المواطن المسحوق والأحزاب السياسية، ويصبح الملك هو الآمر الناهي في جميع الملفات في وقت وجيز، والعلة مرض عباس الذي لا يريد الاعتراف به أو الكشف عنه وهو ما يشكل سابقة من نوعها في المشهد السياسي المغربي. لقد كان الملك ومستشاروه على علم ببوادر الأزمة الاقتصادية التي نعيشها، والأوضاع الاجتماعية التي يمكن أن تترتب عنها، وكانوا يبحثون عن كبش فداء لا يرفض طلبا ويؤدي جميع الأدوار ولم يجدوا أفضل من عباس الذي يجيد دور الكومبارس. وبينما ينتشي عباس في دور دون كيشوت وهو يصارع طواحين الهواء، تستمر معاناة سكان سيدي إيفني وصفرو وبوعرفة من التهميش ومن آلة القمع المخزنية لتزيد قتامة الوضع الحالي وترتفع نسبة المقاطعين للانتخابات وهذا ما ستكشف عنه الانتخابات المقبلة. ما لا تعرفونه عن الوزير الأول عباس الفاسي *كان عباس الفاسي قبل توليه الوزارة الأولى يستيقظ من النوم في الظهيرة ويضيف مصدر مقرب منه أن عباس يعاني من مرض السكري لذلك يتأخر في الاستيقاظ من النوم كما أن مرضه يؤثر على أدائه في الاجتماعات الحكومية حيث يغلب عليه التثاؤب والسهو والشرود. *يقضي الوزير الأول عباس الفاسي في مكتبه ست ساعات من العمل في مكتبه ، من العاشرة والنصف صباحا وحتى الثانية بعد الظهر، ثم من الثالثة بعد الزوال إلى السادسة مساء في حين كان الوزير الأول السابق إدريس جطو يقضي مايفوق 14 ساعة من العمل يوميا. *لا يربط الوزير الأول عباس الفاسي بلغة الأرقام والحسابات غير "الخير والإحسان" ويقول وزير مخضرم في حكومة عباس أن "السي عباس ماعندو غير الشفوي ، ما كيعرف كاع أشنو هو لورديناتور ،وزيد عليه حتى البورطابل ، راه ما كيعرفش يجبد مساج" * بسبب جهله للغة الأرقام يحرص دائما على الاستعانة بصهره نزار بركة الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية. *عباس الفاسي أب لأربعة أبناء : راضية المحامية ، ماجدة المهندسة ، فهد مسير شركة ،وعبد المجيد الذي يتابع دراسته بإنجلترا *يحرص على ممارسة رياضة المشي كل مساء بملاعب الكولف في العاصمة الرباط. *يدخن سيكار "مونتي كارلو" الذي لا يتعدى ثمنه 400 درهم للعلبة. *يعشق القراءة باللغة الفرنسية ويعكف على قراءة كتب جون جاك روسو ، فيكتور هيجو ، بودلير وفولتير. *يهوى مشاهدة القناة الفرنسية الأولى "تي إف 1" إضافة إلى قناة الجزيرة. *يصل عباس الفاسي "نشوته" حسب مصادر مقربة منه عندما يدخن سيكاره المفضل على شواطئ العرائش أو اكادير على أنغام أغنية "الأطلال" لأم كلثوم . *كان عباس الفاسي قبل توليه الوزارة الأولى يستيقظ من النوم في الظهيرة ويضيف مصدر مقرب منه أن عباس يعاني من مرض السكري لذلك يتأخر في الاستيقاظ من النوم كما أن مرضه يؤثر على أدائه في الاجتماعات الحكومية حيث يغلب عليه التثاؤب والسهو والشرود. *يقضي الوزير الأول عباس الفاسي في مكتبه ست ساعات من العمل في مكتبه ، من العاشرة والنصف صباحا وحتى الثانية بعد الظهر، ثم من الثالثة بعد الزوال إلى السادسة مساء في حين كان الوزير الأول السابق إدريس جطو يقضي مايفوق 14 ساعة من العمل يوميا. *لا يربط الوزير الأول عباس الفاسي بلغة الأرقام والحسابات غير "الخير والإحسان" ويقول وزير مخضرم في حكومة عباس أن "السي عباس ماعندو غير الشفوي ، ما كيعرف كاع أشنو هو لورديناتور ،وزيد عليه حتى البورطابل ، راه ما كيعرفش يجبد مساج" * بسبب جهله للغة الأرقام يحرص دائما على الاستعانة بصهره نزار بركة الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية. *عباس الفاسي أب لأربعة أبناء : راضية المحامية ، ماجدة المهندسة ، فهد مسير شركة ،وعبد المجيد الذي يتابع دراسته بإنجلترا *يحرص على ممارسة رياضة المشي كل مساء بملاعب الكولف في العاصمة الرباط. *يدخن سيكار "مونتي كارلو" الذي لا يتعدى ثمنه 400 درهم للعلبة. *يعشق القراءة باللغة الفرنسية ويعكف على قراءة كتب جون جاك روسو ، فيكتور هيجو ، بودلير وفولتير. *يهوى مشاهدة القناة الفرنسية الأولى "تي إف 1" إضافة إلى قناة الجزيرة. *يصل عباس الفاسي "نشوته" حسب مصادر مقربة منه عندما يدخن سيكاره المفضل على شواطئ العرائش أو اكادير على أنغام أغنية "الأطلال" لأم كلثوم .