قام شباب مبادرة جمعية "فاعل خير – الرشيدية" أخيرا بتنظيم قافلة "كسوة الشتاء" إلى قرى جماعة "إيملشيل"، تحت شعار "ملابسكم القديمة في أعين الفقراء جديدة"، بهدف مساعدة أهالي وسكان هذه القرى في مواجهة فصل "الموت"، كما يسمونه، باعتبار قساوة الظروف الطبيعية التي يعيشونها بحلول فصل الشتاء من كل سنة. وشملت زيارة الشباب المتطوع للمنطقة القرى النائية التي توجد في ضواحي جماعة إيميلشيل، من قبيلمجموعة مدارس "موحى وحمو الزياني" المتواجدة بدواوير: آيت علي وداود، وأوددي، ووإيميل تقات، والتي يبلغ عدد تلاميذها زهاء 260 تلميذا، استفادوا من ملابس دافئة وأحذية شتوية، فضلا عن أدوات مدرسية وكتب مختلفة حسب الأعمار.. وقال مغني الراب إلياس المُلقَّب ب "الشيخ سار"، الناشط في "فاعل خير" بالرشيدية، في تصريحات لهسبريس إن حملة جمع ملابس الشتاء بدأت قبل شهر تقريبا، مشيرا إلى أنه في البداية كانت التبرعات قليلة ومقتصرة على المتبرعين الذين علموا بالحملة عبر صفحة "فاعل خير" على الفايسبوك، لذلك تم اللجوء إلى طباعة منشورات تعريفية بالحملة وتوزيعها على المواطنين في شوارع الرشيدية. وأوضح المتحدث بأنه بعد أيام قليلة انهمرت الاتصالات والتبرعات من كل حدب وصوب، حتى تم جمع أطنان من الملابس والأحذية المستعملة، لتبدأ مرحلة الفرز التي تجند لها جميع أفراد المبادرة من خلال وضع الملابس في الأكياس مع بياناتها الشخصية مثل السن وغير ذلك"، لافتا إلى أن "معضلة التنقل كانت أصعب ما واجهه الشباب المتطوع للوصول إلى تلك القرى النائية والمهمشة". ويسرد الشيخ سار مشاهداته "المؤثرة" التي قابلها شباب الجمعية في تلك المناطق الفقيرة، والتي لم يخفف من حدتها سوى حرارة استقبال السكان والابتسامة التي ارتسمت على محيى الأطفال هناك، مبرزا بأنه "من الصعب نقل المعاناة المعيشية التي يعاني منها سكان هذه القرى خاصة في هذا الفصل البارد نقلا كاملا، لأن حجم الفاقة والمعاناة هناك بلا وصف، حيث القرى شبه منعزلة تماما عن العام الخارجي حتى أن الكثيرين هناك لا يعرفون ربما من يكون رئيس حكومة بلدهم ولا موقعهم في الخريطة" يقول إلياس. وناشدت مبادرة "فاعل خير" المسؤولين والمحسنين وجميع الهيئات الحقوقية والجمعيات المدنية بالعمل العاجل على "فك العزلة عن سكان المناطق الجبلية النائية والمهمشة حتى يشعروا بأنهم يحظون مثل باقي المغاربة بحقوقهم الإنسانية والدستورية المتمثلة في العيش الكريم وتوفير أقل متطلبات المعيشة".