كشف الدكتور عبد الواحد الفاسي، القيادي البارز في حزب الاستقلال، في تصريحات هاتفية لهسبريس عن كون الشكل الذي قُدّمت به مذكرة التعديل الحكومي من طرف حميد شباط الأمين العام للحزب "غير طبيعي"، مشيرا إلى أن المذكرة جاءت بديباجة تقول: "إلى رئيس مجلس التحالف الحكومي"، وهذا معناه أنها ليست مُوجهة إلى "رئيس الحكومة". وقال نجل علال الفاسي الزعيم الروحي لحزب الاستقلال إن "مطلب التعديل الحكومي قضية شخصية من شباط لا سند ولا مسوغات له"، مضيفا بأنه "يمكن لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أن لا يجيب عن مذكرة التعديل الحكومي مادامت لم تُوجه إليه بصفته رئيسا للحكومة الحالية، كما أنها تتضمن ما سماه "قلة احترام" للشخص الموجهة إليه، وهو أمر غير مقبول" يؤكد عبد الواحد الفاسي. أما من حيث العمق، يتابع القيادي في حزب "الميزان"، فإنه "بغض النظر عن الأسلوب الجميل الذي كُتبت به مُذكرة التعديل الحكومي، فإن الغاية من تقديمها جلية تتمثل في رغبة شباط بإدخال بعض الأشخاص المحسوبين عليه إلى الحكومة، وأيضا تغيير وزراء لا يروقون له وما يزالون متشبثين بالخط السياسي لحزب الاستقلال" يورد الفاسي. وجوابا على سؤال هسبريس بخصوص تيار "لا هوادة" ومدى السقف السياسي الذي يمكنه أن يصل إليه بعد تأسيسه أخيرا من لدن عدد من أعضاء المجلس الوطني لحزب الاستقلال، أفاد عبد الواحد الفاسي المرشح السابق للأمانة العامة للحزب بأن هذا التيار يهدف أساسا إلى إعادة الأمور إلى نصابها داخل البيت الاستقلالي. واسترسل القيادي بأن تيار "لا هوادة في الدفاع عن الثوابت بحزب الاستقلال" هو "منبر للدفاع المستميت عن كل ما نؤمن به داخل حزبنا من مبادئ وقيم وأهداف، ولمحاولة إرجاع الأمور المنحرفة إلى طبيعتها باعتبار أن هناك جهات تسعى لتغيير الخط الذي يسير عليه حزب الاستقلال منذ 1944". وشدد الفاسي، في تصريحاته ذاتها لهسبريس، على أنه "يستحيل أن يحدث انشقاق عن حزب الاستقلال رغم تأسيس تيار "لا هوادة" لأنه يمثل عائلة الحزب"، مردفا بأنه "مادام حيا يُرزق فلن تقع انشقاقات في هذا الحزب العتيد الذي عليه أن يستمر بذات الوهج والمبادئ التي رُسمت له منذ عقود خلت". وكان أعضاء في المجلس الوطني لحزب الاستقلال قد أعلنوا، يوم الجمعة الفائت، عن تأسيس تيار يحمل اسم "لا هوادة في الدفاع عن الثوابت بحزب الاستقلال" حيث "لا يهدف إلى الانفصال عن الحزب، ولا يعتزم بلورة مشروع لتأسيس حزب جديد" بحسب القائمين على ميلاد هذا التيار. وجدير بالذكر أيضا أن شباط وجه إلى بنكيران، قبل أيام قليلة، مذكرة تتضمن المطالبة بتعديل حكومي باعتباره "آلية طبيعية لتسريع وتيرة الأداء ورفع الانتاجية والفعالية في القطاعات الحكومية، ويهدف إلى ضخ دينامية جديدة وتدارك النواقص وما تراكم من عجز في تدبير عدد من الملفات والقضايا" وفق تعبير قياديين في الأمانة العامة للحزب.