الصورة مشاهدة والمشاهدة فكرة أو أحجية لكن ما نتخيله يتحول بحكم الواقع إلى مرارة تتكرر ألف مرة في حياتنا اليومية . الصورتين أعلاه ليستا لقطتين لأحد الأفلام المغربية إنه الواقع الذي عاشاه الطفل بلال وأمه واقع مأساوي لو حدث في أي دولة ديمقراطية لقدم العميد الممتاز إستقالته في انتظار محاكمة عادلة فهل المغرب اليوم قادر على استدعاء هذا العميد ومقاضاته ليكون عبرة لكل من اجتهد خارج القانون واعتدى على الغير كما هو الحال لهذه الأم الضعيفة . فالطفل بلال على ظهر أمه لا يحمل سلاح ولا يبع القرقوبي ولا يتطاول , إنه ينظر إلى العميد الممتاز وكأنه يقول له " لا حول ولا قوة إلا بالله ... حسبنا الله ونعم الوكيل " " آه لو كنت شابا يافعا لقطعت اليد التي ترفع على والدتي " . فمهما كانت الأسباب أو المسببات , فالإدارة العامة برئة من هذا التصرف اللا أخلاقي وإننا مقتنعون بأن العميد تصرف بمحض إرادته ولا داعي ليقول أن الأوامر تعطات من الفوق ... وما هو إلا منفذ . السيد العميد بالله عليك هل هذا أسلوب أخلاقي ؟ هل هذا التصرف المجاني هو ما تعلمته في معهد الشرطة ؟ فلماذا تعنيف الأطفال والأمهات . أنت مطالب بحماية المواطنين ما شي خليان دار بوهم واحتقارهم إلى درجة إنتهاك حقوق الإنسان وخاصة الأطفال . نعرف ولاة الأمن وعمداء وضباط ومفتشين وحراس وكذلك مراقبين لكنهم لا يتحلون إلا بالأخلاق الحميدة وهم أقرب من المواطنين من ذويهم وأسرهم وأبناءهم فحين تأتي سيادتكم لقلب الموازين وتستغل سلطتك ومنصبك لتذليل الناس وتحقيرهم وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا . السيد العميد هل إبنك أفضل من الطفل بلال ؟ فإذا كنت تشتغل من أجل إبنك ومن أجل تحقيق أهدافه والدفاع عن مصالحه فالطفل بلال ضحية من ضحايا المجتمع والسياسات القائمة من قبل بعض الأحزاب التي ساهمت في تعطيل المسار التنموي والإجتماعي والإقتصادي والديمقراطي وفرخت مثل هذا الأسلوب الذي تعامل به الطفل بلال وأمه فكيف تسمح لنفسك بأن تضرب امرأة على وجهها وتسقطها أرضا ودفعت الناس يلومونك حتى قال أحد الشهود " والله لو كانت والدتي لتابعتك قضائيا داخل المغرب أو خارجه ولسرت وراءك حتى تقال من منصبك " إنها الحقيقة أيها العميد فما قمت به هو تصرف إرهابي أخطر من التفجير فكرامة الطقل بلال وأمه شرفها دستور المملكة وحظيت بفخر المواثيق الدولية والمنظمات الحقوقية أما وظيفتك فما أنت إلا خادما لرعايا الملك تتقاضى عليها أجرا من الخزينة العامة والمطلوب منك هو حماية المواطنين وضمان سلامتهم واستقرارهم لكن ما تترجمه الصور فيندى لها الجبين وتقشعر من هولها الجلود . العميد الممتاز لقد جففت بها الأرض ولطخت وجها مع التراب ولم يسلم الطفل بلال من الإهانة والضرب . متأكدون بأن الإدارة العامة للأمن الوطني ستقوم بواجبها لأن السي ضريس المدير العام لا يشرفه تواجد من ينتهك حرمة المواطنين عبثا وخاصة إذا كان المعني بالأمر عميد ممتاز . إنه من حق هذه الأم وطفلها الرضيع أن يرفعا دعوى قضائية ضد هذا العميد الممتاز الذي رافض الدخول إلى العالم الجديد حيث تحترم فيه كرامة المواطن وتحفظ فيه الحقوق كما أردتها سياسة ملك البلاد. ""