قالَ إدريس لشكر، الكاتب الأول الجديد لحزب الاتحاد الاشتراكي، المنتخبِ أول أمس ببوزنيقة، إنَّ خيارَ المؤسسة هوَ الذي أمْلَى الاصطفافَ في المعارضة، باعتبار الحزبِ مرتهناً وفقَ ما ذهبَ إليه بمبادئ وقيم ثابتة، لا تتغيرُ بتعاقبِ من يتولون القيادة، وذلكَ إعمالاً للديمقراطية الداخلية، ولنْ يعودَ الاتحاد إلى الحكومة حسب لشكر، إلَّا عبرَ صناديق الاقتراع، لأنَّ الحزبَ لا يرَى فِي دخوله إلى الحكومة في الوقتِ الراهن خدمةً لمصلحةِ البلاد. وبشأن اِستقالةِ علي بوعبيد، نجل المؤسس التاريخي للاتحاد الاشتراكي، قالَ لشكر إن الاستقالةَ التي سمعَ بهَا عبر بعضِ المنابر، إن صحتْ، فهيَ استمرارٌ لشغب بوعبيد المعهود، مشيراً إلَى أنَّ الحزبَ سينظرُ إلى الاستقالةِ وكأنهَا لمْ تكنْ، إذْ لا قداسةَ ولا توريثَ في حزب الوردة، ما دامَ الأخيرُ حزبَ مؤسسةٍ لا أشخاص حسب لشكر، الذي زادَ أنَّه بالقدرِ الذي يحرصُ به الحزبُ على إبقاء مناضليه في صفوفهِ، إلَّا أنَّ بوعبيدُ مثلهُ مثلَ جميع مناضلي الاتحاد. لشكر أردفَ صباح اليوم بالرباط في منتدَى وكالة المغرب العربي للأنباء، أنَّهُ بنى ترشحهُ بادئَ الأمر على أرضية إيديلوجية، ثمَّ سطرَ برنامجاً سياسياً مؤسساً علَى تحليلٍ عملي للواقع، يستحضرُ الحراكَ الذي يعيشهُ المغرب شأنهُ شأنَ باقي دول المنطقة، فضلاً عن إيجادهِ أداةً للعملِ وتنسيق المساعي المبذولة لأجلِ إعادة ترتيب البيت الاتحادي بمَا يخدمُ الانتقال الديمقراطي في البلاد. وصلةً بالتصريح بالممتلكات، أكدَ لشكر أنهُ سبقَ وأن وضعَ جرداً لممتلكاته لدَى المجلس الأعلَى للحسابات بحكمِ كونهِ نائباً لعدة ولايات وشغله عدة مناصب ومسؤوليات في السابق، محبذًا أن يتمَّ سحبُ ملف المالية من المكتب السياسي أملًا في إيجادٍ صيغةٍ حديثة لتدبير الأمور الإدراية، كأنْ يكونَ هناكَ مثلاً مديرٌ ماليٌّ عوضَ أمينِ المال. وردًّا لهُ على سؤالٍ لهسبريس حولَ إمكانية الحديث عن مرجعية إيديولوجية يسارية في الوقت الراهن وما يثارُ عن أصواتٍ معارضة لهُ وسطَ شباب 20 فبراير بالحزب، ذهبَ لشكر إلَى أنَّ اليسارَ باقٍ ما بقيَ الحرمان، فالعمال والفلّاحونَ والطلبة لا يمكنُ أن يضعُوا ثقتَهُم إلَّا في اليسار رغمَ ما يقال حولَ موته، أمَّا شبابَ 20 فبراير الذينَ قدمُوا الكثير وفقَ قوله، فيتحدثُ باسهم اليومَ من ليسَ أهلًا لذلكَ ومن تحكمهم توجهات ضيقة. وفي المضمارِ ذاته، أضافَ لشكر أنَّ اليسارَ اليومَ باتَ مطالباً برصِّ صفه، والقطع معَ واقع التشتت الذي نجمَ عنهُ صعودٌ لقوَى محافظة، مبرزاً أنهُ سيشرعُ في التنسيق لأجل بلوغِ غايةِ يسارٍ مغربي قادر على الاضطلاعِ بدوره. وبخصوصِ ما يقالُ حولَ رسائل لأفتاتي إلى لشكر وحزبه، قال الأمين العام الجديد "أقول لأفتاتي ولغيره ممن يتدخلونَ في شؤون الإتحاد إرفعُوا أيديكمْ عن الحزب لأنَّ حزبنا مستقل وغيرُ خاضعٍ لأحد"، مستطرداً أنَّ من يتحدثُ عن تنامي الشعبوية وسطَ القياداتِ الحزبية عليه أن يعلمَ أنَّ الشعبوية في المغرب انطقلت لحظة تعيينِ الحكومة الحالية. ملفُّ عليوة كانَ حاضراً أيضاً في اللقاء، بقول لشكر إنَّ الاعتقال الاحتياطي لعليوة اعتقالٌ تحكميٌّ، حسبَ ما أكدت عليه هيئات حقوقية عدة في لقاءاتهَا مع لجنة الدفاع عن مدير القرض العقاري والسياحي السابق، خالد عليوة، مشدداً على أنَّ حزبهُ يعالجُ المسألةَ قضائياً لا سياسياً.