اعتقلت الشرطة القضائية بالدارالبيضاء الشيخ محمد رفيقي الملقب بأبي حفص أول أمس للتحقيق معه وأبقته تحت الحراسة النظرية، وحسب مصادر مقربة من أبي حفص فإنه توصل باستدعاء من الشرطة القضائية بالبيضاء يوم الجمعة الماضي، يؤكد حضوره يوم أمس الإثنين، غير أن الشرطة القضائية بفاس، اتصلت به لتطلب حضوره يوم الأحد 9 مارس 2003، فتوجه أول أمس إلى البيضاء صباحا قصد مقابلة الشرطة القضائية، التي باشرت التحقيق معه وأبقته تحت الحراسة النظرية، فحسب أقربائه فلا أحد يود من المسؤولين إعطاءهم أي معلومة عنه، وعن أسباب هذا التحقيق، رغم أن القانون يلزم عميد الشرطة القضائية إخبار وكيل الملك بأسباب الاعتقال ليخبر هذا الأخير بدوره عائلته بأسباب الاعتقال. وكانت الشرطة القضائية بفاس قد حققت مع أبي حفص في يناير الماضي حول علاقته بما يسمى بتيار السلفية الجهادية، وحول مضمون الخطب والدروس التي يلقيها، كما تم تدقيق التحقيق حول مخيم قام به بعض الشباب المتدين بحي الواد بسلا، بمعمورة بعد أيام قليلة من عيد الأضحى لسنة 2002. وحسب بعض الآراء فإن الشيخ أبي حفص سيلقى مصير الشيخ حسن الكتاني وتلميذه هشام صابر، وربما ستوجه إليه نفس التهم المنسوبة إليهما والمتمثلة في تكوين عصابة إجرامية والمساهمة فيها والإخلال بوقار العبادة وانتحال صفة خطيب الجمعة وعقد اجتماعات غير مرخص بها، فإن لم تكن هذه التهم، فسيتابع بعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق، وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها، وهي التهم الموجهة لعشرة المتهمين الموجودين رفقة حسن الكتاني . وفي تصريح سابق ل: >التجديد < قال أبو حفص إثر اعتقال الشيخ حسن الكتاني: "إن السلطة أمام استحقاقات أمنية محلية ودولية، ولابد لها من إجراءات تجعلها منسجمة مع الحملة الأمريكية، على ما يسمى بالإرهاب، واعتبر أن السلطة وجدت في الشيخ حسن الكتاني كبش فداء، بسبب مواقفه الجريئة في نصرة المستضعفين من المسلمين في العالم. ووصف أبو حفص التهم الموجهة إلى الكتاني بأنها أتفه من أن يرد عليها" وجدير بالذكر أن محمد عبد الوهاب رفيقي من مواليد1974 نشأ في مدينة الدارالبيضاء تلقى تعليما دينيا منذ صغره، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن التاسعة. وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية انتقل إلى فاس ليحصل على الباكالوريا العلمية، وبعد سنة في كلية العلوم انتقل إلى السعودية حيث نال الإجازة في الشريعة بالمدينة المنورة. وعاد إلى المغرب ليسجل رسالة الدكتوراه في فقه الأموال. وسبق لأبي حفص أن أصدرت محكمة الاستئناف بفاس يوم 4 يوليوز2002 ثلاثة اشهر حبسا نافذا مع غرامة مالية قدرها 1000 درهم، قضى منها قرابة شهرين ثم أفرج عنه، وكانت المحكمة الابتدائية بفاس قد تابعت "أبي حفص" خلال بداية شهر ماي 2002 في حالة اعتقال بتهم انتحال صفة حددها القانون ، والتحريض على استعمال العنف، وحكمت عليه بستة أشهر حبسا نافذا. وإثر محاكمة أبي حفص وجه مجموعة من العلماء والخطباء بيانا في أواخر شهر ماي الماضي، عبروا فيه عن استغرابهم لما يحدث في البلاد، ومما جاء في هذا البيان: "إننا نستغرب أشد الاستغراب لما يحدث هذه الأيام في بلادنا، ففي الوقت الذي يوقف فيه مجموعة من خطباء المساجد عن أداء مهمتهم الشرعية وتفرض عليهم الوصاية ويلقى أخونا الشيخ أبو حفص في السجن، في هذا الوقت ذاته يترك الذين يشتمون النبي عليه الصلاة والسلام عبر الأثير وفي صفحات الجرائد والمجلات كالمدعوة-حكيمة الشاوي- والذين يسبون أئمة الإسلام ورموز الدين كالإمام البخاري أمثال المدعوة- خديجة بطار- يسرحون ويمرحون ويعربدون كما تشاء لهم أهواؤهم". خديجة عليموسى