شكلت تطورات الأوضاع في عدد من الدول العربية خاصة في تونس ومصر واليمن ومصر والأردن٬ وكذا أصداء التدخل العسكري الفرنسي في جمهورية مالي وتداعيات القضية السورية٬ أبرز اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء. ففي تونس تناولت الصحف تخليد الذكرى الثانية لثورة 14 يناير 2011 أمس الاثنين٬ حيث نقلت إلى جانب الاحتفالات الرسمية التي شهدتها البلاد بحضور عدة وفود عربية وأجنبية٬ أجواء "التشنج والاحتقان" التي طبعت هذه الاحتفالات. وفي هذا السياق٬ سجلت مختلف الصحف الانقسام الذي ظهر جليا في الشارع التونسي من خلال مضامين الشعارات التي رفعها المشاركون في المظاهرات والمسيرات التي شهدها أمس شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة٬ بن مؤيدين لأحزاب الأغلبية٬ وخاصة لحزب حركة النهضة ٬الذي يقود الائتلاف الحاكم من جهة٬ وبين المعارضين لسياسة الحكومة الحالية. فبينما رفع المؤيدون شعارات تدعم ما وصفوه ب" الشرعية الانتخابية" التي جاءت بها الثورة ٬ والمتمثلة في الحكومة الحالية ٬ اختارت أحزاب المعارضة رفع شعارات تعتبر أن الثورة "حادت عن مسارها الطبيعي وابتعدت عن الأهداف التي قامت من أجلها ٬ أي تحقيق التنمية والتشغيل واستقلال القضاء". وفي هذا السياق٬ كتبت صحيفة "الصريح" إن الاحتفال بذكرى الثورة التونسية "يظل فرحة مشوبة بالقلق والخوف .. الخوف من المستقبل وعلى المستقبل .. الخوف على تونس مما يحاول البعض إقحامها فيه..". ومن جهتها أولت الصحف القطرية اهتمامها بثورات الربيع العربي التي انطلقت أولى شراراتها بتونس في يناير2011 ٬والأوضاع المزرية التي يعيشوها المدنيون في سورية. وهكذا كتبت جريدة (الشرق) في افتتاحيتها أن "أبرز أسباب تلك الثورات٬ كانت تطلع الشعوب الى الحرية وحكم الشعب٬ ومناهضة الاستبداد والطغيان٬ ومحاربة الفاسد"٬ معتبرة أن "الرؤساء الذين أطاحت بهم ثورات الربيع العربي لم يفهموا أن الشعوب تنتصر لإرادتها وكرامتها٬ وأن مصير الطغاة هو الهروب أو التنحي أو القتل٬ لانهم رؤساء فقدوا شرعياتهم٬ وانتهكوا حقوق الانسان٬ وتشبثوا بكراسي الحكم لعقود طوال٬ هزتها الشعوب وأسقطتها٬ ونالت حريتها." من جهتها ٬ اهتمت صحيفة الراية بتقرير لجنة الإنقاذ الدولية حول الأوضاع في سورية ٬ مبرزة انه "يثير الصدمة والذهول في أوساط المجتمع الدولي الذي راقب تفاقم الأزمة السورية على مدار نحو عامين وفضل أن يظل مراقبًا لما يجري أو يدين ويشجب ويدعو لوقف العنف والقتل دون إجراءات عملية على الأرض." أما الصحف اللبنانية فقد اهتمت بتبليغ القضاء العسكري اللبناني ضابطين سوريين٬ وتحديد جلسات أخرى في قضية نقل السلاح من سورية إلى لبنان بهدف "إحداث فتنة"٬ والاحتجاجات أمام السفارة الفرنسية في بيروت على قرار وزير الداخلية الفرنسي تأجيل النظر في مسألة الإفراج عن اللبناني جورج إبراهيم عبد الله بعد قضائه 29 سنة في السجون الفرنسية٬ وطرح رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط إحداث مجلس للشيوخ في لبنان كحل للنزاعات حول القانون الانتخابي الجديد. فقد تحدثت جريدة (النهار) عن قرار قاضي التحقيق العسكري الأول اللبناني إبلاغ السوريين اللواء علي المملوك ومساعده العقيد عدنان٬ المدعى عليهما في قضية نقل الوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة أسلحة إلى