يواصل المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف تنظيم قوافل الحقيقة إلى بعض الأماكن التي ترمز إلى ما شهده المغرب خلال سنوات الرصاص من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان فبعد تنظيمه لقوافل الحقيق ة إلى تازمامات ودار المقري والكوربيس ودرب مولاي الشريف والكومبليكس و PF 3 ومقهى ليب بشارع سان جيرمان بباريس وبعد تكريسه لتقليد إحياء ذكريات الشهداء الذين سقطوا في معركة الدفاع عن الديمقراطية واعتباره يوم 29 أكتوبر الذي يصادف ذكرى استشهاد المناضل الكبير المهدي بن بركة يوما وطنيا للشهيد، التأم ثلة من ممثلي التنظيمات الحقوقية والسياسية والمدنية خلال يوم السبت 4 يوليوز 2009 في إطار قافلة الحقيقة التي توجهت إلى مدينة أجدير شمال المغرب من أجل الوقوف على قبر المقاوم عباس المسعدي والترحم على روحه الطاهرة ومن أجل التأكيد على ضرورة رفع اللبس عن ظروف وملابسات اغتياله في مطلع الاستقلال. في مستهل هذا الحفل التكريمي للفقيد عباس المسعدي أشار عبد الحق عندليب نائب رئيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف المكلف بملف الذاكرة إلى أن المغزى من هذه الوقفة بالإضافة إلى المطالبة بالكشف عن الحقيقة من أجل قطع الطريق عن محترفي خلط الأوراق وقلب الحقائق والإساءة إلى رموزنا الوطنية والديمقراطية، هو حفظ الذاكرة الجماعية وإعادة الاعتبار لضحايا ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. أما محمد الصبار رئيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والانصاف فقد انتقد هيئة الانصاف والمصالحة، معتبرا أن عملها في مجال الكشف عن الحقيقة خاصة خلال الفترة الممتدة من 1956 إلى 1960 كان ناقصا وبأن هذه الفترة قد تخللتها صراعات ملتبسة حول السلطة أدت إلى حدوث العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وأكد الصبار من جهة ثانية على أن مبادرة المنتدى تندرج في إطار قيامة بالواجب الأخلاقي الذي يتطلب من الجميع صيانة وحفظ الذاكرة الجماعية. كلمة عائلة الشهيد عباس المسعدي توجهت بالتحية والتقدير إلى كل الهيئات السياسية والحقوقية والمدنية المشاركة في هذه الوقفة، وعلى رأسها المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والانصاف باعتباره صاحب المبادرة. وأكدت الكلمة التي ألقاها أحد أقارب الشهيد أن الوقفة تعتبر تكريما للفقيد وتقديرا لما أسداه للوطن وللشعب المغربي من جليل التضحيات وبأن قضية عباس المسعدي هي قضية كل المغاربة التواقين إلى مغرب ديمقراطي، مغرب الحرية والكرامة وحقوق الإنسان. ومن بين جمعيات المجتمع المدني التي تناولت الكلمة في هذه الوقفة الرمزية نذكر جمعية 2 أكتوبر وجمعية الريف للتنمية، حيث أكد جل المتدخلين على أن منطقة أجدير قد نالت حصة الأسد من العقاب الجماعي إبان سنوات الجمر، وبأن أبناء المنطقة المعتزين بما قدمه آباؤهم وأجدادهم من تضحيات جسام في سبيل تحرير البلاد من ربقة الاستعمار أدت إلى سقوط العديد من الشهداء ينتظرون من الدولة كل الانصاف من خلال رفع التهميش والإهمال عن منطقتهم والاستفادة من مشاريع التنمية في مختلف المجالات، وإعادة الاعتبار إلى كافة الشهداء الذين ترقد جثامينهم الطاهرة في أديم هذه الأرض الطيبة.