في الصورة محاكمة رمزية نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الانسان والمنتدى المغربي من اجل الحقيقة والانصاف يعتزم المكتب المركزي للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف تنظيم قافلة باتجاه مدينة الناظور، في إطار " إزالة الخوف عن الساكنة " وفق ما صرح به لأسبوعية المشعل، محمد الصبار رئيس المنتدى، و ذلك في عددها الصادر بتاريخ 15 ماي الماضي، حيث ذكر على أنه من ضمن أهداف قافلة الناظور " رفع الخوف و الرعب عن ساكنة المنطقة التي عانت من انتهاكات الماضي الجسيم ". إن المتتبع لمختلف التصريحات التي فاه بها هذا " الصبار " يتضح له بما لا يدع مجالا للشك، الطبيعة الاستعلائية التي يتعامل بها مع منطقة الريف، التي يرى أنها تشكل مجرد هامش بالنسبة للمركز الذي ينتمي إليه، و أن ضحايا الانتهاكات بها مجرد جيش احتياطي يستنهضه كلما أراد أن يزايد على الدولة و بالأخص على المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. "" كثيرة هي التساؤلات التي تطرح نفسها و بقوة بخصوص عمل المكتب المركزي للمنتدى على مستوى إقليمالناظور بوجه عام و كذا فرعه بالمنطقة ، و بالخصوص تلك المرتبطة بملف المقبرة الجماعية و الملفات الشخصية لشهداء أحداث انتفاضة 1984 المجيدة، و هي التي تجعلنا نضرب في العمق مصداقيته في تدبير هذه الملفات على اعتبار أن الخلفية التي تحكمه في ذلك تبدو بوضوح على أنها ذات أبعاد سياسوية محضة في ابتعاد تام عن المناولة الحقوقية التي هي في الأصل و في العمق في مصلحة الضحايا و المجتمع. فالمنتدى مركزيا قد تبنى خيار القافلة مباشرة بعد سوء العلاقة بينه و المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، هذا الأخير الذي رفع بدوره تحديه للمنتدى عبر دعوته له التحصل و لو على شكاية أو مراسلة واحدة من أي فرد من ذوي الحقوق و الذين لقوا حتفهم إثر الأحداث الاجتماعية التي شهدتها الناظور سنة 1984، على أن يكون ذاك الاسم من خارج لائحة 16 التي يتوفر عليها المجلس، و الذي تحصلت هيئة الإنصاف و المصالحة على 14 منها من خلال مراسلات لذوي الحقوق فيما تحصلت على الاثنين الآخرين من خلال أرشيفات المستشفى الإقليميبالناظور، مع التأكيد على أن المنتدى بالناظور لا علاقة له بذوي الحقوق و لا يتوفر إلا على ملف واحد استهلكته الهيئة. فالمنتدى الذي يصرح فرعه بالناظور بوجود ما يناهز 150 شهيدا، إن لم يفلح – و لن يفلح - في التحصل على مراسلة واحدة كما اشترطها المجلس، فهذا يعني بالتأكيد على أن المنتدى لم يشتغل أبدا على هذا الموضوع، و أنه غير مرتبط بمجتمع الضحايا و ذووا الحقوق كما يفترضه دوره المسطر في قانونه الأساسي، و هو الواقع، و من ثم فإنه ينتصب دليلا قاطعا على كونه يقتصر في اشتغاله على آلية " المزايدة السياسوية "، حيث قبل أن تسوء علاقة المنتدى بالمجلس كان دائما هذا " الصبار " يرفض تنظيم القافلة إلى الناظور رغم ما قام به الفرع المحلي و معه العديد من الجمعيات الحقوقية المحلية من محاولات لإقناعه بذلك، حفاظا منه على الوضع الذي كان يستفيد منه على حساب ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالريف. إن للريف أحصنة بأسها شديد و لكن لهذه الأحصنة كذلك فرسانها، و هم أشاوس من أبناء الريف، و ليسوا أبدا في حاجة لفارس مزعوم غريب و مستغل أن يقودهم لمصيرهم و يقوم بإذلالهم و بتصوير نفسه كسوبرمان جاء لينقذهم من خوفهم بعد انتظارهم له طول الوقت.