رغم كل ما نسمعه في الآونة الأخيرة من عبارات ومصطلحات تبشر بالخير كحقوق الانسان – حرية الصحافة – المصالحة الوطنية – طي صفحة الماضي السياسي.... وغير ذلك من الشعارات التي تبشر بالخير وتوحي للناظر أن المغرب أصبح بلدا ديموقراطيا..لا زال المخزن المغربي يمارس سياسته القمعية ضد كل الأصوات الحرة النزيهة التي تدافع عن قضايا الشعب وهمومه. هذا الشعب الذي عانى كثيرا ولا يزال يعاني من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية والثقافية... ويعاني أيضا من سياسة برمجة العقول في النموذج العروبي المشرقي عبر مختلف وسائل الاعلام الرسمية للمخزن من قنوات تلفزيةالى محطات اذاعية الى صحف وجرائد حزبية ضيقة تكون وراءها خلفيات إيديولوجية سياسية تخدم مصالح الطبقة الشوفينية لا غير... "" حقيقة ما يجري وما يطبخ داخل أسوار وقلاع المخزن المغربي داخل مؤسسات أريد لها أن تقزم وتميع نضالات الشعب الامازيغي , نضالات الهامش الذي تم استبعاده عن اتخاذ القرار في مغرب الاستقلال وفي دولة " حقوق الإنسان " و" العهد الجديد " وفي دولة نكبة " انفكو" و"تونفيت " دولة العصا والجزرة في الداخل و التمر والحليب في الخارج لتزيين وجه نظام غارق في في سياسة تكميم أفواه المناضلين الشرفاء, وفي نفس الوقت – و ياللعجب- دولة " خطاب أجدير " ودولة " المعهد الملكي للثقافة الامازيغية " ودولة " المبادرة الوطنية للتنمية البشرية " ... إلى غير ذلك من الشعارات الجوفاء والتي إن كتب لها التحقق على ارض الواقع لأصبح المغرب " أجمل بلد في العالم". لقد ابتلينا في " العهد الجديد" بنوع من السلطوية التي عاهدناها في " العهد القديم " وكنا نظن ونحن أبناء أواسط الثمانينيات أن المخزن " يجب ما قبله" حسب القاعدة الفقهية المعروفة , بمعنى أن ما مضى من سنوات سميت تجاوزا ب " سنوات الرصاص" قد أعيد اجتراره ومضغه واخراجه بشكل يواكب الألفية الثالثة, حتى لا يثير ذلك سخط المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان وحتى يبقى الشعب الامازيغي غافلا عن جوهر النظام وهو ينظر إلى غلافه الخارجي المزخرف بالشعارات الرنانة التي تسيل لعاب المستثمرين الأجانب في جميع الميادين . لكن البعض لا تنطلي علية اللعبة المخزنية لأنه يفهم ميكانيزمات عمل الأنظمة الشمولية وطريقة لعبها على التناقضات المتواجدة في الساحة السياسية, وكيف تسعى إلى اجتذاب الفئات المثقفة إلى جنبها لتشاركها رأسمالها الرمزي بغية استدراج كل من يسير عكس سير المخزن , ولنا في التاريخ المغربي أحداث تظهر لحظات شد الحبل بين علماء الهامش والسلطة المركزية وهو ما ينبني عليه النظام الحالي الذي لم يستطع بعد الخروج من شرنقة التقليدانية رغم ادعائه الحداثة وحقوق الإنسان التي لا تتماشى مع أنظمة شاخت من كثرة تقيدها بالبروتوكولات الجوفاء الفارغة من أي محتوى علمي عقلاني و القابضة على السلطة الرمزية الدينية المتمظهرة في شكلانية مؤسسات الدولة المخزنية . ان المخزن المغربي اليوم يبين للرأي العام الوطني والدولي عبر وسائله الاعلامية أنه قد تنازل عن وحشيته واغتيالاته للمناضلين وقمعه لايمازيغن ...لكن الواقع يثبت العكس فالحقيقة أصبحت واضحة كالشمس وسط النهار ولا غبار عليها حيث أن الاعتقالات في صفوف المناضلين في تزايد مستمر كان آخرها اعتقال الاستاذ عبد العزيز الوزاني رئيس جمعية أوزكان بتغجيجت على خلفية الندوة التي عنونها ب "الحقوق المرتبطة بالارض" واعتقالات المناضلين في صفوف الحركة الأمازيغية بكل من مواقع: مكناس – الراشدية ... دون أن ننسى ما تتعرض له الصحافة الحرة ك: توقيف مجلة نيشان- محاكمة أسبوعية الوطن اللآن وزج الصحفي مصطفى حرمة الله في السجن- الحكم القاسي على يومية " المساء" ب 600 مليون سنتيم – التلاعب من طرف المسؤولين عن الاعلام في بلادنا بإذاعة تطوان الجهوية وتقليص ساعات بثها -وما تعرض له نادي الصحافة بتزنيت ... الشيء الذي يبين طبيعة التعامل مع الملفات التي تهدد مراكز البعض من خلال كشف أوراق لو عوملت بديموقراطية لأرجعت النمر قطا لكن الفضائح بالمغرب تتكرر ومن طرف رؤوس الحربة ولا من سيحاسبهم ...الشعب مخدر ولا حول ولاقوة له ... الشعب ان طالب بحق بسيط من حقوقه تلفق له تهم بالمجان وذلك ما حدث في واقعة فاتح ماي 2007 حيث لا ينقص المعطلون والباحثون عن حق العيش الكريم الا السجون والمحاكمات المجانية ..لعله خلل في استراتيجية الدولة ؟ أو أنه تكتيك للحيلولة دون وصول سقف المطالبة بمحاسبة ومحاكمة مجرمي الدولة المغربية . أولئك الذين ينهبون المال العام ويجعلون من المغاربة الأمازيغ كرة تتقاذفها أرجل كبار المسؤولين من مرمى الى أخرى وكأن شيئا لم يقع... فكري الأزراق : صحافي بجريدة "صوت الشمال"/ الناظور [email protected] www.fikrielazrak.tk