الإرهاق والشعور بالنعاس من بين أبرز الأسباب التي تتسبب في حوادث سير مؤلمة تخطف الأرواح التي أمننا الله عز وجل عليها وأمرنا بعدم الإلقاء بها للتهلكة وذلك بقوله تعالى (وَلاَ تُلْقوا بِأَيْدِيكمْ إِلَى التَّهْلكةِ). وفي غياب هذا الوعي يستمر مسلسل الدماء المسالة على الطرقات التي يمكن تفادي نزفها باتخاذ الاحتياطات اللازمة. وتجدر الإشارة إلى الأرقام التي كشف عنها بحث أجرته الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب على عينة تتكون من حوالي ألف سائق، فنتائج البحث تشير إلى أن حوالي واحد من بين ثلاثة سائقين أقروا بأنهم غفوا أثناء السياقة مرة واحدة على الأقل خلال الشهر الذي سبق إجراء البحث. وكشفت النتائج أيضا أن 15% من السائقين صرحوا بأنهم قاموا بالسياقة لمدة خمس ساعات بدون توقف (500 كلم)٬ في حين صرح 42% منهم أنهم توقفوا مرة واحدة فقط خلال نفس المسافة٬ رغم أن الوضع العادي هو القيام بتوقفين كحد أدنى. سينيا السعادة(www.cniasaada.ma) تدق ناقوس الخطر للسائقين وتركز في هذا المقال على ما يجب أن يعرفه السائق حتى يكون سائقا صالحا ومسؤولا. فليس من الصعب على السائق أثناء القيادة التعرف على علامات التعب والرغبة في النوم، ولعل أبرزها هي التثاؤب المستمر. تنضاف إليها إشارات أخرى منها: - كأن تبدأ عيناك في الارتعاش وبالتالي سيصعب عليك الحفاظ على نظرة ثابتة ما سيتطلب منك التركيز أكثر أثناء القيادة. - الإحساس بآلام في الظهر، التيبس في الرقبة، والرغبة المستمرة في تغيير وضعك أثناء القيادة. - الإحساس بتخدير في الرجلين وعدم الراحة. عوامل تُفاقم تعبك وتنبه سينيا السعادة السائقين إلى ضرورة اجتناب العوامل التي تفاقم الإرهاق وتسرع بالنعاس: - قلة النوم: جل السائقين المقبلين على القيادة لمسافات طويلة لا ينامون لوقت كاف يحميهم من خطر النعاس. فقلة النوم تفقد السائق تركيزه وتعجل بتعبه. فليلة واحدة من النوم الكافي قبل الرحلات الطويلة ضروري لسلامتك. - وجبة دسمة: تناول وجبة دسمة يسبب النعاس، خاصة بعد الظهيرة فهي فترة خطيرة جدا وجب على السائق أن يبقى متيقظا خلالها. - التبريد والتدفئة: الإفراط في البرودة أو السخونة داخل مركبتك من الأخطاء الشائعة التي يمكن أن تزيد من تعبك أثناء القيادة. لذى يرجى الحفاظ على درجة حرارة معتدلة. - الأدوية: تناول بعض الأدوية قد يؤثر على قيادتك، فلا بد من الاطلاع الدائم على دليل الدواء الذي تتناوله لتجنب نفسك بعض الأعراض الجانبية كالدوار أو النوم. الاستراحة مهمة جدا التوقف عن القيادة والاستراحة بعد كل ساعتين مهم للغاية، وعلى عكس الجوع والعطش فإن النوم لا يمكن كبته، وإذا حاولت مقاومته فسيعود مجددا ليواصل إزعاجه. وتنصح سينيا السعادة السائق بالنزول من المركبة والاستمتاع باستراحة في مكان آمن، وبفتح الأبواب لتهويتها، وتناول الطعام والشراب بشكل معتدل لاستعادة طاقتك ونشاطك. المشي لبضع دقائق والتخلص من شدة التركيز بالتنفس العميق خطوات جيدة أيضا لاستعادة لياقتك قبل العودة للقيادة. أما إذا كنت تشعر بالنعاس فإن الحل السحري الوحيد للتخلص منه هو أخذ قسط من الاسترخاء والاستسلام للنوم لمدة 10 دقائق إلى حدود 15 دقيقة، واحذر من القيلولة الطويلة فهي ستعود عليك بآثار سلبية. لذا يمكنك ضبط منبه الهاتف لإيقاظك في الوقت المحدد. أفكار خاطئة تجنبها يلجأ السائق في الكثير من الأحيان إلى استخدام أفكار شائعة كحيل للتخلص من التعب ومقاومة النعاس. ولكنها لا تفيد إطلاقا بل تضر في كثير من الأحيان. ومنها: - قهوة سوداء: شرب فنجان قهوة لمحاربة النوم أثناء القيادة من الأفكار المنتشرة بقوة. ولكن ما يجب معرفته هو أن الكافيين يحتاج لوقت من أجل القيام بمفعوله في الجسم، وهذه المدة تختلف من شخص لآخر. كما أنها قد لا تؤثر بالمرة على نوم بعض الأشخاص. - الموسيقى: الرفع من صوت الموسيقى أو الراديو تفقد السائق تركيزه ومن الأفضل خفض الصوت والتركيز على القيادة. - التدخين: لا يؤثر فقط على تصرفات السائق، بل يقلص من كمية الأوكسجين داخل المركبة وهذا بدوره يؤدي إلى إحساس السائق بالإرهاق.