إن المتتبع والمحلل لمختلف ما تقدمه وسائل الإعلام المغربية بما فيها القنوات التلفزية الفضائية والأرضية السبعة التي يتوفر عليها المغرب إلى حد الآن ...يجد أن ما تقدمه للمغاربة من برامج و من مواد إعلامية مختلفة لا يعبر بالأساس عن الحياة اليومية للمواطن المغربي ، بل لا توجد فيها تلك النفحة المغربية المواطنة بالأساس، إذ ما يتم تقديمه إلى حد الآن يدخل ضمن ما يمكن تسميته بسياسة الواجهة أو سياسة الفترينة ، بحيث أن المواضيع التي تتناولها مختلف المنابر الإعلامية لا تلامس في حقيقة الأمر الإنسان المغربي؛ فهي فقط نحاول أن تشحنه بمنتوج مستورد إما من الشرق : من مصر وسوريا ولبنان ، أو من أوروبا أو من أمريكا : المكسيك ...فإلى حدود اليوم تبقى هذه القنوات المغربية كنوافذ للتعرف على الآخرين وعلى واقع غير الواقع المغربي حتى على مستوى البرامج الثقافية والفنية والأخبار. "" وأمام هذا الوضع الذي يتسم به الإعلام المغربي والذي نلخصه في أنه إعلام غير وطني لأنه لا يهتم بالمواطن ولا بهمومه الداخلية بل فقط يعمل على توجيه نظره نحو الخارج.يطرح موضوع إحداث القناة الأمازيغية على الواجهة بحيث يجب التحذير هنا من أن تقع القناة الأمازيغية المزمع إنشاءها في نفس الخطأ وبالتالي تصبح كباقي القنوات لا تعكس عن الوطن إلا الاسم. وفي نفس الوقت الذي نأمل فيه أن تصبح القناة الأمازيغية أول خطوة نحو إعلام وطني مواطن يهتم بهموم الإنسان المغربي من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب ، وأن يقترب منه أكثر ويفسح المجال أمامه لكي يعبر عن ذاته وعن همومه.كما نتمنى أيضا أن تصبح القناة الأمازيغية "توس سا" بداية تصالح المغاربة مع ذاتهم من حيث الإعلام ولأن تكون أداة لجعل المواطن المغربي أمازيغيا أو عربيا كان يساير مختلف التغييرات التي يشهدها المغرب أولا ,أن تقربه من بلده كمواطن يعتز بهويته وبمغربيته. فكفانا من إعلام مستورد ومن تلفاز غير وطني يقدم عن الشعوب الأخرى ما لا يقدم عن الوطن الذي يوجد فيه.