يرى العديد من المواطنين الذين استقت آراءهم التجديد أن الإعلام العمومي لم يلب رغباتهم في طرح مواضيع تتماشى وخصوصية شهر الصيام، لتبقى البرامج الدينية أكبر غائب في خريطة برامج القنوات المغربية، وتهتم القنوات المغربية بواقع دول أخرى، ومن ثم يوجه المواطن نفسه فضائيات أخرى، بسبب غياب برامج تعكس قضاياه واهتماماته. غياب البرامج الدينية لا يتجاوز عدد البرامج الدينية بالقنوات المغربية عدد رؤوس الأصابع، وعلى الرغم من مناسبة أيام الصيام، والتغييرات التي تعرفها الشعائر الدينية، ورغبة المشاهد في برامج دينية تتماشى وخصوصية شهر الصيام، فإن القنوات المغربية خارج دائرة اهتمام هذا المشاهد، لتبقى التساؤلات التي يطرحها المواطن مؤجلة إلى حين، ويكاد يجمع العديد من المواطنين عن عدم بث برامج دينية خلال رمضان، حيث ترى أمينة م. أستاذة التعليم الإعدادي أن البرامج التي تبثها القنوات المغربية لا تحمل في طياتها الكثير، بل اتهمت البرامج في ساعة الذروة بمساهمتها في تبليد المواطن، وزرع نوع من التفاهات في سلوكه، لاسيما الأطفال منهم. ولم يختلف كثيرا تعليق صاحب محل لإصلاح الأجهزة الإلكترونية بالرباط حول متابعته للبرامج التلفزية ومدى وجود برامج دينية، إذ يجيب بأن هذه البرامج مغيبة في القنوات المغربية، ويعرف شهر الصيام برمجة عدد قليل جدا منها، ويضيف أنه بعد هذا الشهر لا يبقى للبرامج الدينية أثر، ومن ثم يلجأ المشاهد المغربي إلى قنوات أخرى، التي تقدم كما هائلا من هذه البرامج. وبالنظر إلى برامج القنوات المغربية؛ يلاحظ شبه غياب للبرامج الدينية، وغياب التوازن بين البرامج الاجتماعية والفكرية والدينية والسياسية والموسيقية... برامج مهملة قليلة هي البرامج التلفزية التي يرضى عليها المشاهد، ولدى استقاء بعض آراء المواطنين حول تفاعلهم مع ما تقدمه القنوات المغربية، ونسبة متابعتهم للبرامج التلفزية، أكد البعض أنه طلق هذه القنوات، والبعض الآخر يرى أنه أمام غياب برامج تتماشى ومتطلبات هذا الشهر، يجد نفسه مضطرا إلى متابعة قنوات فضائية. حالة إبراهيم التقني في قطاع الكهرباء لا تختلف كثيرا عن المثال الأخير، إذ يصرح بعدم وجود وقت كافي لمشاهدة البرامج التلفزية، ويعترف بأن هناك غيابا كبيرا للبرامج الدينية، سواء في القناة الأولى أوالثانية، ومن ثم يعتبر أن مشاهدة العديد من المغاربة لقنوات خارجية أمر طبيعي في ظل بقاء دار لقمان على حالها. وحول تقييمه لمجمل البرامج التي تبث في القنوات المغربية قال إن المواطن المغربي لا يشاهد برامج تستحق التقييم، وبالتالي فإنه لا يستفيد منها، وتبقى المسلسلات المقدمة خارجة عن اهتمامات المواطن المغربي. ولدى التحدث مع أحد العاملين، لخص العديد من الأسئلة التي تلقاها، بأنه لا يشاهد القنوات المغربية بتاتا، بسبب رداءة برامجها، وهي عبارة تبين العلاقة بين المشاهد وإعلامه العمومي. سيطرة المشارقة المواطن حسن، رجل يعمل في التجارة، يتابع مسابقة التجويد بالقناة الثانية، ويعتبر أن ما عدا هذه المسابقة ليس هناك برامج دينية، أو أفلام لها علاقة بالتراث، وأشار إلى الأفلام التاريخية والدينية التي كانت تبث خلال السنة الماضية، غائبة في خريطة البرامج الحالية، ويقول إن القناة الثانية لا تبث إلا أفلاما مصرية، وسلسلات فكاهية لاترقى إلى المستوى المطلوب، ويؤكد أن هناك خصاصا فيما يتعلق بالمسألة الدينية، سواء الأفلام أوالبرامج الدينية. كثيرة هي الأسئلة التي يطرحها المواطن المغربي، والتي لها علاقة مع دينه، إلا أن المسافة بين القنوات المغربية وغيرها من الأمور تجعله يختار فضائيات أخرى، إلا أن هذا الاختيار يحل المشكلة على اعتبار خصوصيات المشرق المختلفة مع التي توجد في المغرب، فكيف يمكن لهذه المعادلة أن تجد حلا؟ قناة محمد السادس للقرآن الكريم، قطعت أشواطا كبيرة في طرحها للمواضيع الدينية إلا أن أمامها مسافة للتحديث والتجديد. القضايا التي يعيشها المواطن لا توجد في الإعلام العمومي، لتبقى كفة البرامج أوالأفلام التي تنتمي إلى حضارات أخرى راجحة عن كفة البيئة المغربية التي ضاقت ذرعا من تهميش وعدم مواكبة اهتمامات المواطن.