لبنان للقيام بتفجيرات٬ كتابة على باب مكتبه في المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت "بعد تعذر إبلاغهما بسبب عدم معرفة مكان إقامتهما"٬ مع عقد الجلسة الثانية في الرابع من فبراير المقبل٬ وتحديد جلسة في 28 يناير الجاري لاستدعاء واستجواب "الشاهد" ميلاد كفوري٬ الذي أبلغ عن سماحة. وبخصوص الاحتجاجات في محيط السفارة الفرنسية في بيروت على عدم التنفيذ الفوري لقرار القضاء الفرنسي الإفراج المشروط بالترحيل عن جورج عبد الله (61 سنة)٬ قالت جريدة (السفير) إن "اليوم الذي كان مكرسا لإجراءات شكلية لترحيل جورج عبد الله بدأ بمفاجآت٬ بينت عيوبا في التنسيق بين وزارة العدل وقلة حماسة وزارة الداخلية الفرنسية لتنفيذ قرار قضائي"٬ فيما رأت جريدة (الأخبار)٬ من جهتها٬ في قرار التأجيل "علامة ضعف أمام رغبات أمريكية". وتوزعت اهتمامات الصحف المصرية بين مآل الجهود المبذولة لاستعادة الأموال المهربة ومصير رموز النظام السابق بعد قرار محكمة النقض إعادة محاكمتهم. وكتبت صحيفة " الأهرام " في هذا السياق أن سويسرا تراجعت عن إعادة 767 مليون دولار من أموال النظام السابق٬ فيما علقت "روز اليوسف" بالقول أن " أموال مصر 'ضاعت'بسبب " الضباب السياسي " ٬ بينما أشارت صحيفة " الأخبار " إلى أن بريطانيا على العكس من ذلك تمضي قدما في إعادة الأموال المهربة إليها من قبل رموز نظام حسني مبارك وفق ما أكده جيريمي براون وزير الدولة البريطاني لشؤون منع الجريمة. أما صحيفة " الحرية والعدالة "٬الناطقة باسم الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين " فأشارت بالخصوص إلى تقدم أحد أعضاء الحزب بمجلس الشورى بطلب إنشاء صندوق سيادي توضع فيه المبالغ المستردة من الأموال المنهوبة. وبخصوص إعادة محاكمة الرئيس السابق والمتابعين معه في ملف قتل المتظاهرين والفساد المالي ٬نقلت صحيفة " الجمهورية " عن رجال قضاء تأكيدهم على عدم جواز إضافة اتهامات جديدة للمتابعين ٬فيما تحدث محامو المتهمين عن أن إعادة المحاكمة ومضمونها رهين بحيثيات قرار محكمة النقض بقبول الطعون على الأحكام الصادرة سلفا . وتابعت الصحف الجزائرية اهتمامها بالوضع في مالي والتعتيم الإعلامي المرافق له وكذا دور الجزائر في هذا الواقع الجديد حيث لاحظت صحيفة (الشروق) أن من بين نقاط الظل٬ وغرائب الحرب المفتوحة في مالي٬ هو "التعتيم" الإعلامي الذي تعرفه ساحة القتال٬ فلم تتسرí¸ب مع الساعات الأولى للتدخل العسكري٬ أية صور أو مشاهد حية٬ وهو ما يرسم علامات استفهام٬ حول ما إذا كانت فرنسا تركز أولا على "الحرب الإعلامية" لحسم تواجدها في الأراضي المالية. من جانبها٬ كتبت صحيفة (الفجر) "لقد بات جليا أن فرنسا تحاول سبق الخطى أمام أمريكا في إحكام سيطرتها على الساحل كمدخل لإفريقيا٬ شمالها وجنوبها٬ ففرنسا التي سحبت آخر جنودها من أفغانستان الشهر قبل الماضي٬ تخوض الآن حربا جديدة في شمال مالي٬ ظاهرها طرد القاعدة من هذه المنطقة٬ وباطنها حماية مناطق نفوذها وثرواتها لا غير". وحول موقف الجزائر من أزمة مالي٬ اعتبرت صحيفة (الخبر) أن"الموقف الرسمي الجزائري من هذه الأزمة أثبت فشلا مزدوجا٬ الأول المراهنة على جر (حركة أنصار الدين) إلى الانخراط في مساعي الحل السياسي٬ ومحاولة إقناع الفرنسيين بأنها تنظيم غير إرهابي. والثاني المراهنة على ما يسمى 