وحيد أبوأمين يعتبر الجانب الصحي محورا أساسيا ضمن اهتمامات الإنسان بشكل عام، والذي يستأثر باهتمامه ويحظى بعنايته الخاصة، ولأجل ذلك تجد المواطن يبحث، ينقب عن جديد الميدان الصحي قصد الإطلاع على آخر الأخبار سواء المرتبطة بالأمراض الحديثة التي باتت تؤثث حياتنا اليومية بفعل التطور الذي يشهده العالم في كل المجالات الاقتصادية، العمرانية والديموغرافية ... والذي تنتج عنه بالضرورة آفات مرضية سواء تتعلق بمواد استهلاكية أو أخرى يكون لها تأثيرها على حياة الفرد، أو تعلق الأمر بجديد الأمراض المزمنة، العضوية، والنفسية، والجسدية .. التي من المفترض أن تقدم بشأنها وسائل الإعلام المختلفة سواء منها المكتوبة أو المسموعة أو المرئية مقالات تحليلية وإخبارية مع استضافة مهتمين في هذه المجالات/الاختصاصات التي تمكن القارئ/المستمع/المشاهد من ضالته المنشودة في هذا الصدد. وعكس برامج تلفزية عديدة في القنوات الفضائية التي تشكل وجهة مفضلة للمشاهد المغربي لغزارتها/تنوعها وغناها، فإن البرامج الصحية بقنواتنا الوطنية يظل حضورها ضعيفا/محتشما في شبكة البرامج والتي لاتستطيع ملامسة اهتمامات/انتظارات المواطنين، سواء تعلق الأمر بطبيعة المواضيع التي تناقش أو بالنظر إلى توقيت برمجتها ومدتها الزمنية التي تبقى غير كافية، برامج تلفزية بعضها يهدف إلى توعية المستهلكين والبعض الآخر يناقش الوضع الصحي تظل رغم ذلك محدودة وغير منفتحة على كافة شرائح المجتمع، تغيب عنها أمراض عديدة كالهيموفيليا الروماتويد التصلب العضلي الجانبي داء ويلسون رتق القناة الصفراوية التوحد كإعاقة ...واللائحة طويلة من الأمراض التي تؤرق بال/مضجع المواطن/المشاهد/المستمع الذي يظل متعطشا لمن يساعده على تشخيص الداء الذي قد يعاني منه بنفسه أو احد أقربائه صغارا وكبارا، فلا يجد لضالته المنشودة جوابا ! وضع يسري على القنوات الإذاعية العمومية والخاصة التي تعيش بدورها رغم اجتهادات البعض على إيقاع المناسباتية/الموسمية لطرح النقاش حول موضوع من المواضيع قد يعالج من زاوية اجتماعية في حين أن الأساسي يكمن في مناقشته من زاوية صحية محضة، لتبقى الاجتهادات هي التي تتحكم في مايقدم للمستمعين/المشاهدين في غياب تصور واضح وشامل حول البرامج التي تهتم بالمنظومة الصحية؟