بالموازاة مع المذكرة التي وجّهها الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، إلى رئاسة الحكومة، والتي طالب من خلالها بإجراء تعديل حكومي، انبثق تيار جديد من داخل حزب علال الفاسي، اختار له أصحابه اسم "خط لا هوادة من أجل الدفاع عن الثوابت داخل حزب الاستقلال"، والذي عقد ندوة صحفية صباح اليوم، بأحد فنادق الرباط. وقال حمدون الحسين، عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال، وأحد أعضاء تيار "لا هوادة"، إن الهدف الأساسي من الإعلان عن هذا التيار، هو الدفاع عن الثوابت التي تأسّس عليها حزب الاستقلال من داخل الحزب، مضيفا أن التيارات موجودة داخل جميع الأحزاب، "وهذا لا يعني أن هناك اختلافا وتصارعات شخصية، بل تصارعا في الأفكار والمبادئ حتى تتقدم الأمور نحو الأحسن. في ذات السياق، أكد هشام عبد اللاوي، عضو خط "لا هوادة"، أن التيار الجديد ليس تنظيما، بل هو تكتّل له خط نضالي وفكري يبتغي ردّ الاعتبار للسياسة ولثوابت الحزب، وأضاف عبد اللاوي بأنّ الخطّ الذي رسمه تيار "لا هوادة" لنفسه هو "الوقوف في وجه جميع الخروقات التي يعرفها الحزب". من جانبه عدّد علال مهني، العضو بتيار "لاهوادة"، ما وصفه بال"خروقات التي طبعت المؤتمر الأخير لحزب الاستقلال"، وقال إن المؤتمرات الإقليمية بالجنوب لم تُعقد، كما هو الحال في مدينة فاس، واصفا ما جرى خلال المؤتمر ب"الخطط التدليسية قانونيا، والتي يترتّب عليها بطلان نتائج المؤتمر"، وأضاف قائلا إنه لا يمكن الحديث عن التنزيل السليم لمقتضيات الدستور، الذي ينادي به حميد شباط، ما دامت القيادة الجديدة لحزب الاستقلال لم تفعّل دستور الحزب، والمتمثل في نظامه الأساسي. إلى ذلك، قال نعمان الصديق، عضو هيأة دفاع الدعوى المرفوعة للطعن في انتخاب الأمانة العامة الحالية لحزب الاستقلال، إن "ملف الدعوى المقدم أمام المحكمة قوي، مضيفا أنه يتوقع أن يتمّ الحكم بإعادة انتخاب الأمين العام للحزب". وحسب ما جاء في البيان الصحافي الذي تمّت تلاوته أمام وسائل الإعلام أثناء الندوة، وصف خط "لا هوادة" المؤتمر الأخير لحزب الاستقلال ب"المؤتمر الفريد من نوعه، والذي شابته خروقات قانونية واضحة". هذا وانتقد البيان ما وصفه ب"التجاوزات الخطيرة للأمين العام الجديد للحزب، الذي ارتضى تهميش كل المؤسسات، وخوض معارك وهمية من أجل الدعوة إلى تعديل حكومي بعيد عن الخطابات التي يروجها، وحقيقته تحقيق طموحاته وبعض حاشيته في الاستوزار"، كما أعلن الموقعون على البيان عن الطعن المسبق في كل النتائج الصادرة عن دورة المجلس الوطني للحزب في كل نتائجها كيفما كانت، ما لم يقل القضاء كلمته". وبخصوص موقف تيار "لا هوادة" من المذكرة التي تقدم بها حميد شباط إلى رئاسة الحكومة، بخصوص إجراء تعديل حكومي، قال أنس بنسودة، عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال، وأحد قياديي تيار "لا هوادة"، إن التيار الذي يمثل، حسب قوله، خمسين بالمائة من المجلس الوطني للحزب، لا يطالب بأي تعديل حكومي، مضيفا أن على رئيس الحكومة أن يضع في حسبانه أثناء مناقشة الموضوع مع حميد شباط، "أنه يتحاور مع خمسين بالمائة فقط من الاستقلاليين وليس معهم جميعا". وأثيرت في الندوة التي نظمها تيار "لا هوادة" مسألة "تدخّل جهات خارجية في انتخابا المؤتمر الأخير لحزب الاستقلال"، حيث قال علال مهني، إن هناك فعلا تدخلات خارجية، "سيأتي الوقت للكشف عنها لاحقا، لأنها فعلا موجودة"، حسب قوله.