انتقدت الرباط الاتهامات التي وجهتها جبهة البوليساريو للمبعوث الأممى للصحراء المغربية بيتر فالسوم، بالانحياز للأطروحات المغربية وبالتالي فقدانه لشروط الوساطة بين الفرقاء حول الصحراء المغربية، واعتبرت الرباط هذه الانتقادات دليلاً على شعور بفشل الأطروحات الانفصالية التي تدعو لها البوليساريو والجزائر. "" وأكد وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة المغربية خالد الناصري، في تصريحات خاصة ل "قدس برس"، أنّ رفض البوليساريو القبول بالمبعوث الأممي للصحراء المغربية بيتر فالسوم كوسيط مع المغرب يعكس موقفاً جزائرياً. وقال الناصري "الوسيط الذي تريده البوليساريو والجزائر هو وسيط يسير في اتجاه الأطروحات الانفصالية التي تجاوزها الزمن، وهم يشعرون بأنّ الرياح العالمية تهب في مهب لا يخدم مصالحهم الانفصالية، لذلك لجؤوا إلى هذه الادعاءات لتبرير مواقف شرب عليها الدهر وأكل"، على حد وصفه. ووصف الناصري اتهام جبهة البوليساريو للمغرب بأنها تستقوي باللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدةالأمريكية على البوليساريو ب "الشذوذ الفكري"، وقال "هذا موقف يتسم بالشذوذ من ألفه إلى يائه، فالمغاربة كانوا دائماً في بيتهم عندما طالبوا باسترجاع الصحراء، ولم يكن للموقف أي علاقة باللوبي الصهيوني في هذه الدولة أو تلك، فهذا كلام مقيت لا يستحق إلاّ الازدراء لأنه لا علاقة له بالمنطق وهو سبة في جبين الشعب المغربي، فنحن نطالب بالسيادة على أرضنا ولا علاقة لذلك بأي لوبيات صهيونية في أي مكان من العالم"، على حد تعبيره. وكان العضو القيادي في جبهة البوليساريو والذي يتقلد منصب "الوزير المنتدب لدى أوروبا"، محمد سيداتي، قد أكد في تصريحات خاصة ل "قدس برس"، أنّ المبعوث الأممى للصحراء ممبيتر فالسوم قد خرج عن مهمته وفقد ثقة الطرف الصحراوي، عندما أصدر تقريره الذي اعتبر فيه أنّ الاستقلال لم يعد خياراً واقعياً، وقال إنه كان يعبر عن املاءات فرنسية وأمريكية. واتهم سيداتي المغرب بأنه يستقوي على جبهة البوليساريو بعلاقاته مع الجانب الإسرائيلي لدعم موقفه السياسي من الصحراء ، كما قال. في غضون ذلك نقلت صحيفة "الصباح" المغربية اليومية أنباء عن استنفار في القوات المغربية المسلحة على الحدود مع مدينة تيفاريتي الصحراوية، بعد سماع دوي انفجارات قوية، تبيّن فيما بعد أنها متصلة بتفجير البوليساريو لدفعة ثالثة من ألغامها الأرضية.