'دول الميدان' لإبعاد التدخل العسكري الأجنبي. أما الأهم في القضية٬ انعدام الشفافية في الترخيص للطائرات الفرنسية بالتحليق فوق الأجواء الجزائرية". وشكل الوضع العسكري في مالي وسورية اهتمامات الصحف العربية الصادرة في لندن إذ كتبت "القدس العربي" عن وصول رتل يتكون من نحو ثلاثين آلية عسكرية فرنسية إلى مالي٬ قادما إليها من كوت ديفوار"٬ مشيرة إلى شن المقاتلين الإسلاميين هجوما مكنهم من السيطرة على بلدة ديابالي التي تبعد عن العاصمة باماكو بنحو 400 كلم ٬ وكذا تهديدهم بضرب فرنسا '"في الصميم". ومن جهتها أشارت صحيفة "الحياة" إلى تأكيد "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" (متمردو الطوارق) التي أنهت الجماعات الإسلامية تحالفها معها بعد فترة من مشاركتهما في احتلال شمال مالي مطلع أبريل الماضي٬ استعداد مسلحيها لمساعدة الجيش الفرنسي "ميدانيا" في تحرير الشمال. وبخصوص الملف السوري وتشعباته الإيرانية٬ نقلت صحيفة "الشرق الأوسط " عن تقرير عسكري أمريكي تأكيده أن إيران تسعى الى توسيع قدراتها الاستخباراتية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وإقامة عدد من المحطات الاستخباراتية على طول شاطئ البحر الأبيض المتوسط. واهتمت الصحف الأردنية بالاعتصام الاحتجاجي الحاشد٬ المقرر تنظيمه الجمعة المقبل٬ في العاصمة عمان٬ تحت شعار (الشرعية الشعبية)٬ بمشاركة نحو55 حراكا شبابيا وعشائريا٬ والحركة الإسلامية٬ وذلك للتعبير عن رفض إجراء الانتخابات النيابية في 23 يناير الجاري٬ وفق قانون الصوت الواحد (الترشيح الفردي). وفي السياق ذاته ٬ نقلت صحيفة (الغد) عن منظمي هذا الاعتصام تأكيدهم على طابعه السلمي والتزامه بمطالب الشارع في الإصلاح٬ فيما أكدت قيادة جماعة الإخوان المسلمين مشاركتها بأعداد حاشدة مشابهة لفعاليات احتجاجية سابقة. أما الصحف الإماراتية الصادرة اليوم٬ فقد فتناولت بالخصوص موضوع العلاقات الاماراتية- الأرجنتينية على ضوء زيارة الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فيرنانديز لأبوظبي٬ وتعزيز المصالحة بين الأطراف اليمنية ٬ إلى جانب قرار العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود تعيين30 امرأة في مجلس الشورى السعودي. فتحت عنوان "تعزيز الصداقة والتعاون مع الأرجنتين" أكدت صحيفة (الوطن) حرص دولة الإمارات على بناء علاقات متفاعلة ومتطورة مع جمهورية الأرجنتين عبر تطوير التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية. ومن جهتها٬ دعت صحيفة (الخليج) جميع اليمنيين الى جعل عنوان " التصالح والتسامح " فرصة لإعادة ترميم الجروح التي تسببت بها السياسات التي اتبعت بعد قيام دولة الوحدة وبعد الحرب الأهلية عام 1994٬ مبرزة أن هذه الفرصة "ستعيد بناء العلاقات بين اليمنيين على أسس جديدة ترسي قواعد لنظام جديد يكون قادراً على مواجهة التحديات التي واجهت وتواجه البلاد منذ عقود من الزمن". أما صحيفة (البيان) فركزت في افتتاحياتها على موضوع تعيين العاهل السعودي لأول مرة 30 سيدة ضمن أعضاء مجلس الشورى الجديد٬ معتبرة أن هذا التعيين الذي حظي بترحيب واسع على المستويين الإقليمي والدولي٬ "إجراء غير مسبوق" ويمثل "نقلة نوعية" في مسيرة الإصلاحات التي انتهجها العاهل السعودي منذ توليه مقاليد الحكم ٬لا سيما في مجال النهوض بأوضاع المرأة.