استفاق المغاربة، صباح اليوم الأحد، على زحف عقارب ساعاتهم ب 60 دقيقة إضافية، بعد أن قررت الحكومة زيادة ساعة إلى التوقيت الرسمي لاستغلال ضوء الشمس لمدة أطول، وبالتالي تقليص مدة استعمال الإنارة بالمساكن وبمختلف المرافق العمومية والإنتاجية، ما يمكنها من الاقتصاد في استهلاك الطاقة، على حساب التوازن البيولوجي للمواطنين. وشغل هذا التوقيت الجديد بال المواطنين، الذين استيقظوا متأخرين بساعة عن التوقيت المعتاد، فيما وجد الساهرون منهم أنفسهم "مطرودين" من الحانات والعلب الليلية بساعة قبل الموعد الذي عهدوا، ما جعل "أوراق التوقيت" لديهم تختلط في رؤوسهم. وظل فئة من المواطنين تنتظر حلول منتصف الليل لضبط ساعاتها على التوقيت الجديد، مخافة أن تدخل في دوامة "الزمن المعدلة" التي يبدو أنها لن تتعود عليها إلا بعد مدة. ويتوخى الإجراء كذلك، الذي سيمكن من اقتصاد الطاقة وربح 55 مليونا، حسب تقديرات المكتب الوطني للكهرباء، توفير حيز زمني أكبر للتعامل مع شركاء المغرب الجهويين والدوليين، وخاصة دول الاتحاد الأوروبي. وعاشت مطارات المغرب بدورها هذا التغيير، إذ أضيفت ساعة عند الإقلاع والوصول بالنسبة لجميع الرحات، باستثناء الزبناء الذين اقتنوا التذكرة بعد 27 ماي، "لأن مواعيد الإقلاع والوصول المتعلقة برحلاتهم مسجلة أصلا بتذاكرهم، وليس هناك أي تغيير يذكر بخصوص مواعيد الوصول خارج المغرب، حسب بلاغ للخطوط الملكية المغربية. "" وذكرت وزارة تحديث القطاعات العامة أنه سيجري الرجوع إلى الساعة القانونية ابتداء من يوم الأحد 28 شتنبر2008، بتأخير الساعة بستين (60) دقيقة عند حلول الساعة الثانية عشر ليلا من يوم السبت 27 من الشهر نفسه، ما جعل فئة عريضة مرتبكة من هذا التغيير في التوقيت. وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا التغيير، الذي يأتي عملا بمقتضيات المرسوم رقم 224 -208 بشأن تغيير الساعة القانونية للمملكة، يهدف إلى "المساهمة في الاقتصاد في الطاقة الذي يصل إلى 1 في المائة من الاستهلاك العام، وكذلك فيما يتعلق بالطاقة الكهربائية من خلال استغلال ضوء الشمس لمدة أطول، ومن تم تقليص مدة استعمال الإنارة بالمساكن وبمختلف المرافق العمومية والإنتاجية، فضلا عن توفير حيز زمني أكبر للتعامل مع شركائنا الجهويين والدوليين وعلى رأسهم الإتحاد الأوروبي". وأخبرت الحكومة عددا من القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية الكبرى باعتماد التوقيت رسميا، حتى تتمكن من اتخاذ الإجراءات التي ستحتاجها بهذا الخصوص. وفي تاريخ المغرب، فإن هذا التغيير هو الثالث من نوعه، في ظرف 14 سنة، والهدف من زيادة ساعة للتوقيت الرسمي هو تبكير أوقات الشغل والأعمال العامة الأخرى لكي يتم أكثر منها أثناء ساعات النهار التي تزداد تدريجيا من بداية الربيع حتى ذروة الصيف, وتتقلص من هذا الموعد حتى ذروة الشتاء. ظاهرة ازدياد ساعات النهار في موسمي الربيع والصيف وتقلصها في الخريف والشتاء نابعة من ميل محور دوار الكرة الأرضية بنسبة 23.4 درجة مقارنة بسطح مساره حول الشمس. وكان الأمريكي بنجامين فرانكلين أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في 1784، ولكن لم تبد الفكرة جدية إلا في بداية القرن ال20، حيث طرحها من جديد البريطاني ويليام ويلت الذي بذل جهودا في ترويجها. وانتهت جهوده بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني في 1909 ورفضه. وتحققت فكرة التوقيت الصيفي لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى حيث أجبرت الظروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدة للحفاظ على الطاقة. وكانت ألمانيا أول بلاد أعلنت التوقيت الصيفي وتبعتها بريطانيا بقليل.