نفى حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، أن تكون مطالبة القيادة الجديدة للحزب بتعديل حكومي تدخل في سياق تصفية حسابات بين الاستقلاليين. تيار 'لا هوادة' في ندوة صحفية بالرباط (كرتوش) وأعلن شباط، في ندوة صحفية، أول أمس الخميس، بالرباط، أن سبب رفع مذكرة المطالبة بالتعديل الحكومي إلى رئيس الحكومة، هو الرغبة في "إصلاح ميثاق الأغلبية وصيانة التحالف، وتقويم الاعوجاجات التي باتت تظهر على التحالف الحكومي". واتهم شباط عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بالسعي إلى "الهيمنة على التحالف الحكومي، واستنساخ النموذج المصري داخل المشهد السياسي المغربي". وحضر الندوة كل من كريم غلاب، رئيس مجلس النواب، وعبد اللطيف معزوز، الوزير المكلف بالجالية، ويوسف العمراني، الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون، وفؤاد الدويري، وزير الطاقة والمعادن، بينما غاب عنها نزار البركة، وزير الاقتصاد والمالية، ومحمد الوفا، وزير التربية الوطنية. وقال شباط "كنا نتخوف من حزب إداري يريد السيطرة على المشهد السياسي، لكن اليوم هناك حزب يريد تمصير النموذج المغربي"، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، الذي يقود التحالف، مسجلا "تقصيرا" في عمل الحكومة في تطبيق البرنامج الحكومي، الذي أعلن عنه رئيس الحكومة أمام البرلمان. وأضاف أن "الحكومة تفتقد قيادة فاعلة ورشيدة تقود التحالف، وأصبحت الحكومة مثل الجهاز الذي يتخذ القرار في الساعة الثانية عشرة ظهرا ليتراجع عنه بعد أربع أو خمس ساعات من إعلانه". وأعلن شباط أنه سلم رسميا رئيس الحكومة مذكرة تتضمن مقترحات حزب الاستقلال من أجل "تقوية التنسيق الحكومي، ورفع إنتاجية الأداء الحكومي". وقال "منذ أن توليت المسؤولية، عقدت اجتماعات عدة مع قيادة الحزب للتداول في ما تعانيه الحكومة من ارتباك في العمل، وقررنا صياغة مذكرة تجسد موقف حزب الاستقلال بعد سنة من عمل الحكومة، ومرور 100 يوم على تقلدي مسؤولية الأمانة العامة للحزب". وأضاف أن "بداية عمل الحكومة ليس متينا، لذلك فكرنا في كيفية الإصلاح من داخل التحالف الحكومي"، مبرزا أن البوابة الأولى للإصلاح تتجسد في "إصلاح ميثاق الأغلبية، تجنبا لأي عمل انفرادي من طرف حزب واحد دون باقي أحزاب التحالف"، في إشارة إلى الخرجات الإعلامية لوزراء حزب العدالة والتنمية الذي يقود التحالف. وأوضح أن المذكرة تناقش الأولويات المطروحة على الحكومة، وتطالب بإجراء تعديل على التشكيلة الوزارية، بالرفع من تمثيلية المرأة بنسبة 20 في المائة، وتمثيلية الأقاليم الجنوبية في التشكيلة الحكومية، ودمج بعض الوزارات تفاديا لتنازع الاختصاصات، من قبيل وزارات المالية والتعليم والخارجية. من جانب آخر، أعلن علال مهنين، وأنس بنسودة، وهشام عبد اللاوي، وجليلة حجي، وحمدون الحسني، ونعمان الصديق، المنتمون إلى تيار الغاضبين في حزب الاستقلال، عن عدم موافقتهم على كل ما جاء في المذكرة، معتبرين، في ندوة مضادة أمس الجمعة بالرباط، أن طلب التعديل الحكومي، الذي أعلن عنه الأمين العام للحزب، غير قانوني ومخالف للنظام الأساسي، لأنه غير صادر عن المجلس الوطني للحزب، الذي يعد برلمان كل الاستقلاليين، وأعلنوا أن المذكرة غير شرعية. وأبرز الغاضبون أنهم أسسوا تيارا داخل الحزب تحت اسم "لا هوادة في الدفاع عن التوابث بحزب الاستقلال"، وسيعملون من خلاله على متابعة الدعوى القضائية المرفوعة ضد شباط، التي تطعن في شرعية انتخاب الأمين العام الجديد وأعضاء اللجنة التنفيذية، ومختلف الروابط الحزبية، مؤكدين أن "التيار الجديد سيعمل على الدفاع عن أفكار حزب الاستقلال كما سطرها علال الفاسي"، الزعيم الروحي للاستقلاليين، وأنه الإطار الأمثل لصياغة مقترحاتهم لمواجهة أنصار شباط.