انتقد الداعية الإسلامي الشيخ أبو حفص رفيقي الطريقة التي صاغت بها منابر إلكترونية وورقية تصريحاته التي أدلى بها أخيرا في شأن الأحداث الجارية على أرض مالي جراء التدخل العسكري الفرنسي قبل أيام خلت، معتبرا أن عددا من هذه المواقع ساقت تصريحاته بصياغة "غير بريئة"، وعناوين تشبه تلك التي حرضت على الزج به في أتون السجون قبل أعوام على خلفية "قانون مكافحة الإرهاب". وشدد أبو حفص على أن موقفه مما يجري في مالي ينطلق من قناعاته السياسية والشرعية، ولا علاقة له بما تقوم به الجماعات المسلحة في المنطقة، والتي "أختلف معها في كثير من مسالكها واختياراتها" يورد الداعية الذي طالب بالدقة والتحري في نشر الأخبار والتصريحات حتى "لا نكرر خطأ الأمس، والذي دفعنا في مقابله ثمنا باهظا" يؤكد أبو حفص. وفي ما يلي البيان التوضيحي الذي خص به أبو حفص جريدة هسبريس الإلكترونية: نشرت بعض المواقع الإلكترونية والجرائد ومنها للأسف بعض المواقع التي نكن لها الاحترام، تصريحي حول أحداث مالي، لكن للأسف بصياغة غير بريئة، وفي سياق غير مطمئن، يذكرنا بالعناوين التي حرضت علينا للزج بنا في السجون، وعليه كان لا بد من هذا التوضيح: موقفي من أحداث مالي هو موقف مبدئي، شرعي وسياسي، غير مرتبط بأي تيار ولا بتنسيق مع أي أحد، ولا يمثل وجهة نظر أي تيار أو جهة. موقفي من أحداث مالي لا علاقة له بما تقوم به الجماعات المسلحة في المنطقة، والتي أختلف معها في كثير من مسالكها واختياراتها، إلا أن ذلك كله ليس بمبرر عندي لهذا الاحتلال والهجوم الغاشم على الآمنين والمستضعفين. ما يجب أن يفهمه الكثير هو أن الاعتدال والوسطية، لا تعني أبدا التخلي عن نصرة المستضعفين، ولا عن إدانة المحتلين، ولا علاقة لهذه المواقف المبدئية بالتطرف من قريب أو بعيد. هذا الموقف ليس موقف جماعة معينة أو تيار ما، بل هو موقف كل المسلمين في العالم، بل موقف كل الأحرار، وجهات عديدة أعلنت استنكارها لهذا الهجوم، وعلى رأسها اتحاد علماء المسلمين، والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بمصر، والتي تضم كل التيارات الإسلامية وعلى رأسها حركة الإخوان والسلفيون بمختلف مدارسهم، دون أن ننسى علماء موريتانيا و جماعة كبيرة من العلماء والدعاة من مختلف التوجهات. للأسف الشديد لا زال البعض يصر على نسبتي لتيار معين، مع تبرئي الدائم من ذلك، ومع أني لا أحب أن أقزم في تيار معين، وأحب أن أكون للمسلمين جميعا، ومع أن كتاباتي وتصريحاتي واضحة في ذلك، وتدل عليه بمختلف أنواع الدلالة، لكن بعض الصحفيين هداهم الله مصرون على أن يضيقوا ما وسعه الله عليك. نصرة المستضعفين في الأرض، في كل البلاد التي مسها الاحتلال واجب شرعي، وهو قمة الوسطية والاعتدال، وهو ٍأي كل علماء الأرض، من تكلم منهم ومن سكت، وهو المعبر عن حس كل الشعوب المقهورة الرافضة للطغيان. فلذلك شيئا من الدقة والتحري، والنزاهة والشفافية، لا نكرر خطأ الأمس، والذي دفعنا في مقابله ثمنا باهظا، نسأل الله تعالى أن يتقبله منا".