خلال شهر ماي الماضي، بدأ مغنّي الراب المغربي المعروف بلقب "الشيخ سار"، مبادرة تمثلت في توزيع منشورات في الشارع على الفتيات غير المحجبات، يدعوهنّ من خلالها إلى الالتزام بارتداء الحجاب. مبادرة الشيخ سار انطلقت من الرباط، ثم امتدّت إلى مدينة الرشيدية، غير أن مجموعة من الشباب "الفيسبوكيين" لمّا وصلتهم الفكرة، قرروا تحويلها من "مبادرة فاعل الخير لمحاربة الظواهر السلبية في المجتمع"، كما سمّاها الشيخ سار، إلى مبادرة من أجل ترسيخ القيم السامية في المجتمع، "على اعتبار أن من يجب أن يقوم بمحاربة الظاهر السلبية في المجتمع هي الدولة، بينما نحن نريد أن نقوم بأعمال لمساعدة الفئات المهمشة، وترسيخ قيَم التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع"، يقول أحد الشباب الواقفين خلف هذه المبادرة في تصريح لهسبريس، وهي الفكرة التي اقتنع بها "الشيخ سار"، بعد لقاء مع شباب في أكادير، لتتمخض عن هذا اللقاء فكرة تأسيس "مبادرة فاعل خير"، والتي تتخذ من الموقع الاجتماعي فيسبوك "مقرا" لها. بعد الرباطوأكادير، ستنتقل المبادرة إلى مدن مغربية أخرى وصل عددها لحدّ الآن إلى ثلاثين مدينة مغربية، حيث يوجد في كل مدينة شباب يسهرون على القيام بأنشطة اجتماعية، مثل مساعدة المحتاجين، والقيام بحملات طبية يستفيد منها سكان القرى النائية، وجمع الملابس للفقراء والأيتام، خصوصا في فصل الشتاء، وكذلك توزيع الأضاحي على المحتاجين في عيد الأضحى وكذلك توزيع الكتب المدرسية على التلاميذ، وزيارة دور الأيتام ودور العجزة، وغيرها من الأنشطة الاجتماعية. ويقول أحد الشباب الساهرين على تنظيم أنشطة جمعية "مبادرة فاعل خير"، بأنّ المبادرة كانت أول مبادرة تتأسس من خلال الموقع الاجتماعي فيسبوك، ويتشكل أغلب الذين يسهرون على تنظيم أنشطتها من فاعلين شباب، كانوا يلتقون فقط في العالم الافتراضي، قبل أن يخرج عملهم إلى الواقع، عبر القيام بأنشطة اجتماعية يسهرون على تنظيمها عن طريق مساعدات مالية يقدمونها، كل حسب استطاعته. وبهذا الخصوص يضيف نفس المتحدث بأنّ جمعية مبادرة فاعل خير ليست لها مداخيل، ولا تموّلها أي جهة سواء رسمية أو من المنظمات غير الحكومية لحدّ الآن، وأنّ الشباب الواقفين خلف هذه المبادرة هم الذين يتحمّلون تكاليف الأنشطة التي يقومون بها، عبر وضع بطاقة تقنية قبل الشروع في القيام بأي نشاط، من أجل معرفة الحاجيات المالية والمصاريف التي يتطلبها النشاط، وبعد ذلك يساهم كل واحد حسب قدرته، إضافة إلى مساهمات بعض المحسنين، والتي يتمّ دفعها إلى الجمعية بشكل مباشر، أو تحويلها إلى الحساب البنكي للجمعية، التي تشتغل، حسب نفس المتحدث، في إطار قانوني، حيث تحصل على التراخيص قبل القيام بأي نشاط من طرف الجهات المسؤولية وكذا السلطات المحلية.